أداة متطوّرة محسّنة لرصد الغابات والأراضي من أجل عكس مسار انحسار الغابات ومكافحة تغير المناخ
روما - أصبح إنتاج البيانات الصحيحة بشأن الغابات واستخدام الأراضي أكثر سهولةً مع إطلاق مرحلة جديدة من منصة SEPAL المتطوّرة لرصد الغابات والأراضي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة).
ويمكن للمرحلة الثانية من SEPAL - نظام تيسير الوصول إلى بيانات رصد الأرض ومعالجتها وتحليلها لأغراض رصد الأراضي - أن تدعم البلدان الأعضاء في المنظمة دعمًا مباشرًا في مساعيها إلى توليد بيانات جغرافية مكانية شفافة ودقيقة ومتسقة، لكون هذه الأخيرة بالغة الأهمية في خفض وتيرة إزالة الغابات وتدهورها، والتعجيل بإصلاحها. وسوف تساعد أيضًا على درء أسوأ تأثيرات تغير المناخ والحماية من فقدان التنوع البيولوجي والحفاظ على العديد من المنافع التي تعود بها الغابات على الناس والطبيعة.
وقالت مديرة شعبة الغابات في منظمة الأغذية والزراعة، السيدة Mette Wilkie: "خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف، تعهد أكثر من 140 بلدًا، أي ما يمثل أكثر من 90 في المائة من الغابات في العالم، بالعمل معًا لوقف انحسار الغابات وتدهور الأراضي وعكس مسارهما بحلول عام 2030، في إطار إعلان غلاسكو للقادة بشأن الغابات واستخدام الأراضي. وستشكل المعلومات الشفّافة والدقيقة عن حالة الغابات واستخدام الأراضي في البلدان واتجاهاتهما، عنصرًا أساسيًا في تحقيق هذا الإعلان الطموح. وعلى هذا، يصادف إطلاق مرحلة جديدة من منصة SEPAL المتطورة لرصد الغابات والأراضي التابعة للمنظمة، أفضل توقيت ممكن."
أمّا المرحلة الثانية من مشروع SEPAL البالغة قيمتها 15 مليون دولار أمريكي فهي عبارة عن مشروع متعدد المانحين بمساهمةٍ مالية استهلالية من قبل المبادرة النرويجية الدولية للمناخ والغابات (NICFI) قيمتها 10 ملايين دولار أمريكي.
وقال معالي السيد Espen Barth Eide، الوزير النرويجي للمناخ والبيئة: "يسرني أن أعلن عن المنحة البالغة قيمتها 90 مليون كرونة نرويجية لصالح منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. وسيدعم هذا المشروع بلدان الغابات الاستوائية في تحقيق أقصى استفادة من التحسين المستمر للوصول إلى البيانات الساتلية. ويمكن لهذا بدوره أن يساعدها في تنفيذ السياسات الطموحة للاستخدام المستدام للأراضي من أجل حماية الغابات."
وقد أُطلقت المنصة خلال حدث جانبي في إطار قمة Geo for Good، يوم الأربعاء - وهو مؤتمر سنوي من تنظيم شركة غوغل (Google) يتوجّه إلى المؤسسات غير المتوخية للربح والعلماء والوكالات الحكومية وغيرها من الجهات القادرة على التغيير التي تسعى إلى تسخير التكنولوجيا الجغرافية المكانية لممارسة أثر إيجابي في العالم.
خصائص جديدة
تطوّرت منصة SEPAL التي أنشئت في عام 2015 لتصبح منصةً تستقطب مجتمعًا ناشطًا ونابضًا يضم أكثرمن 000 7 مستخدم، يعمل العديد منهم في وكالات حكومية لدى بلدان غنية بالغابات. وتجمع منصة SEPAL بين البنى التحتية المعنية بالبيانات الجغرافية المكانية مثل محرك غوغل إيرث (Google Earth) وبين برمجيات قديرة مفتوحة المصدر لمعالجة البيانات بما فيها R وORFEO وGDAL، فتضع كل تلك المعطيات في بيئة للحوسبة الفائقة يمكن للمستخدمين الوصول إليها فورًا من أي مكان في العالم، حتى بواسطة هواتفهم المحمولة. وتتيح هذه المنصة سهولة استخدام الصور الساتلية العالية الدقة ومعالجتها لغايات الإبلاغ واتخاذ القرارات المستنيرة.
وستواصل المرحلة الثانية التقدّم بتوليد البيانات العالية الدقة بشأن الغابات واستخدام الأراضي، وهو ما من شأنه أن يمكّن البلدان من اجتذاب التمويل العام والخاص لمكافحة انبعاثات الكربون من أجل العمل على تخفيف تأثيرات تغير المناخ من خلال الغابات.
وقال السيد Julian Fox، قائد الفريق المعني بالرصد الوطني للغابات لدى المنظمة: "تساعد منصة SEPAL البلدان الأعضاء في المنظمة على توليد بيانات بشأن الغابات دقيقة ومفتوحة وشفافة لرفع مستوى الإجراءات والمطامح المتعلقة بالغابات والمناخ. وسوف تسمح المرحلة الثانية من SEPAL بمزيد من تطوير المنصة لتكون أسهل استخدامًا، فتدمج البيانات المتاحة حديثًا من نظام NICFI-Planet من أجل الاستخدام المستقل لتطبيقات الرصد الحرج للغابات والأراضي.
وسوف تستفيد المرحلة الجديدة أيضًا من المصادر المتزايدة التوسّع للبيانات المستشعرة عن بعد، بما فيها تلك المستمدة من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، ووكالة الفضاء الأوروبية والصور ذات الدقة المكانية والزمنية العالية المتاحة من خلال برنامج بيانات NICFI-Planet.
وستركز هذه المرحلة بصفة خاصة على دعم البلدان في جهودها الرامية إلى وقف إزالة الغابات الاستوائية وتدهور الغابات. ووفقًا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة الأخيرة، فإن الغابات الاستوائية المطيرة لا تزال تسجل أعلى معدلات إزالة الغابات.
إزالة الحواجز التي تعترض الوصول إلى البيانات
ستطبّق المنظمة في المرحلة الثانية أساليب مبتكرة لتنمية القدرات من أجل الوصول إلى البلدان الـ 64 كافةً المدرجة في برنامج البيانات لـ NICFI-Planet بغية تمكين الاستخدام المستقل للمنصة تلبيةً للاحتياجات الرئيسية لرصد الغابات والأراضي.
وعلاوة على ما تقدم، ستطوّر المنظمة تطبيقات مبتكرة سهلة الاستخدام في وحدات SEPAL لتحسين دقة البيانات الحرجية من أجل معايير من قبيل ART/TREES ما يمكّن البلدان من استقطاب التمويل الذي تمس الحاجة إليه من القطاعين العام والخاص لأجل الإجراءات المتعلقة بالغابات والمناخ. وبالإضافة إلى ذلك، سيجري تطوير وحدات جديدة لرصد إصلاح الغابات والنظم الإيكولوجية، والمستنقعات العشبية والمنغروف، ونظم الإنذار المبكر ورصد الحرائق ومخاطر اندلاعها. وسوف تسمح التطبيقات الجديدة أيضًا بإدراج البيانات الجغرافية المكانية للغابات والزراعة. وجميعها مهمة لتحقيق الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة (الحياة في البر).
الابتكار الرقمي في مجال الغابات
تشكل منصة SEPAL جزءًا من مبادرة نظام المعلومات الحرجية (Open Foris) التي تتيح سلعًا عامة رقمية مفتوحة المصدر جرى تطويرها بالتعاون مع أكثر من 70 بلدًا وشريكًا، تُستخدم على نطاق واسع لتطبيقات رصد الغابات والأراضي. ومكّنت الحلول الفنية لـ Open Foris من توليد بيانات وإتاحتها لأكثر من 70 في المائة من البلدان الـ 54 التي قدمت مستويات مرجعية للغابات إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ما يمثّل مساحة حرجيةً تعادل 1.4 مليار هكتار وحوالي 80 في المائة من عملية إزالة الغابات في العالم.