عمد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم، السيد شو دونيو، في معرض تشديده على ضرورة "إنتاج كميات أكبر بموارد أقل"، إلى حث جميع أصحاب المصلحة في النظم الغذائية والزراعية على النهوض بالعلم والابتكار وإيجاد "حلول فعّالة وطويلة الأمد" دعمًا للتنوع البيولوجي.
وفي الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بمناسبة الدورة العادية الثامنة عشرة لهيئة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة (الهيئة)، أوضح أن القطاع الغذائي الزراعي يشكل عاملًا رئيسيًا في إدارة التنوع البيولوجي وقيّمًا عليه أيضًا.
والجدير بالذكر أنّ الهيئة تعتبر الجهاز الحكومي الدولي الدائم الوحيد الذي يعالج على وجه التحديد جميع أشكال التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة، ويسعى إلى التوصل إلى توافق دولي في الآراء بشأن السياسات المتعلقة بصون الموارد الوراثية للأغذية والزراعة واستخدامها بشكل مستدام، إضافة إلى التقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدامها. وستعكف هذه الدورة التي ستعقد على مدى أسبوع على معالجة مجموعة من القضايا ذات الصلة بالموارد الوراثية للأغذية والزراعة. وسينصب تركيزها على وضع وتنفيذ خطط عمل عالمية خاصة بالموارد الوراثية الحيوانية والمائية والحرجية والنباتية - والتعمق في مكامن عوالم الكائنات الحية الدقيقة والملقحات. وستنظر الهيئة في استجابة على مستوى السياسات لأول تقييم عالمي ينجز على الإطلاق لحالة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم.
ولطالما ارتبط فقدان التنوع البيولوجي بارتفاع خطر ظهور مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ، وكذلك تراجع قدرة المحاصيل الغذائية والماشية على الصمود في وجه تغير المناخ. وأعرب السيد شو قائلًا "نمر بفترة عصيبة في تاريخ الكوكب".
وما فتئت منظمة الأغذية والزراعة، التي تستضيف الهيئة، تشارك بهمة ونشاط في المنتديات العالمية مثل اتفاقية التنوع البيولوجي، وقمة كوكب واحد، والمؤتمر العالمي لصون الطبيعة، وما انفكت تحفز الحوار لمساعدة الأعضاء على المساهمة بفعالية في إطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد عام 2020 الذي سينظر فيه خلال قمة كبرى تعقد في كونمينغ، الصين، في أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار المدير العام إلى أن الأجهزة الرئاسية للمنظمة اعتمدت خلال الأشهر الإثني عشر المنصرمة استراتيجية وخطة عمل بشأن تعميم التنوع البيولوجي عبر مختلف القطاعات الزراعية.
وأكد أيضًا على أن الزراعة تؤدي دورًا إيجابيًا في صون التنوع البيولوجي، وحث على اعتماد السياسات التي يمكن أن تجعل من هذا القطاع مساهمًا أكبر، وتسعى إلى إقامة جسر يفضي إلى ضمان تنوع غذائي أكبر لإطعام سكان العالم الآخذ عددهم في التزايد.
وأوضح السيد شو قائلًا "يسمح التنوع البيولوجي للمزارعين والمربين والعلماء وجميع أصحاب المصلحة الآخرين على امتداد السلسلة الزراعية والغذائية بالحفاظ على النظم الغذائية والزراعية وعملها. وهذا التنوع هو الذي يشكل أساس الابتكار ومصدر إلهام للعلماء والقطاع الخاص والمزارعين والتجار لاكتشاف حلول جديدة وتحقيق إنجازات تكنولوجية".