اخبارنا

slider

الترابط القائم بين المياه والطاقة والأمن الغذائي يكتسي أهمية حاسمة بالنسبة إلى الشرق الأدنى وشمال أفريقيا

بغداد/روما - قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم إنه بات لازمًا على إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا اعتماد نهج شامل إزاء قضايا الأمن الغذائي والطاقة والمياه في الوقت الذي يعد فيه العدة للدورة السابعة والعشرين والدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ اللتين ستعقدان في جمهورية مصر العربية هذا العام والإمارات العربية المتحدة العام القادم.

وقال السيد شو، في الكلمة التي ألقاها في اجتماع جانبي للوزراء خلال الدورة السادسة والثلاثين لمؤتمر المنظمة الإقليمي للشرق الأدنى، إنّ النظم الزراعية والغذائية تتأثر أيّما تأثر بأزمة المناخ، وإنّ إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا أضحى عرضةً على نحوٍ كبير لآثار تغير المناخ.

وقد دقت المنظمة ناقوس الخطر، محذرةً من أنه إذا لم تتخذ إجراءات سريعة، فإن غلات المحاصيل في الإقليم قد تنخفض بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2050، وستتعرض النظم الزراعية البعلية لآثار بالغة، في الوقت الذي يشكل فيه تراجع الموارد المائية وتدهور الأراضي وانخفاض توافر الأعلاف خطرًا سيهدد الماشية.

وتشير المنظمة إلى أن بحر العرب من بين المناطق البحرية التي سجّلت أعلى زيادات متوقعة في درجات الحرارة وانخفاضًا في مستويات هطول الأمطار بحلول نهاية القرن، ما سيؤثر على نحو كبير على مصايد الأسماك. وتعد أزمة المناخ أيضًا عاملًا مضاعفًا للفقر، ودافعًا للهجرة القسرية، خاصة في المناطق التي تعيش على إيقاع الاضطرابات الاجتماعية.

فرصة تاريخية

قال السيد شو إنّ أمام الإقليم "فرصة تاريخية لإحداث تحوّل" في الطريقة التي يتم بها إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها لجعل هذا القطاع أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود. إلّا أنه شدد أيضًا على ضرورة التكيّف والابتكار والاستثمار بطريقة مسؤولة، بما في ذلك مشاركة القطاع الخاص.

وأوضح المدير العام للمنظمة، في كلمة ألقاها في حلقة نقاش رفيعة المستوى حول موضوع: "المياه والطاقة والأغذية في سياق مؤتمر الأطراف السابع والعشرين ومؤتمر الأطراف الثامن والعشرين"، قائلًا إنّ تحسين إنتاجية المياه وبناء مجتمع مقتصد في استهلاك المياه وتطوير الطاقة المتجددة كلّها عناصر ذات أهمية حيوية أيضًا في مساعدة سكان المناطق الريفية على تحسين سبل كسب عيشهم والتكيف مع أزمة المناخ.

وأضاف أن المنظمة ستمضي قدمًا في تزويد بلدان الإقليم بالدعم اللازم لاستقطاب التمويل المتعلق بالمناخ وتنفيذ ابتكارات قادرة على الصمود أمام تغير المناخ عبر مختلف النظم الزراعية والغذائية، خاصة من خلال مبادرة العمل يدًا بيد التي وضعتها ومركز الاستثمار التابع لها.

وأكَّد السيد شو على الدور الذي تأخذه المنظمة على عاتقها للنهوض بزيادة الحوار الحكومي الدولي من خلال منصة المؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى؛ ومد يد العون للبلدان لتصميم خطط عملها والتمكّن من وضع السياسات المتعلقة بالابتكار والعلم.

وفي الوقت الذي يعد فيه الإقليم العدة لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين المزمع عقده في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية في وقت لاحق من هذا العام ومؤتمر الأطراف الثامن والعشرين العام القادم في الإمارات العربية المتحدة، قال السيد شو إنّ أمام البلدان "فرصة ذهبية للتفكير معًا والتصميم معًا والعمل معًا" من أجل بلوغ هدف تحقيق إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، دون ترك أي أحد خلف الركب.

وكان من بين المتحدثين الآخرين الذين تناولوا الكلمة في حلقة النقاش: السيد يوسف ناصف، مدير شعبة التكيف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ؛ ومعالي السيدة مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة في الإمارات العربية المتحدة؛ والدكتور جاسم عبد العزيز الفلاحي، القائم بأعمال وزير البيئة العراقي؛ والمهندس شريف عبد الرحيم، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية في جهاز شئون البيئة في جمهورية مصر العربية.

وتعكف المنظمة حاليًا، في معرض سعيها إلى المضي قدمًا، على دراسة الطريقة التي يمكن بها للترابط القائم بين المياه والطاقة والأغذية دعم الأمن الغذائي والزراعة المستدامة في مختلف أنحاء العالم. ويمكنكم الاطلاع على المزيد عن عمل المنظمة بشأن هذا الترابط هنا.

مصر الطقس