روما - قال اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، إنّ المنظمة قد حددت سلسلة من إجراءات المتابعة غداة المنتدى العالمي للأغذية الطموح الذي عُقد الشهر الماضي، من أجل الاستفادة من الإمكانات الابتكارية للشباب في تحويل النظم الزراعية والغذائية.
وقال السيد شو دونيو في ملاحظاته الافتتاحية لقمة الشباب للزراعة لعام 2021 متوجّهًا إلى القادة الشباب الجدد في القطاعات الزراعية: "إنّ منظمة الأغذية والزراعة ملتزمة بالإصغاء إليكم وبالاستثمار لتمكينكم من المشاركة في عملها، عن طريق الاستفادة من شغفكم وإبداعكم لإيجاد حلول جديدة وتطبيقها، استنادًا إلى أحدث الأدلة وأفضل العلوم المتاحة".
وأشار المدير العام في معرض حديثه خلال جلسة بعنوان "نؤمن بكم" إلى التزام المنظمة بإشراك الشباب على نحو مجد في عمليات اتخاذ القرارات في مجال السياسات، وتمكينهم من الاضطلاع بدور قيادي في تحويل طرق إنتاج أغذيتنا وتوزيعها واستهلاكها.
وبالاستناد إلى نجاح المنتدى العالمي للأغذية للشباب الذي عُقد بقيادة الشباب أنفسهم في شهر أكتوبر/تشرين الأول، أوضح السيد شو دونيو سلسة من التدابير التي ستتخذ اعتبارًا من السنة المقبلة، مشدّدًا على دور الشباب في دفع عجلة التغيير.
وقال إنّ المنظمة ستقوم بما يلي: إنشاء مجموعة من العلماء الشباب منبثقة عن المنتدى العالمي للأغذية؛ وتعزيز جمعية عمل الشباب التابعة للمنتدى للمساعدة في بناء قاعدة أفضل من الأدلة ورصد التقدم المحرز في تحويل النظم الزراعية والغذائية؛ والمضي قدمًا في أعمال المتابعة بالاسترشاد بالخلاصة الوافية التي أعدّتها مجموعة عمل الشباب في المنظمة؛ وإطلاق هيئات محلية خاصة بالمنتدى العالمي للأغذية في جميع أنحاء العالم لتوسيع نطاق الدعم له.
وقد حضر هذا المنتدى أكثر من 75 من الشركاء الشباب من جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة، فضلًا عن المؤسسات العامة والخاصة، ويعمل المنتدى اليوم كشبكة عالمية يقودها الشباب بالفعل من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية.
وقال السيد شو دونيو إنّ المنتدى العالمي للأغذية يتيح حيّزًا عالميًا لإشراك الشباب وتسخير شغفهم وذلك من خلال الارتقاء بمستوى الوعي، وتعزيز انخراطهم ودفع عجلة التحوّل. ويمكن لهذا المنتدى أن ييسر أيضًا الحوار العالمي بشأن المواضيع الرئيسية مثل السياسات، والابتكار، والتعليم والثقافة.
ويشكّل هذا المنتدى جزءًا من عملية بدأت بعد تولي السيد شو دونيو منصبه في عام 2019، حينما أطلق لجنة شؤون الشباب في منظمة الأغذية والزراعة "من أجل زيادة مشاركة الشباب وتعزيز روحهم الابتكارية". وتعمل اللجنة منذ ذلك الحين على نحو فاعل لإقامة الروابط بين الموظفين الشباب والموظفين "الذين يتمتعون بروح الشباب" في المنظمة، والتواصل مع المجموعات الشبابية الرئيسية من جميع أنحاء العالم.
تحويل النظم الزراعية والغذائية
عرض المدير العام للمنظمة التحديات الماثلة أمام كوكب الأرض في مجالي التغذية والأمن الغذائي، فقال: أوّلًا، ينتج العالم ما يكفي من الغذاء لإطعام كل رجل وامرأة وطفل، ومع ذلك ما زال 811 مليون شخص يعانون من الجوع. ثانيًا، يفتقر مليارا (2) شخص إلى المغذيات الدقيقة التي يحتاجون إليها لحياة مفعمة بالصحة، فيما يعاني أكثر من 650 مليون شخص من السمنة. ثالثًا، إنّ تعاملنا مع الأغذية التي ننتجها لا يتسم بالكفاءة إذ يُفقد ويُهدر نحو ثلث هذه الأغذية التي ننتجها.
وحذّر السيد شو دونيو قائلًا إنّ الممارسات غير المستدامة، والتلوث، وتدمير مواردنا الطبيعية، وأزمة المناخ، والنزاعات وغير ذلك من حالات الطوارئ الإنسانية، وجائحة كوفيد-19، كلّها تهدد كوكبنا.
وقال إنّه ينبغي تحويل نظمنا الزراعية والغذائية في العمق وبشكل منهجي بما يتيح لنا على نحو مستدام إطعام سكان كوكب الأرض وعددهم اليوم 7.8 مليارات نسمة، إلى جانب ملياري (2) شخص إضافي بحلول عام 2050. ولكنّه أعرب عن ثقته بقدرة الشباب على إيجاد حلول مبتكرة. فقال: "إني على أتم الثقة بأنّ المستقبل في أيادٍ أمينة، مع تولّي الشباب زمام الأمور".
وجدير بالذكر أنّ قمة الشباب تُعقد مرة كل سنتين منذ عام 2013 وتجمع القادة الشباب في العالم لإقامة الشبكات، وإجراء مناقشات، والتدريب على المهارات وتنمية قدراتهم. وهي تهدف إلى إعدادهم لاتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة إحدى أكثر المشاكل إلحاحًا أي كيفية إطعام كوكب جائع واستخدام موارد طبيعية أقل في الوقت نفسه. وكانت أول قمة للشباب للزراعة قد عُقدت في كالغاري، كندا في عام 2013، ثم في كانبيرا، أستراليا في عام 2015، وفي بروكسل، بلجيكا في عام 2017، وفي برازيليا، البرازيل في عام 2019. فيما عُقدت قمة عام 2021 بالوسائل الافتراضية.