روما - أبرز اليوم حدث عالمي أُقيم في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بعنوان "البقول: تغذية التربة والسكّان" دور البقول في الحفاظ على سلامة التربة وتوفير التغذية الحيوية للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم. وقد عُقد هذا الحدث قبيل الاحتفال باليوم العالمي للبقول لعام 2024 الذي يصادف في 10 فبراير/شباط من كل عام.
وتعتبر البقول، مثل الفاصوليا والحمص والبازلاء، مجموعة فرعية من المحاصيل التي تنتمي إلى فئة البقوليات التي تزرع لبذورها الصالحة للأكل، وهي من الأغذية المغذية لصحة الإنسان وسلامة البيئة. وتؤدي البقول، من منظار التربة، دورًا حيويًا من خلال توفير المغذيات الدقيقة الأساسية والحفاظ على التنوع البيولوجي للتربة وتعزيز تركيبة التربة.
ويتسم الكثير من أنواع البقول بالقدرة على تحمّل الجفاف ومقاومة الأحوال المناخية غير المواتية، كالجفاف وارتفاع درجات الحرارة. وتؤدي زراعة البقول إلى استخدام الأسمدة على النحو الأمثل، وبالتالي إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في ملاحظاته الافتتاحية خلال هذا الحدث: "من شأن تعدد استخدامات البقول وقدرتها على الصمود أن يحسّنا سلامة تربتنا وصحة مجتمعاتنا المحلية. وتشكّل أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتآكل التربة وتدهورها تحديات رئيسية، ويمكن للبقول أن تكون جزءًا من الحل. وتجعلها قدرتها على النموّ في مناخات مختلفة، إلى جانب قدرتها على تثبيت النيتروجين، قيّمة للغاية".
احتفال عالمي للتوعية والعمل
أكّد المدير العام للمنظمة التزام هذه الأخيرة بدعم المزارعين والعمل مع الباحثين وأصحاب المصلحة لتحقيق كامل إمكانات البقول.
وشدّد على ضرورة توسيع نطاق توفر الموارد الوراثية للبقول، والاستثمار في البحوث والابتكار والنهوض بالتكنولوجيات والتقنيات الزراعية، وتحسين إنتاج البقول وحصادها وتجهيزها وتسويقها.
وقد ألقى البيانات الرئيسية كل من السيد SHINDO Mitsuaki، مستشار الوزير ونائب الممثل الدائم لليابان لدى المنظمة؛ والسيد Leonard Mizzi، نائب مدير المديرية العامة للشراكات الدولية في المفوضية الأوروبية؛ والسيد Jens Busma، رئيس قسم الزراعة والتنمية الريفية في الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، والسيد Vijay Iyengar، رئيس الاتحاد العالمي للبقول.
وتولّى السيد Chikelu Mba، نائب مدير شعبة الإنتاج النباتي ووقاية النباتات في المنظمة تيسير جلسة تخللتها عروض فنية قدّمها خبراء. وشملت المواضيع التي تمت تغطيتها استخدام البقول لتحسين التربة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، فضلًا عن تعزيز التغذية من خلال البقول.
وألقت سعادة السيدة Fatimata Cheiffou، السفيرة والممثلة الدائمة لجمهورية النيجر ورئيسة اللجنة التوجيهية لليوم العالمي للبقول الملاحظات الختامية.
البقول والتربة
تحسّن البقول سلامة التربة عن طريق استضافتها للبكتيريا المفيدة المعروفة باسم الريزوبيا في جذورها. وتحوّل هذه البكتيريا النيتروجين من الهواء إلى أسمدة في التربة. وبالإضافة إلى ذلك، تساعد أنواع أخرى من البكتيريا والفطريات في إطلاق الفوسفور في التربة، وتوفير المغذيات الدقيقة الأساسية للنباتات وتعزيز تنوع التربة. وإنّ الأسمدة التي تنتجها البقول لا تفيد البقول فحسب، بل المحاصيل الأخرى أيضًا التي تزرع إلى جانبها، مما يقلل من الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية. وهذا ما يجعل من البقول محصولًا مثاليًا للممارسات الزراعية المستدامة كالزراعة البينية أو تناوب المحاصيل.
المنافع التغذوية والاقتصادية
إنّ أسعار البقول معقولة وهي غنية بالمغذيات الدقيقة، ما يجعلها مصدرًا حاسم الأهمية للبروتينات بالنسبة إلى المجموعات السكّانية التي لا تتوافر لديها سوى خيارات تغذوية محدودة. وتحتوي البقول في المتوسط على نسبة تتراوح بين 19 و25 في المائة من البروتينات، وثمة أصناف تم تطويرها حديثًا تتجاوز فيها نسبة البروتينات 30 في المائة. وإنّ القيمة التغذوية العالية التي تتسم بها البقول تجعل منها مصدرًا قيّمًا لتحسين الأنماط الغذائية للسكان الذين يفتقرون إلى أنماط غذائية متنوعة وغنية باللحوم. وبالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام البقول ومشتقاتها كأعلاف للحيوانات.
وتؤدي سلاسل قيمة البقول دورًا هامًا في استحداث فرص العمل ودعم سبل العيش. ويعود هذا بالنفع بوجه خاص على النساء الريفيات، والشباب في المجتمعات الزراعية، والأسر الحضرية المشاركة في تجهيز المنتجات ذات القيمة المضافة وتسويقها.
ومنذ أن أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 فبراير/شباط يومًا عالميًا للبقول، وبعد الاحتفال الناجح بالسنة الدولية للبقول في عام 2016، اضطلعت منظمة الأغذية والزراعة بدور قيادي في التوعية بأهمية البقول. ويشمل هذا دورها في تدعيم النظم الزراعية والغذائية الفعالة والشاملة والقادرة على الصمود والمستدامة، ومساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي هذا الصدد، قامت المنظمة بتنفيذ مشاريع في جميع أنحاء العالم، مثل المشروع الجاري في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي للنهوض بقدرات المزارعين الأسريين من أجل إنتاج محاصيل البقول المحلية على نحو مستدام وتحسين التغذية في الإقليم.