المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يقول لوزراء الزراعة إنّ النظم الزراعية والغذائية أساسية للحد من أوجه انعدام المساواة
قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في كلمته الافتتاحية لاجتماع وزراء الزراعة في بلدان مجموعة العشرين في فلورنسا، إيطاليا، إنّه ينبغي لقادة بلدان مجموعة العشرين أن يواصلوا دعم النظم الزراعية والغذائية العالمية التي تواجه تحديات ما زالت مستمرة نتيجة آثار جائحة كوفيد-19، لكي تعمل هذه النظم على نحو سلس.
وأشاد السيد شو دونيو بالدور القيادي المحوري لمجموعة العشرين خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية للتخفيف من وطأة آثار الجائحة على هذا القطاع. فقال: "أستطيع أن أقول بثقة إنّ جهودنا الجماعية أبقت النظم الزراعية والغذائية مفتوحة وساهمت في تدفق التجارة".
وأضاف قائلًا إنّ التحديات ما زالت قائمة، وبخاصة بعدما أدّت الجائحة إلى "تفاقم أوجه انعدام المساواة الموجودة"، مشيرًا إلى أنّه بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي فإنّ الخسارة المترتّبة على دخل الفرد الواحد في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية قد بلغت ضعفين ونصف الخسارة المسجّلة في الاقتصادات المتقدمة، كما أشار إلى تقييم منظمة الأغذية والزراعة الذي يفيد بأنّ نسبة انعدام الأمن الغذائي قد ارتفعت من 8.4 في المائة إلى حوالي 9.9 في المائة من سكّان العالم.
وشدّد المدير العام للمنظمة على وجود أدلة واضحة تثبت أنّ "النظم الزراعية والغذائية أساسية للحد من أوجه انعدام المساواة هذه، لا سيما في المناطق الريفية".
وشدّد أيضًا على استمرار ظهور أزمات جديدة ومعقّدة، مستشهدًا بحالتي أفغانستان وهايتي ومناشدًا أعضاء مجموعة العشرين والجهات المانحة الأخرى تقديم الدعم السريع للمزارعين في هذه المناطق التي تعاني الاضطرابات. وقد وجّهت منظمة الأغذية والزراعة نداءً لتأمين مبلغ 36 مليون دولار أمريكي في شكل مساعدة عاجلة فورية قصيرة الأجل كي لا يفوّت المزارعون الأفغان مزيدًا من الوقت من موسم زرع القمح الشتوي المقبل.
وعرض المدير العام على الوزراء المجتمعين رسالة بالفيديو من Thomas Pesquet، رائد الفضاء الفرنسي وسفير النوايا الحسنة للمنظمة، من محطة الفضاء الدولية، حيث طلب منه المدير العام مشاركة أفكاره مع وزراء مجموعة العشرين.
إيطاليا تساهم بعشرة ملايين دولار في التحالف من أجل الغذاء
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيد شو دونيو، أشار وزير الزراعة الإيطالي Stefano Patuanelli إلى مساهمة ايطالية بقيمة 10 ملايين دولار في "التحالف من أجل الغذاء" ، المبادرة التي أطلقتها إيطاليا وتستضيفها منظمة الأغذية والزراعة، وهي عبارة عن "آلية تنسيق مرنة تتيح إقامة تحالف شامل مع الشركاء وأصحاب المصلحة للاستجابة للاحتياجات القطرية المحددة".
كما أشاد بقدرة التقنيات الجديدة على المساعدة في "التوفيق بين التناقضات" وإنتاج مزيد من الغذاء لعدد أكبر من الناس مع استخدام موارد طبيعية أقل. وقال Patuanelli "هذا يعتمد علينا. علينا أن نؤمن بهذا: علينا أن نباشر العمل. الكلمات لا تكفي. الاجتماعات لا تكفي. نحن بحاجة إلى إجراءات ملموسة من جانب الحكومات".
وتقدّم المدير العام بالشكر إلى إيطاليا ، مشيراً إلى السخاء طويل الأمد للحكومة والشعب ومدينة روما في استضافة منظمة الأغذية والزراعة على مدى 70 عامًا. وقال السيد شو أن "إيطاليا تترجم الأقوال إلى أفعال".
الاجتماع
تستضيف الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين الاجتماع الذي يستغرق يومين والذي سيركز على استدامة النظم الزراعية والغذائية.
وقبل هذا الحدث، تبادل المسؤولون في وزارات الزراعة خلال الاجتماعات التحضيرية الآراء حول دور البحوث والابتكار وضرورة تبادل المعارف التكنولوجية باعتبارها أدوات لتعزيز القدرة على الصمود، فضلًا عن التقنيات الجديدة في مجال التربية والدور المرتقب للتتبع الرقمي. ونظّمت إيطاليا حلقتي عمل علميّتين إحداهما بشأن مقاومة مضادات الميكروبات والأخرى عن الزراعة وتغير المناخ.
ويركّز الاجتماع الوزاري أيضًا على هدف القضاء على الجوع، ونهج صحة واحدة، ومساهمة مجموعة العشرين في قمة الأمم المتحدة المقبلة للنظم الغذائية لعام 2021، والدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ. ويشارك أيضًا في هذا الحدث قادة منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة العمل الدولية، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
وأثنى المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة على رئاسة إيطاليا لمجموعة العشرين لما بذلته من جهود بنّاءة طوال عام 2021 ما أتاح وضع الأمن الغذائي في صدارة جدول الأعمال، كما ورد في إعلان ماتيرا.
وأشار أيضًا السيد شو دونيو إلى الإصلاحات التي تجريها المنظمة تحت قيادته، بما يشمل الإطار الاستراتيجي الجديد للفترة 2022-2031 المبني على "الفضائل الأربع": إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل - والذي يهدف إلى تسريع وتيرة ما لديها من خبرات ورأس مال بشري من أجل تعزيز عمل المنظمة بوصفها وكالة مهنية ووكالة للمعارف والابتكار.
وقال إنّ المنظمة على استعداد لدعم الأعضاء في تحويل النظم الزراعية والغذائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وحثّ وزراء الزراعة في مجموعة العشرين على تسريع وتيرة التقدم من خلال الاتفاق على أهمية التعاون ضمن مجموعة العشرين، والاستثمارات المسؤولة والهادفة، ونهج صحة واحدة، والبحوث والابتكار، وتدفقات التجارة العالمية المفتوحة بالمنتجات الزراعية والغذائية.