مجموعة العشرين: المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يدعو إلى سدّ الفجوة الرقمية
5 أغسطس/آب 2021، ترييستي - دعا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، السيد شو دونيو اليوم إلى سدّ الفجوة الرقمية، وأكّد من جديد التزام المنظمة بتشجيع استخدام التكنولوجيات الرقمية معتبرًا إياها عنصرًا أساسيًا لتحويل النظم الزراعية والغذائية الذي تمسّ الحاجة إليه.
وفي معرض حديثه خلال اجتماع الوزراء المعنيين بالاقتصاد الرقمي لدى مجموعة العشرين، أيّد المدير العام بقوة توسيع استخدام التكنولوجيات الرقمية وبخاصة في المناطق الريفية حيث يمكن الاستفادة من تلك التكنولوجيات لمعالجة إخفاقات السوق المتعددة، (على سبيل المثال، عدم تماثل المعلومات حول أسعار المنتجات والمدخلات، وعدم القدرة على الوصول إلى الخدمات المالية، وتكاليف البحث بشأن التتبع)، ولمساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في الوصول إلى الأسواق. وأكّد السيد شو دونيو أن نساء الريف يمثّلن الفئة الأكثر تضررًا جراء قلة الاتصال بالإنترنت.
وقال السيد شو دونيو "لقد تحسنت معدلات الاتصال بالإنترنت بشكل جذري، غير أن الفجوة الرقمية لا تزال قائمة بين البلدان، وفي ما بين المناطق الريفية والحضرية".
وبحسب الاتحاد الدولي للاتصالات، لم تتعدّ نسبة مستخدمي الإنترنت في نهاية عام 2019، الـ 51 في المائة فقط من سكان العالم، أي 4 مليارات نسمة. وتقدر لجنة النطاق العريض أنه ينبغي استثمار مبلغ 428 مليار دولار لضمان اتصال الجميع بالإنترنت بحلول عام 2030.
وأضاف المدير العام للمنظمة قائلا: "لا يمكننا أن نتحمّل جماعيًا الكلفة الهائلة لهذه الفجوة الرقمية. وقد بيّنت لنا جائحة كوفيد-19 الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن الاتصال بالإنترنت هو من الشروط المسبقة للإدماج الاجتماعي."
كما أكّد المدير العام من جديد على التزام المنظمة بالعمل ضمن شراكات، من أجل تحقيق نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامةً من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب. وإن هذا التحول لن يكون ممكنًا من دون التكنولوجيات الرقمية.
وبادر السيد شو دونيو إلى عرض أمثلة عن كيفية قيام المنظمة بالتعجيل في استيعاب التكنولوجيات الرقمية في قطاعي الأغذية والزراعة، وتعزيز التحول الرقمي في المناطق الريفية.
مكافحة الجوع والفقر وعدم المساواة من خلال التكنولوجيات الرقمية
تركّز مبادرة "000 1 قرية رقمية" للمنظمة على تحويل ألف قرية عبر العالم إلى محاور رقمية - وذلك بهدف دعم تحويل النظم الزراعية والغذائية.
وتتضمن المبادرة ثلاثة عناصر رئيسية هي: "الزراعة الإلكترونية" من أجل تحسين الإنتاجية الزراعية بواسطة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والحلول الرقمية مثل: الزراعة الذكية مناخيًا، وزراعة المرافق الدقيقة والذكية؛ و"الخدمات الرقمية للمزارعين" من أجل تعزيز وصول المزارعين إلى الخدمات بما فيها الخدمات المالية، والحماية الاجتماعية وفرص العمل؛ والخدمات الرقمية من أجل "التحول الريفي" بغية تعزيز تنفيذ الخدمات العامة في مجالات الصحة والتعليم والوظائف والرفاه والسياحة الإيكولوجية والزراعية.
وتمثّل منصة البيانات الجغرافية المكانية الخاصة بمبادرة العمل يدًا بيد، التي أطلقتها المنظمة في يوليو/تموز 2020، منفعة عامة رقمية لرسم خرائط تفاعلية للبيانات وتحليل الاتجاهات وتحديد الثغرات والفرص في الوقت الفعلي في قطاعي الأغذية والزراعة، وترشد بالتالي الاستثمارات الفاعلة وتضمنها.
وتؤدي المنظمة دورًا محوريًا أيضًا إذ تجمع طائفة واسعة من الشركاء حول استخدام التكنولوجيات الرقمية في الأغذية والزراعة. وفي هذا الصدد، سوف تقدم المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية التي ستفعّلها المنظمة عما قريب، حيزًا للحوار وصنع السياسات وتعزيز الروابط القائمة بين منتديات الزراعة والاقتصاد الرقمي، فتدعم الحكومات في تعزيز منافع الزراعة الرقمية وتحقيق قفزة تكنولوجية نوعية عبر استفادة الدروس من الأقران، بموازاة معالجة الشواغل المحتملة.
كما قامت المنظمة، بالاشتراك مع الأكاديمية البابوية المعنية بشؤون الحياة، وشركتي مايكروسوفت وآي بي إم (IBM)، والوزارة الإيطالية للابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي بإطلاق النداء حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من أجل الترويج لنهج أخلاقي في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.