روما- إنطلق اليوم اجتماع رئيسي حول تدابير حماية الصحة النباتية وسط تسارع جهود الدعوة والخطوات المتخذة بهدف وضع معايير عالمية للصحة النباتية، بما يساهم في حماية صحة الإنسان والأمن الغذائي. وقد استهلّت اليوم هيئة تدابير الصحة النباتية (الهيئة)، وهي الجهاز الرئاسي للاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، دورتها السادسة عشرة.
وأشارت السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، في ملاحظاتها الافتتاحية إلى "الفرص الحاسمة المتاحة أمامنا" للنهوض بمسائل الصحة النباتية على مشارف احتفال المنظمة للمرة الأولى باليوم الدولي للصحة النباتية في 12 مايو/ أيار، وانعقاد المؤتمر الدولي الأول للصحة النباتية الذي ستستضيفه المملكة المتحدة في شهر سبتمبر/أيلول من هذا العام.
وتوجّهت السيدة Bechdol بالشكر إلى كل من فنلندا لقيادتها فعاليات الاحتفال بالسنة الدولية للصحة النباتية، التي اختتمت في يوليو/ تموز 2021 وزامبيا لرعايتها إعلان الاحتفال سنويًا باليوم الدولي للصحة النباتية بناء على قرار صدر الأسبوع الماضي عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين.
وشهدت السنة الماضية أيضًا توطيد التعاون مع لجنة تنسيق العلاقات بين أوروبا وأفريقيا ومنطقتي البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، الذي تكلّل بالتوقيع على مذكرة تفاهم من شأنها بحسب ما أشارت إليه السيدة Bechdol "أن تحفّز عملية بلورة مواد الدعوة ودورات التعلّم الإلكتروني لكي يستخدمها العاملون في مجال الصحة النباتية في جميع أنحاء العالم".
وتتسبب الآفات والأمراض النباتية في خسائر في المحاصيل الغذائية تصل إلى 40 في المائة، وفقًا لتقديرات المنظمة، فيما تؤدّي الأضرار التي تلحقها بالزراعة إلى تفاقم مشكلة تزايد الجوع في العالم الرئيسية وتهدد سبل العيش في المناطق الريفية.
معايير الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات من أجل تعزيز الصحة النباتية
على ضوء ما تقدّم، سيساعد العمل الجاري لاعتماد معايير الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات البلدان النامية في سعيها إلى تنفيذ أفضل الممارسات في مجالي الصحة النباتية والتجارة الآمنة.
وقال السيد Lucien Kouame Konan، رئيس الهيئة: "إنّ التحديات الراهنة التي نشهدها اليوم لا تترك لنا خيارًا سوى مضافرة الجهود وإظهار الالتزام الكامل بالتخفيف من آثار المخاطر باعتماد معايير الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات وتطبيقها على المستويين القطري والإقليمي".
ويشكّل الاجتماع هذا الأسبوع أول اجتماع يُعقد في إطار ولاية السيد أسامة الليسي، كأمين الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات الذي قال: "إنّ التجارة الآمنة بالنباتات الصحية عبر الحدود الأساس لسلسلة القيمة الغذائية ومكافحة الجوع في العالم. إذ من دون الإنتاج النباتي، لن يكون هناك غذاء للبشر ولا علف للحيوانات". واستطرد قائلًا: "تضطلع الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات بدور أساسي في توفير المعارف والسياسات اللازمة لضمان الحركة الآمنة لمليارات النباتات والمنتجات النباتية عبر الحدود، وبالتالي لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة التي ترعاها منظمة الأغذية والزراعة، وعدم ترك أي أحد خلف الركب".
وتحتفل الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات التي تضمّ 184 طرفًا متعاقدًا بالذكرى السبعين لإنشائها بوصفها الهيئة الدولية أو هيئة الأمم المتحدة الوحيدة المكلفة بوضع معايير لحماية النباتات والمنتجات النباتية عبر الحدود وتيسير التجارة الآمنة والكفؤة بالنباتات على مستوى العالم.
ومن بين التطورات الهامة التي حصلت منذ تفشي جائحة كوفيد-19، ساعد الحلّ الخاص بإصدار الشهادات الإلكترونية للصحة النباتية التابع للاتفاقية الدولية 106 من البلدان على تبادل شهادات الصحة النباتية الرقمية لتسريع وتيرة التجارة الآمنة والكفؤة والمنخفضة الكلفة في النباتات والمنتجات النباتية.
وفي الوقت نفسه، ساعد تقييم قدرات الصحة النباتية أكثر من 80 بلدًا في جميع القارات على تحسين نظمها الخاصة بالصحة النباتية وتنقيح تشريعاتها المتعلقة بالصحة النباتية عن طريق ميسرين مدربين. وتهدف هذه العملية إلى تحديث التشريعات المتعلقة بالصحة النباتية في البلدان وضمان السرية وحماية الحقوق السيادية لهذه البلدان.
كما أنّ أمانة الاتفاقية الدولية ملتزمة أيضًا بالمشاركة في إنشاء نظام عالمي للإنذار بتفشي الآفات والاستجابة لها من أجل مساعدة البلدان على الاستعداد لمواجهة الآفات الناشئة والتصدي لها لحماية أراضيها وضمان نفاذها إلى أسواق التصدير.