اخبارنا

بإمكان السياحة المستدامة أن تتيح للمجتمعات المحلية الجبلية سبيلًا للرخاء والإدماج

روما – أفاد تقرير جديد صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) ومنظمة السياحة العالمية خلال حدث للاحتفال باليوم الدولي للجبال لعام 2021 أن السياحة المستدامة تؤدي دورًا رئيسيًا في تعزيز سبل كسب العيش والتخفيف من وطأة الفقر وصون البيئة في المناطق الجبلية.

ويسلّط المنشور بعنوان "السياحة الجبلية - باتجاه مسار أكثر استدامة"، الذي اشتركت في إعداده منظمة الأغذية والزراعة وأمانة الشراكة من أجل الجبال ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، الضوء على دور السياحة في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الجبلية. كما يعرض أمثلة على الابتكار وأفضل الممارسات والمبادرات من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى خطوط توجيهية وتوصيات عملية في سياق إعادة البناء على نحو أفضل من أجل سياحة جبلية مستدامة.

وشدّد المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، خلال هذا الحدث على أن "السياحة تمثل، بالنسبة إلى العديد من المجتمعات المحلية الجبلية، سبيلًا من سبل كسب العيش". وأضاف قائلًا "يمكن للنهوض بالسياحة الإيكولوجية المستدامة والسياحة الزراعية وسياحة الصحة والاستشفاء أن يساعد على خلق فرص عمل جديدة وتنويع الدخل وبناء اقتصادات صغيرة قوية وتنشيط المناطق المهجورة بالخدمات والمنتجات المحلية"، وشجّع الجميع على العمل يدًا بيد لحماية النظم الإيكولوجية الجبلية الهشة "وإعادة النظر في السياحة الجبلية وإعادة تشكيل معالمها لما فيه صالح المجتمعات المحلية الجبلية والرفاه العالمي وسلامة الكوكب".

وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، السيد Zurab Pololikashvili، "يمكن للسياحة المستدامة أن تشكّل محركًا مهمًا لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الجبلية. فالسياحة القائمة على المجتمعات المحلية والتي تتم إدارتها إدارة جيدة تؤدي إلى زيادة مداخيل الأسر وتنوعها، وإلى تعزيز فرص العمل وسبل كسب العيش، ودعم النظم التقليدية، وبناء القدرة على الصمود، وتساعد على صون التراث الطبيعي والثقافي وتعزيزه عبر مختلف المناظر الطبيعية."

موضوع اليوم الدولي للجبال لعام 2021

لقد خصّصت الأمم المتحدة يوم 11 ديسمبر/كانون الأول باعتباره اليوم الدولي للجبال، على أن تكون المنظمة الوكالة الرائدة المعنية بتنسيقه. ويؤدي هذا اليوم الدولي، الذي يُحتفل به كل سنة، إلى خلق الوعي بأهمية الجبال بالنسبة إلى الحياة، ويسلّط الضوء على الفرص المتاحة لتنمية المناطق الجبلية والعراقيل التي تعترض سبيل تحقيق ذلك، وإقامة التحالفات التي تحدث تغييرًا إيجابيًا بالنسبة إلى شعوب الجبال وبيئاتها في مختلف أنحاء العالم.

وفي ظلّ استقطاب وجهات السفر الجبلية لحوالي 15 إلى 20 في المائة من السياحة العالمية، يقر موضوع اليوم الدولي للجبال لعام 2021 المتمثل في السياحة الجبلية المستدامة، بالدور الذي يؤديه هذا القطاع في تثمين التراث الطبيعي والثقافي للجبال وشعوب الجبال، وتعزيز النظم الغذائية المستدامة، وحماية النظم الإيكولوجية الجبلية وتنوعها البيولوجي.
كما يلفت موضوع اليوم الدولي لهذه السنة الانتباه إلى تبعات جائحة كوفيد-19، وكيف يمكن أن يتيح ذلك فرصة لإعادة بناء السياحة الجبلية على نحو أكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة وشمولًا. وهذا يعني ضمان تمكين المجتمعات المحلية، وتوخي الفعالية في قياس أثر السياحة على الجبال، والإدارة الفعالة للموارد والمخلفات، وتحديد القدرة الاستيعابية للوجهات.

جهد مشترك

افتتح المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، السيد Zurab Pololikashvili، اليوم الحدث الرفيع المستوى لليوم الدولي للجبال. وكان من بين المشاركين الآخرين كلٌ من معالي السيدة Maria Ubach، وزيرة خارجية أندورا؛ والسيدة Christine Bulliard-Marbach، وهي عضو في البرلمان السويسري وعضو المجلس الوطني ورئيسة الجمعية السويسرية للمناطق الجبلية؛ ومعالي السيد Roberto Natali، وزير مفوض والمدير العام للتعاون الإنمائي في وزارة الخارجية الإيطالية؛ والسيدة Maria Anthonette Velasco-Allones، الرئيسة التنفيذية للعمليات في مجلس الترويج السياحي الفلبيني؛ ومتسلق الجبال السيد Reinhold Messner. وأدلت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بالملاحظات الختامية. وتم تعيين السيدة Stella Jean - مصممة أزياء إيطالية وهايتية- سفيرة للنوايا الحسنة للشراكة من أجل الجبال تقديرًا لعملها مع نساء حرفيات جبليات من قيرغيزستان. كما عينت السيدة Dilshodbegim Khusravova، وهي ناشطة شابة من طاجيكستان، سفيرة للنوايا الحسنة لشراكة الشباب من أجل الجبال لعملها في نظم الإنذار المبكر للوقاية من الكوارث في جبال طاجيكستان.

وسلّط هذا الحدث الضوء على ضرورة تعزيز الحوار وأواصر التعاون للاستفادة من كامل إمكانات السياحة الجبلية للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. كما أبرز العمل الذي يضطلع به الكثير من أعضاء الشراكة من أجل الجبال والدول الأعضاء في منظمة السياحة العالمية لضمان عدم تخلّف المجتمعات المحلية الجبلية عن الركب في إطار روح خطة الأمم المتحدة لعام 2030.

أفضل الممارسات المستدامة

تفيد الدراسة أنه ينبغي لمنتجات وخدمات السياحة الجبلية المستدامة الانتقال من السياحة العالية التأثير إلى السياحة المنخفضة التأثير والمراعية للمناخ، وخلق فرص جديدة، بما يعود بمنافع ملموسة على المجتمعات المحلية، مع المساعدة في الوقت ذاته على النهوض بصون التراث الجبلي الفريد من نوعه. كما ينبغي أن تكون شاملة للجميع، وأن توفر نوعية جيدة من العمالة والعمل اللائق. ويبرز المنشور مشاريع من مختلف أنحاء العالم تتحرك في هذا الاتجاه، بما في ذلك في منطقة كورديليرا في الفلبين حيث تقوم وزارة السياحة في البلاد وأمانة الشراكة من أجل الجبال والجمعية الدولية للوجبات المتأنية بربط مقدمي الخدمات السياحية بصغار المنتجين حتى يتسنى للزوار اكتشاف منتجات جبلية عالية الجودة، ومشروع "Astrostays" في جبال الهيمالايا، وهو عبارة عن أماكن إقامة توفرها المجتمعات المحلية وتشمل أنشطة مراقبة النجوم.

منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة السياحة العالمية

يجمع منظمة الأغذية والزراعة منظمة السياحة العالمية تاريخ مديد في مجال العمل يدًا بيد، تم دعمه بمذكرة تفاهم وقعت مؤخرًا بين الطرفين. ويؤدي ذلك إلى مواصلة ترسيخ الالتزام بتعزيز الابتكار وتنظيم المشاريع، ودفع عجلة التنمية المستدامة، وتعزيز سبل كسب العيش بفضل السياحة الريفية، والسياحة الزراعية، والسياحة الطبيعية، والأنشطة في الهواء الطلق، وغير ذلك من أشكال السياحة القائمة على المناظر الطبيعية. ويتوخى، ضمن جملة أمور أخرى، إجراء أنشطة تعاونية تحت إطار نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية التابعة للمنظمة، وتحالف النظم الإيكولوجية الهشة، ومبادرة المدن الخضراء.