اخبارنا

slider

الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ: ثمّة حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لجعل الزراعة أكثر مراعاة للبيئة وأكثر قدرة على الصمود

روما/غلاسكو - قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، اليوم في رسالة وجهها إلى مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (مؤتمر الأطراف السادس والعشرون) إنّ القضاء على الجوع في العالم بحلول نهاية العقد يقتضي اتخاذ إجراءات عاجلة وإيجاد حلول مبتكرة لطرق إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها. 

وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية ليبلغ 811 مليون شخص في العام الماضي، وليست أزمة المناخ سوى دافعًا رئيسيًا آخر لسوء التغذية والفقر إلى جانب النزاعات وسواها من حالات الطوارئ الإنسانية. وقد أطالت جائحة كوفيد-19 هذه القائمة، ما يبعدنا أكثر فأكثر عن تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وقال السيد شو دونيو في رسالة فيديوية وجّهها إلى المشاركين في المؤتمر في غلاسكو: "إذا أردنا الوفاء بالتزاماتنا العالمية بالقضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030، يجدر بنا تسريع وتيرة تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر مراعاة للبيئة وأكثر شمولًا وقدرة على الصمود وكفاءة واستدامة".

إنّ نظمنا الزراعية والغذائية، وهي النظم التي تُزرع فيها الأغذية والأعلاف والألياف وتُنتج وتُوزّع، مسؤولة عن ثلث مجموع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ولكنّها أيضًا شديدة التأثر بتغير المناخ، لا سيما في البلدان التي يكون فيها الأمن الغذائي منخفضًا بالفعل.

كما أنّ تدهور نظامنا الإيكولوجي وفقدان التنوع البيولوجي يتزايدان بمعدل ينذّر بالخطر، ما يشكّل مخاطر إضافية تهدد نظمنا الزراعية والغذائية والسكّان الذين يعتمدون عليها.

وقال السيد شو دونيو إنّنا نحتاج لهذا السبب "إلى الابتكار والتكنولوجيا لمساعدتنا في إنتاج كميات أكبر بموارد أقل"، في كلمته الرئيسية أمام منتدى الابتكار المستدام الثاني عشر، وهو حدث جانبي عُقد على هامش مؤتمر الأطراف السادس والعشرين الذي شارك فيه قادة الأعمال التجارية والخبراء وممثلون عن البلدان المعرضة للخطر، مثل الدول الجزرية الصغيرة النامية.

وأضاف المدير العام للمنظمة إنّ المنتدى قد سلّط الضوء على الإمكانات الهائلة "غير المستغلة في مجال الابتكار التكنولوجي والرقمنة" التي يمكنها مساعدتنا في بناء نظم زراعية وغذائية مراعية للبيئة وقادرة على الصمود أمام تغير المناخ.

وقال السيد شو دونيو: "نحن بحاجة إلى ابتكارات تمتد عبر النظم الزراعية والغذائية، من إنتاج الأغذية إلى استهلاكها وإدارة النفايات، فضلًا عن السياسات والتمويل".

وتضطلع المنظمة، بوصفها مؤسسة قائمة على المعارف، بدور قيادي بالفعل في عدد من المشاريع والمبادرات في مجال التكنولوجيا والابتكار الرقمي. وتشمل ما يلي:

  • استخدام الطائرات المسيّرة من دون طيّار، والتصوير بالأقمار الاصطناعية، وأجهزة الاستشعار عن بُعد، والتطبيقات على الهواتف المحمولة لمساعدة صغار المزارعين على تحسين إنتاجيتهم والنفاذ إلى الأسواق
  • مبادرة المدن الخضراء التي تهدف إلى تحسين سبل عيش السكان الحضريين ورفاههم
  • مبادرة 000 1 قرية رقمية التي تعزز استخدام المزارعين للتكنولوجيات الرقمية
  • أداة البيانات الضخمة Earth Map، وهي أداة للبيانات الضخمة الآنية تم تطويرها بالتعاون مع وشركة غوغل (Google) (مبادرة العمل يدًا بيد)
  • منصة دولية للأغذية والزراعة الرقمية من أجل الاستفادة من الأدوات الرقمية

الزراعة المراعية للبيئة والقادرة على الصمود في وجه تغير المناخ

تحدّث المدير العام أيضًا خلال حدث بعنوان الزراعة المراعية للبيئة والقادرة على الصمود أمام تغير المناخ - دعم العمل على المستوى العالمي وفي الميدان، وهو حدث رفيع المستوى عُقد خلال مؤتمر الأطراف السادس والعشرين تخللته كلمتان رئيسيتان ألقاهما كل من السيد John Kerry، المبعوث الخاص لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية المعني بتغير المناخ، والسيد Xie Zhenhua، المبعوث الخاص للصين المعني بتغير المناخ.

وشدّد السيد شو دونيو على دور الاستفادة من التمويل، مشيرًا إلى العلاقة الوثيقة بين منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية والصندوق الأخضر للمناخ وسائر المؤسسات المالية الدولية الرئيسية والشركاء. وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، ساعدت المنظمة بالاشتراك مع مرفق البيئة العالمية أكثر من 130 بلدًا في الحصول على 1.2 مليار دولار أمريكي بهدف التصدّي للتحديات الماثلة أمام النظم الزراعية والغذائية والتحديات البيئية.

ويتطلب تحسين قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود بموازاة الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الجمع بين إجراءات على مستوى العرض مثل الإنتاج والنقل والتجهيز بكفاءة، والتدخلات على مستوى الطلب مثل تعديل الخيارات الغذائية، ووقف إزالة الغابات، والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية. وتشكل الممارسات المبتكرة مثل الزراعة الذكية مناخيًا والتكنولوجيا البيولوجية، وإدارة الغابات ومصايد الأسماك والتربة على نحو مستدام، وإدارة مخاطر الكوارث جزءًا من الحلّ.

وقال السيد شو دونيو: "يمكننا أن نساعد في تمهيد الطريق" لنعمل معًا بهدف تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود، من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

مصر الطقس