تتوجّه منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) بالشكر إلى الحكومة الإيطالية، وبخاصة معالي السيد Antonio Tajani ، نائب رئيسة الوزراء، على الفرصة المتاحة للمشاركة في هذه المائدة المستديرة الاستراتيجية التي انعقدت في الوقت المناسب، جنبًا إلى جنب مع الشركاء الآخرين، لمناقشة سبل المضي قدمًا معًا في ظلّ تردي حالة انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة والمناطق المحيطة.
لقد عُدت للتوّ يوم الجمعة الماضي من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والجزائر حيث عقدتُ مناقشات مع رؤساء الحكومات والوزراء.
وإنّ تركيز حكومة إيطاليا على الاحتياجات الملحّة على مستوى الأمن الغذائي في قطاع غزة، ودعمها العملي للمنظمة وللوكالات الأخرى حاسم الأهمية ومرحّب به.
ويطلق اجتماع اليوم مبادرةً هامةً تتناول جهود التعافي في قطاع غزة والمساعدة على استئناف الأنشطة الرئيسية للنظم الزراعية والغذائية المتضررة وتزويد المزارعين بالمساعدات الزراعية الطارئة لإنتاج الأغذية.
ويصادف اليوم أيضًا أول أيام شهر رمضان، لذلك نحن بحاجة إلى بذل كل الجهود الممكنة واستخدام جميع الوسائل المتاحة لمساعدة سكان غزة في مستهلّ هذه الفترة الدينية الهامة.
وتودّ المنظمة اليوم أن تعرب عن دعمها لنائب رئيسة الوزراء معالي السيد Tajani، وقد بذلنا منذ 157 يومًا كل ما يلزم لمحاولة تأمين المدخلات الزراعية الهامة، كعلف الحيوانات لإبقاء الحيوانات على قيد الحياة لكي توفّر في نهاية المطاف الحليب الطازج للأطفال. وبالنظر إلى المستقبل، ستكون هناك حاجة إلى تأمين مدخلات هامة أخرى لدعم إنتاج الأغذية المغذية كالأسماك والفاكهة والخضروات.
وقد عملنا مع الحكومة الإيطالية والوكالات الأخرى ونحن ننوّه بالمبلغ الذي قدّمته إيطاليا وقدره 7 ملايين دولار أمريكي لدعم إيصال المدخلات الغذائية والزراعية إلى قطاع غزة، حيث يتعثر الوصول إلى الغذاء وتوافره بشدة ويفتقر المزارعون وصيادو الأسماك والرعاة إلى الوسائل اللازمة لإنتاجه.
وإننا ندعم أيضًا جمهورية مصر العربية باعتبارها نقطة وصول مهمة إلى قطاع غزة، ونعوّل على زملائنا في برنامج الأغذية العالمي والوكالات الأخرى للوصول إلى سكان القطاع حيث يتزايد خطر المجاعة يومًا بعد يوم.
ويُظهر التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المشترك بين الوكالات اتجاهًا مقلقًا نحو المجاعة - حيث يواجه 378 000 شخص خطر المجاعة. ويعاني معظم السكان حاليًا من أزمة نتيجة سوء التغذية الحاد (المرحلة الثالثة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) وحتى المجاعة، وهي أوضاع مرعبة تتطلب منا العمل معًا فورًا.
والوضع في شمال قطاع غزة مقلق للغاية حيث باتت إمكانية وصول المساعدات الإنسانية محدودة للغاية.
ونحن نثني على الجهود التي يبذلها معالي السيد Tajani، نائب رئيسة الوزراء، الذي يعمل في سياق مجموعة السبع لمؤازرة الجهود المبذولة بهدف فتح ممر إنساني، وحشد الجهود السياسية كافة، وتنسيق جهودنا الجماعية كمجتمع دولي للتخفيف من معاناة المدنيين وتيسير إيصال المساعدات الطارئة على نطاق واسع.
إنّ السلام شرط أساسي لتحقيق لأمن الغذائي والحق في الغذاء هو حق أساسي من حقوق الإنسان.
وشكرًا جزيلًا.