روما - أشار المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، السيد شو دونيو، اليوم بمناسبة افتتاح أعمال منتدى يعقد بشكل افتراضي على مدى يومين إلى أن القضاء على آفة عمل الأطفال بحلول عام 2025 سيقتضي اتخاذ إجراءات فعالة والتحلي بقيادة قوية.
وتفيد أحدث البيانات المتاحة أن ثمة 160 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم – أي قرابة طفل واحد من كل 10 أطفال - يقومون بعمل الأطفال. وتعمل نسبة 70 في المائة من هؤلاء الأطفال تقريبًا (112 مليون طفل) في إنتاج المحاصيل وقطاعات الثروة الحيوانية والحراجة ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.
ويعرّف عمل الأطفال عمومًا على أنه عمل يؤدي إلى حرمان الأطفال من طفولتهم وإمكاناتهم وكرامتهم، ويلحق أضرارًا بنمائهم البدني والعقلي. ولئن كان عمل الأطفال يشكّل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان، فليس ثمة خيار آخر متاح أمام العديد من الأسر التي لا حول لها ولا قوة. ورغم أن الأعمال التي يقوم بها الأطفال لا تعتبر كلها عملًا للأطفال، فإن الكثير منه لا يناسب أعمارهم ويحتمل أن ينطوي على مخاطر أو أن يتعارض مع تعليمهم. فالطفل الذي يعمل
في الحقول التي استخدمت فيها مبيدات الآفات، أو يعمل طوال الليل على متن قارب صيد، أو يَحمِل حِمْلاً ثَقِيلاً بحيث يضر بنماء جسمه - هي أمثلة شائعة على الأعمال الخطرة.
وتتمثل بعض العوامل الرئيسية التي تسهم في عمل الأطفال في المناطق الريفية في انخفاض دخل الأسرة، وقلة البدائل المتاحة لكسب لقمة العيش، ومحدودية فرص الحصول على التعليم، وعدم كفاية التكنولوجيات الموفرة لليد العاملة، والمواقف التقليدية إزاء عمل الأطفال في الزراعة، ومحدودية إنفاذ قوانين العمل. وقد تمخّضت جائحة كوفيد-19
عن انعكاسات وخيمة طالت سبل عيش صغار المزارعين، خاصة في المناطق الريفية، ما زاد من خطر وقوع العديد من الأطفال في فخ عمل الأطفال.
ويشكّل القضاء على عمل الأطفال بحلول عام 2025 الهدف المعلن للمقصد 8-7 من مقاصد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ولكن في ظلّ بقاء أربعة مواسم زراعية فحسب على تحقيق هذا المقصد، من الأهمية بمكان اتخاذ إجراءات فعالة "وضمان قيادة قوية ومتماسكة من جانب أصحاب المصلحة في مجال الأغذية الزراعية في مختلف أنحاء العالم لتحقيق المقصد 8-7 من مقاصد أهداف التنمية المستدامة"، حسبما قاله السيد شو دونيو في كلمته الافتتاحية أمام المنتدى العالمي لإيجاد الحلول: العمل سويًا من أجل إنهاء عمل الأطفال في الزراعة.
المنتدى
ينظم المنتدى العالمي لإيجاد الحلول، الذي تستمر أعماله حتى 3 نوفمبر/تشرين الثاني، من قبل منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون الوثيق مع منظمة العمل الدولية، جنبًا إلى جنب مع الشراكة الدولية للتعاون في مجال عمالة الأطفال في الزراعة والتحالف المعني بالمقصد 8-7 من أهداف التنمية المستدامة.
ويكمن الهدف الذي يصبو إليه في تعبئة العمل العالمي وتحديد الحلول الملموسة الكفيلة بالقضاء على عمل الأطفال في الزراعة وتوسيع نطاقها.
واستمع المشاركون إلى قداسة البابا فرانسيس الذي قال، في رسالة ألقاها بالنيابة عنه وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال Pietro Parolin، "إن حماية الأطفال تعني اتخاذ تدابير حازمة لدعم المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، حتى لا يجدوا أنفسهم مضطرين إلى إرسال أطفالهم إلى الحقول من أجل زيادة دخلهم، الذي، نظرًا إلى كونه منخفضًا جدًا، لا يسمح، للأسر المزارعة المستضعفة بضمان حياة كريمة لأفرادها".
وأوضح السيد Guy Ryder، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، في ملاحظاته الافتتاحية، أن عمل الأطفال ليس بالأمر الحتمي".
واسترسل قائلًا "لا يشكّل عمل الأطفال طريقًا للخروج من دائرة الفقر، بل إنه يؤدي في واقع الأمر إلى إطالة أمد الفقر؛ ويجعل الفقر ينتقل من جيل إلى آخر. لذا، علينا مساعدة الناس على الخروج من هذه الحلقة المفرغة من الفقر، وهذا ليس بالأمر الهين".
وقالت السيدة Henrietta Fore، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، إن بعض الحلول تشمل دعم دخل الأشخاص المستضعفين، وتحسين الرعاية الصحية والتعليم، وتوسيع نطاق تسجيل الولادات، والحماية الاجتماعية وحماية الطفل.
وصرّحت بالقول "إذا أردنا إحداث فارق في القضاء على عمل الأطفال، فهنا حيث نحتاج إلى تركيز جهود كبيرة: في المناطق الريفية، ومع الأسر، حيث تشكّل الزراعة مصدرًا مهمًا لكسب لقمة العيش".
وكان من بين الذين أدلوا بملاحظات افتتاحية، السيد Kailash Satyarthi، وهو مصلح اجتماعي هندي جعلته حملته لمكافحة عمل الأطفال يحوز، جنبًا إلى جنب مع السيدة Malala Yousafzai، على جائزة نوبل للسلام في عام 2014.
وقال السيد Satyarthi في معرض حديثه عن آثر عمل الأطفال "ليس ثمة ما هو قاسٍ مثل موت حلم الطفل. لذلك، يتعين علينا أن نشعر بالمسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتقنا لتحقيق أحلام هؤلاء الأطفال."
وينظم هذا الحدث الإلكتروني في سياق السنة الدولية للقضاء على عمل الأطفال، ويجمع، على سبيل الذكر لا الحصر، ممثلين عن وزارات الزراعة ومصايد الأسماك والثروة الحيوانية والحراجة ومنظمات المنتجين والمزارعين ومنظمات العمال وبنوك التنمية والأعمال التجارية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية وأطفالًا ومناصري الشباب وأطفالًا عاملين سابقين.
وقال السيد شو دونيو "من الأهمية بمكان دعم شبابنا، وخاصة شباب الريف، للتحضير لمستقبلهم عن طريق التعليم المناسب وتنمية المهارات الملائمة، ولتزويدهم بفرص العمل اللائق".