اخبارنا

slider

منظمة الأغذية والزراعة بحاجة إلى 1.8 مليارات دولار أمريكي لإنقاذ أرواح وسبل عيش 43 مليون شخص في عام 2024

روما- في عام 2024، تسعى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) إلى تأمين ما مجموعه 1.8 مليارات دولار أمريكي في إطار خطط الاستجابة الإنسانية لمساعدة 43 مليون شخص على إنتاج أغذيتهم، فيما يتواصل تفاقم الجوع الحاد في أنحاء العالم كافة.

وأتى هذا الإعلان للمنظمة في إطار النداء الإنساني الواسع النطاق الذي أطلقته الأمم المتحدة اليوم بالنيابة عن أكثر من
900 1 من الشركاء في مجال العمل الإنساني ويشمل 72 بدًا متأثرًا بالنزاعات، بصورة مباشرة وغير مباشرة على حدّ سواء.

وخلال عام 2023، بقيت الاحتياجات الإنسانية مرتفعة على نحو غير مقبول، حيث إن شخصًا واحدًا تقريبًا من أصل كل 33 شخصًا (258 مليون شخص) في 58 بلدًا وإقليمًا يعاني من الجوع الحاد بفعل النزاعات المسلحة، والصدمات الاقتصادية، والظروف المناخية القصوى، والفقر وعدم المساواة. وفي الوقت ذاته، بدأت الميزانيات المخصصة للمساعدات الإنسانية تتقلّص، تاركةً ملايين الأشخاص من دون مساعدة.

غضّ الطرف إلى حدّ بعيد عن المساعدة الزراعية الطارئة

يعتمد في المتوسط ثلثا من يعانون انعدامًا حادًا في أمنهم الغذائي على الزراعة للبقاء على قيد الحياة. وفي السياقات الإنسانية، يمكن أن تشكل التدخلات الزراعية الطارئة التي تمكّن الأشخاص من إنتاج أغذيتهم- وغالبًا ما تترافق مع توزيع مباشر للأغذية وتحويلاتٍ نقدية- الطريقة الأكثر كفاءة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة مع تعظيم في الوقت ذاته أثر كل دولار واحد يتم تقديمه.

غير أن 4 في المائة فقط من إجمالي تمويل المساعدة الإنسانية الذي تستفيد منه القطاعات الغذائية مخصّص للمساعدة الزراعية الطارئة.

وستبقى الأزمات الغذائية تطغى على التوقعات العالمية لعام 2024. فمن المرتقب أن يتقلّص التمويل على نحو أكبر، في حين تتفاعل الأحداث المناخية القصوى المدفوعة بأزمة المناخ وظاهرة النينيو مع أزمات جديدة ومتفاقمة ومع عدم الاستقرار الاقتصادي، بما يدفع المزيد من الأشخاص إلى حلقة الجوع.

لمحة عن استجابة المنظمة في عام 2023

مع حلول نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، كانت المنظمة قد ساعدت أكثر من 30 مليون شخص يعانون من أزمات غذائية في عام 2023، رغم خفض التمويل.

فخلال العام الماضي، وبكلفة بلغت 598 مليون دولار أمريكي فقط، مكّن الدعم الطارئ وحده الذي قدّمته المنظمة لإنتاج المحاصيل والخضار 23 مليون شخص في 29 بلدًا من زراعة منتجاتهم الغذائية وتلبية احتياجات أسرهم من الحبوب لمدة 11 شهرًا في المتوسط. وبشكل إجمالي، بلغت قيمة المحاصيل والخضار 2.75 مليار دولار أمريكي. وهذا يمثل عائدًا متوسطًا على الاستثمارات قدره 6 دولارات أمريكية لكل دولار واحد جرت إتاحته للمنظمة.

كذلك، تفضي القرارات بتمويل التدخلات الزراعية الطارئة على نطاق واسع إلى آثار قابلة للقياس. ففي أفغانستان مثلًا، لم تستجب حزم القمح التي قدمتها المنظمة إلى الاحتياجات السنوية للأسرة من القمح فحسب، إنما وفّرت البذور أيضًا غلاّت أعلى بكثير من البدائل المتاحة، حيث سُجّلت زيادات صافية بأكثر من 0.5 أطنان لكل أسرة معيشية. وبفضل هذا المستوى من المساعدة الزراعية، التي اقترنت بمساعدات غذائية وتحويلات نقدية، بدأ عدد الأفغانيين في الأرياف الذين يعانون مستوياتٍ مرتفعة من انعدام حاد في أمنهم الغذائي، يتراجع وانخفض من 47 في المائة من السكان الذين جرى إحصاؤهم من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2022 إلى 40 في المائة في شهر أبريل/نيسان 2023.

كذلك، على الرغم من انتشار عمليات القتال على نطاق واسع في وقت حرج بالنسبة إلى الموسم الزراعي في السودان وبفضل الجهود الدؤوبة التي بذلها الشركاء المحليون والدعم المقدم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أجل تأمين النفاذ للمجتمعات الريفية المحلية، تمكّنت المنظمة من أن توزّع بسرعة بذورًا عالية الجودة للمحاصيل لحوالي مليون (1) أسرة معيشية زراعية في الوقت المناسب لعملية الزرع. ومن المفترض أن تكون عمليات حصاد هذه البذور كافية لإطعام 13 مليون شخص تقريبًا على مدى 7 أشهر.

وثمة حاجة ملحّة إلى الأموال من أجل تخزين المدخلات المهمة مسبقًا قبل مواسم الزرع القادمة - مثلًا في أوكرانيا وجنوب السودان. كما تدعو المنظمة إلى توفير تمويل مرنٍ وغير مخصص من خلال الصندوق الخاص لحالات الطوارئ وأنشطة إعادة التأهيل. وهذه هي الطريقة الأكثر فعالية لدعم عمل المنظمة، بما يتيح لها التحرّك بسرعة حين تتدهور الأوضاع أو تنشأ أزمات جديدة.

وشدّدت نائب المدير العام للمنظمة السيدة Beth Bechdol على أنّ "هذا النوع من الدعم منقذٌ للأرواح وفعال من حيث الكلفة في آنٍ معًا، في وقت يشهد تخفيضات عالمية في التمويل. بالفعل، إن التدخلات الزراعية الطارئة منقذة للحياة وتحويلية، ويجب تمويلها".

مصر الطقس