روما – صرّح السيد Karl Schwab، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي اليوم، في كلمة رئيسية ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم الأغذية العالمي في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، قائلًا "نحن بحاجة إلى بناء ثقة أكبر في أن النظم الغذائية تعمل لصالح الناس وليس العكس".
وأعرب، في معرض إشارته إلى كيفية عودة بروز الأغذية لتتبوأ مركز الصدارة في جدول الأعمال العالمي السنة الماضية، عن دعمه لإحداث تحوّل جذري في النظم الزراعية والغذائية، وشدّد على أن "المبدأ المتبع يجب أن يتمثل في إسناد الأولوية للتضامن الاجتماعي والنمو الاقتصادي الريفي بدلًا من مجرد تحسين كفاءة سلسلة الإمدادات".
ويمكن الاطلاع على كلمة السيد Schwab، "تحويل النظم الغذائية: بناء أغذية مستدامة وصحية بدرجة أكبر وأكثر إنصافًا من خلال التفكير النُظمي والابتكار وتعاون أصحاب المصلحة"، عبر الفيديو هنا وبصيغتها الخطية هنا
وتجدر الإشارة إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي تأسس في عام 1971، هو منظمة دولية تركز على التعاون بين القطاعين العام والخاص. وهو يسعى إلى تحسين حالة العالم من خلال إشراك قادة الأعمال والسياسة والأكاديميين وغيرهم من قادة المجتمع لتشكيل جداول الأعمال العالمية والإقليمية والقطاعية. وهو معروف باجتماعه الذي يُعقد مرة
في السنة في مدينة دافوس بسويسرا، وقد دعا المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، لإلقاء كلمة خلال هذا الحدث في وقت سابق من هذه السنة.
ويكمن شعار يوم الأغذية العالمي لهذا العام في "أفعالنا هي مستقبلنا". وقدم المدير العام، السيد شو دونيو، المحاضرة، مشيرًا إلى أن منظمة الأغذية والزراعة والمنتدى الاقتصادي العالمي يتعاونان بشكل وثيق من أجل توفير القيادة ووضع المبادرات التي تغير قواعد اللعبة والحلول المبتكرة الكفيلة بتحويل النظم الزراعية والغذائية.
وقد تمثل هدف الكلمة التي ألقاها السيد Schwab في تعزيز تقديم الدعم حرصًا على جعل النظم الزراعية والغذائية، التي تعتبر أحد الدوافع الرئيسية الكامنة وراء أزمة المناخ، تؤدي "دورًا كبيرًا في الحلّ" كذلك.
الرسالة
شدّد السيد Schwab على ضرورة اعتماد تفكير نُظمي شامل، وعلى ضرورة وضع "مناهج عمل" لأصحاب المصلحة المتعددين، وعلى مدى أهمية فهم "الكلفة الحقيقية" للأغذية، التي تشمل عوامل مستترة مثل المضاعفات بالنسبة إلى صحة البشر وفقدان التنوع البيولوجي.
كما أعرب السيد Schwab قائلًا إن الجميع يشارك يوميًا، على كلّ المستويات، في النظم الزراعية والغذائية، ويتعين على جميع الجهات الفاعلة أن تتبنّى "مسؤولية أصحاب المصلحة" وأن تسهم في تحقيق الأهداف المجتمعية الطويلة الأجل، مضيفًا "لا يمكن للأعمال التجارية النجاح في مجتمع يفشل".
ودعا السيد Schwab، في الكلمة التي ألقاها، إلى المزيد من الابتكار في النظم الزراعية والغذائية، التي هي، حسب قوله، أبطأ، قياسًا إلى قطاعات مثل الرعاية الصحية، في الاستفادة ممّا أسماه الثورة الصناعية الرابعة، التي تتميز بدمج التكنولوجيات في المجالات المادية والرقمية والبيولوجية. وأشار إلى التكنولوجيات الجغرافية المكانية التي يمكنها تتبّع عشرات الملايين من المزارعين وتحفيزهم على اعتماد "ممارسات مراعية للطبيعة ذات انبعاثات صافية صفرية" والمساعدة على إنشاء طبقة أصول جديدة بالكامل في التربة والزراعة التجديدية.
وشدّد على أنه من الأهمية بمكان إقامة نظم إيكولوجية متينة للابتكار لدعم اعتماد نهج ابتكار محوره الناس. وصرح قائلًا "عندما تتكاثر الأسئلة بشأن النظام العالمي الراهن والمخاطر المحدقة بالحكومات الوطنية والمؤسسات الدولية، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي، نعتقد اعتقادًا راسخًا أن العالم بحاجة إلى أمثلة لتعبئة جديدة للإشراف العالمي على كوكبنا والنظام الغذائي الذي نعتمد عليه جميعًا اعتمادًا كبيرًا من أجل رخائنا الجماعي والمشترك".