اخبارنا

slider

الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ: منظمة الأغذية والزراعة تحتفل باليوم الدولي للجبال لعام 2023 مع التركيز على إصلاح النظم الإيكولوجية

دبي - احتفلت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) باليوم الدولي للجبال لعام 2023 خلال اجتماع رفيع المستوى في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف المنعقدة في دبي، حيث أصدرت خلاله تقريرًا يعرض توصيات وأمثلة مشجعة على مشاريع ناجحة لإصلاح النظم الإيكولوجية الجبلية.

ويؤكد اليوم الدولي للجبال على عظيم أهمية النظم الإيكولوجية الجبلية بالنسبة إلى الكوكب أجمع. وموضوع هذه السنة هو "إصلاح النظم الإيكولوجية الجبلية"، وهو يدعو إلى إيجاد حلول مراعية للطبيعة، واتباع أفضل الممارسات، والقيام باستثمارات تبني قدرة النظم الإيكولوجية وسبل العيش على الصمود وتحدّ من ضعفها، وزيادة قدرة الجبال وسكانها على التكيف مع التهديدات اليومية والظواهر المناخية القصوى.

وتغطي الجبال حوالي 27 في المائة من اليابسة، ويأتي احتفال هذا العام وسط مؤشرات على تزايد الاهتمام بالجبال في المناقشات العالمية حول أزمة المناخ. حيث انعقد منتدى بشأن الدور الذي تؤديه الجبال ضمن إطار برنامج عمل نيروبي في 2 ديسمبر/ كانون الأول في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، في حين وحّدت البلدان الرئيسية جهودها من أجل حثّ مؤتمر دبي على عقد حوار سياسي وفني بشأن الجبال وتغير المناخ خلال جلسته الافتتاحية لأول مرة في تاريخه.

وفي تلك الأثناء، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفترة الممتدة بين عامي 2023 و2027 بأنها خمس سنوات للعمل من أجل تنمية المناطق الجبلية. وكانت الأنشطة المخطط لها في تلك الفترة مصممة من أجل تحسين إدراك المجتمع الدولي للمسائل التي تؤثر على البلدان الجبلية والحثّ على إحداث تغيير فعلي بهدف مواجهة تلك التحديات.

وتحدث المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو، في الحدث الرفيع المستوى الذي انعقد اليوم في جناح منظمة الأغذية والزراعة في دبي، حيث أشار إلى أنّ الجبال الصحية قادرة على حمايتنا ومساعدتنا على التكيف مع آثار تغير المناخ.

وقال السيد شو دونيو: "يمثّل حدث اليوم فرصة أمام الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف للتفكير في طريقة لعكس مسار أزمة المناخ من خلال إصلاح النظم الإيكولوجية الجبلية. وإني في اليوم الدولي للجبال، أحثّ جميع أصحاب المصلحة، من الحكومات والمنظمات غير الحكومية إلى المجتمعات المحلية والأفراد، على مضافرة جهودهم من أجل تجديد الالتزام بإصلاح جبالنا وإدراج المناطق الجبلية في خطط السياسات".

وكان من بين المتحدثين أيضًا سعادة السفير Nurlan Aitmurzae، المبعوث الخاص لقيرغيزستان بشأن قضايا الجبال؛ ومعالي السيد Carles Miquel، وزير الدولة لشؤون تحويل الطاقة والنقل والتنقل في أندورا؛ والسيد Francesco Corvaro، المبعوث الخاص لإيطاليا بشأن تغير المناخ في وزارة الخارجية والتعاون الدولي؛ والسيد Bruno Pozzi، نائب مدير شعبة النظم الإيكولوجية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وأُلقي عدد من الرسائل الرئيسية خلال الحدث منها فكرة مفادها أنّ النظم الإيكولوجية الجبلية القادرة على الصمود ضرورية من أجل التكيف مع تغير المناخ، حيث إنّ الغابات والمراعي في المناطق الجبلية تخفّض درجات الحرارة المحلية وتزيد القدرة على الاحتفاظ بالمياه وتشكل مخزنًا حيويًا للكربون وتحدّ من خطر تآكل التربة وانزلاقها.

وتحوي الجبال قرابة نصف البؤر الساخنة للتنوع البيولوجي العالمي، فضلًا عن نباتات وحيوانات نادرة مثل النمور الثلجية والغوريلا الجبلية، وبالتالي فإنّ الجبال الصحية بالغة الأهمية أيضًا بالنسبة إلى صون التنوع البيولوجي.

وأخيرًا، أشار الحدث إلى أنّ المزارعين والرعاة في الجبال يؤدون دورًا حاسمًا في الإدارة المستدامة للنظم الإيكولوجية الجبلية، وإلى أنّ هناك أنشطة مثل السياحة المستدامة قادرة على إتاحة فرص العمل وزيادة الوعي بأهمية البيئة الطبيعية.

التقرير الخاص بالجبال

تماشيًا مع موضوع اليوم الدولي للجبال لهذا العام، أصدرت المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تقريرًا حمل عنوان "إصلاح النظم الإيكولوجية الجبلية"، يحلل 10 مشاريع لإصلاح النظم الإيكولوجية الجبلية ويقدم توصيات تمكّن من تطبيق مبادئ إصلاح النظام الإيكولوجي العشرة لتوجيه عقد الأمم المتحدة على النظم الإيكولوجية الجبلية.

ويشير التقرير إلى أنّ النظم الإيكولوجية الجبلية - وملايين السكان الريفيين المعتمدين عليها - معرضة للخطر وتتأثر بشدة بتغير المناخ، ويوضح الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل الحفاظ على النظم الإيكولوجية الجبلية وإصلاحها من خلال دراسات حالة أجريت في جميع أنحاء العالم.

وعلى سبيل المثال، أدت جهود الإصلاح المبذولة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وأوغندا إلى زيادة أعداد الغوريلا الجبلية، ما استقطب المزيد من السياح وولّد دخلًا للمجتمعات المحلية.

وفي قيرغيزستان، جرى إنشاء محمية بايبوسون الصغيرة التي تمتد على مساحة 000 14 هكتار من المراعي والأنهار الجليدية، من أجل حماية التنوع البيولوجي وتنظيم الأنشطة على غرار الصيد والرعي. وأصبح الصيادون وصيادو الأسماك السابقون حراسًا للغابات في المجتمع المحلي، فيجولون في المنطقة المحمية ويشرفون على الكاميرات المخفية لمراقبة الحياة البرية، في حين يستخدم الرعاة المحليون تقنيات رعي حديثة تحسن الغطاء النباتي وتضفي النضارة على المراعي. ولم يفضِ هذا التحول فقط إلى زيادة أعداد النمور الثلجية والوعول فحسب، بل أنشأ أيضًا سبل عيش جديدة.

وكانت تلك الجهود جزءًا من مبادرة رئيسية متعددة البلدان أطلقها برنامج الأمم المتحدة للبيئة تحت اسم "أمانة الشراكة من أجل الجبال" في منظمة الأغذية والزراعة والاتفاقية المتعلقة بحماية جبال الكاربات، الرامية إلى إصلاح النظم الإيكولوجية الجبلية في قيرغيزستان وصربيا ورواندا وأوغندا.

مصر الطقس