منظمة الأغذية والزراعة تتصدر الجهود العالمية الرامية إلى بناء شراكة بين النظم الزراعية والغذائية وصونها
6 سبتمبر/أيلول 2021 – روما/مرسيليا – تتصدر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) الجهود الرامية إلى إصلاح النظم الزراعية والغذائية والحفاظ على علاقة إيجابية بينها وصونها، عبر تشجيع الممارسات المستدامة حول العالم. وكانت تلك هي الرسالة الرئيسية التي وجهها المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو في الكلمة التي ألقاها خلال حوار رفيع المستوى في سياق المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة المنعقد حاليًا في مدينة مرسيليا الفرنسية. ويسعى هذا المؤتمر الذي يمتد من 3 إلى 11 سبتمبر/أيلول ويستضيفه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إلى تحديد الأولويات والنهوض بإجراءات الصون والتنمية المستدامة.
وتشغل الزراعة حوالي 40 في المائة من اليابسة حول العالم وتستهلك نحو 70 في المائة من المياه العذبة، ما يجعلها معتمدة بشكل كبير على خدمات التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية. وإن القطاعات الزراعية والغذائية شديدة التعرض لتأثيرات أزمة المناخ، فيما أنها مسؤولة في الوقت عينه عن نحو 34 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن أنشطة الإنسان، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في التخفيف من وطأة تغير المناخ والتكيف معه. وبحسب المدير العام للمنظمة، فإنّ النظم الزراعية والغذائية الخضراء والقادرة على الصمود يمكنها أن تقدم حلولاً رئيسية لأزمات التنوع البيولوجي والبيئة.
فقد اعتبر السيد شو دونيو في رسالة فيدوية اليوم أنه "بفضل توسيع نطاق الممارسات المستدامة، يمكننا الحد من التأثيرات السلبية على البيئة، وصون التنوع البيولوجي عبر مختلف المناظر الطبيعية والمناظر البحرية المشتركة والمنتجة".
السعي إلى التقارب بين الزراعة والبيئة
تساهم الزراعة غير المستدامة في الحد من التنوع البيولوجي، وذلك على سبيل المثال من خلال تدهور التربة وفقدان الموائل. وقد تمثّل الهدف من الحوار الرفيع المستوى الذي عُقد يوم الاثنين في رفع هذا التحدي، من خلال تعزيز التقارب بين النظم الزراعية والغذائية، وصون البيئة والتنوع البيولوجي قبل انعقاد قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية هذا الشهر، والدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي التي ستعقد في شهر أكتوبر/تشرين الأول في كونمينغ في الصين، والدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي ستعقد في غلاسغو في وقت لاحق من هذا العام.
ويعقب ذلك حوارًا عالميًا بشأن دور الأغذية والزراعة في الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، شاركت المنظمة واتفاقية التنوع البيولوجي في استضافته خلال شهر تموز/يوليو. وقد جمع الحوار بين وزراء وعلماء ومزارعين أسريين والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وسعى إلى استكشاف سبل تعزيز الممارسات المراعية للتنوع البيولوجي. فلا يقتصر التنوع البيولوجي على تقديم إسهامات أساسية في سبل العيش الريفية والبيئة وحسب، وإنما قد يساعد أيضًا في ضمان الأمن الغذائي والتغذية. وقال السيد شو دونيو: "يكتسي الرابط بين التنوع البيولوجي والأنماط الغذائية الصحية وأزمة المناخ أهمية أساسية".
كما قام اجتماع يوليو/تموز بتسليط الضوء على أهمية معالجة أوجه انعدام المساواة.
وقال السيد شو دونيو اليوم: "يشمل هذا ضرورة الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والنساء والشباب وصغار المنتجين والمزارعين الأسريين وحمايتهم، حيث أنهم قادرون على تقديم مساهمات قيّمة باعتبارهم جهات مؤتمنة على التنوع البيولوجي".
المشاركة في الحلّ
تعكف المنظمة على مساعدة أعضائها في تحقيق تلك الأهداف بوصفها الوكالة الراعية لعدد من أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالتنوع البيولوجي، على سبيل المثال من خلال المساعدة في بناء القدرة على جمع البيانات ورصدها والإبلاغ عنها. وعلى الصعيد القطري، يشمل ذلك أكثر من 800 مشروع من مشاريع المنظمة تتجاوز قيمتها ملياري (2) دولار أمريكي من حيث الاستثمارات.
ومن أبرز الأمثلة الملهمة مبادرة الجدار الأخضر العظيم في أفريقيا التي ترمي إلى زرع حزام طوله 000 8 كلم من النبتات والأشجار يعبر بعضًا من أشدّ المناطق جفافًا في القارة الأفريقية. وقد بدأ هذا المشروع بالفعل في تحويل حياة الملايين من الأشخاص في منطقة الساحل الأفريقي. وهو يسعى لدى إنجازه إلى إصلاح مائة مليون هكتار من الأراضي المتدهورة حاليًا، واحتجاز 250 مليون طنّ من الكربون، واستحداث 10 ملايين فرصة عمل.
وقال السيد شو دونيو "إن المنظمة ملتزمة بدعم أعضائها من أجل التحول إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولا وقدرة على الصمود واستدامة من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، بما لا يترك أي أحد خلف الركب."