اخبارنا

slider

الأزمة في أوكرانيا: لا يزال باستطاعة العالم احتواء تأثير الأزمة على الأمن الغذائي العالمي شرط اتباع السياسات الصحيحة، على حد قول المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

روما - حذّر اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) من أنّ تأثيرات الحرب في أوكرانيا سوف تطال المستهلكين في مختلف أرجاء العالم فيما تهدد الزيادات الناجمة عنها في أسعار الأغذية والطاقة والأسمدة مواسم الحصاد العالمية المقبلة.

غير أنّه اعتبر أنّ تجنّب حدوث أزمة غذائية عالمية كتلك التي شهدناها في عام 2008 لا يزال أمرًا ممكنًا.

وشدد السيد شو دونيو في الكلمة التي ألقاها أمام الدورة التاسعة والستين بعد المائة لمجلس المنظمة التي انعقدت لمناقشة تداعيات الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي، على أهمية المحافظة على أداء سلاسل الإمدادات العالمية مسلطًا الضوء على عمل المنظمة في الميدان.

وقد انعقد هذا الاجتماع على خلفية تسجيل أسعار الأغذية ارتفاعًا بنسبة 12.6 في المائة عما كانت عليه خلال شهر فبراير/شباط، مسجلة بالتالي أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال شهر مارس/آذار، حيث شهدت أسعار الحبوب والزيوت النباتية ارتفاعًا حادًا، بحسب ما أفاد به مؤشر أسعار الأغذية الذي صدر مؤخرًا عن المنظمة.

وقال السيد شو دونيو "سُجّل مؤخرًا ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والزيوت النباتية، ما انطوى على تكاليف باهظة على المستهلكين في العالم، لا سيما الأشدّ فقرًا من بينهم." واستطرد قائلًا إنه في ظلّ ارتفاع أسعار الطاقة بموازاة ارتفاع أسعار الأغذية، "شهدت القوة الشرائية للضعفاء من المستهلكين والبلدان تراجعًا إضافيًا."

ومن شأن الارتفاع الحالي لأسعار الأسمدة أن يؤدي في هذه الأثناء إلى تدني استخدام الأسمدة خلال الموسم المقبل وما بعده ربما، مع احتمال ملموس في حدوث تراجع في إنتاجية الأغذية وبالتالي مزيد من ارتفاع أسعار الأغذية.

وحذّر السيد شو دونيو من أنّ "هذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من ناقصي التغذية في عام 2022 والأشهر اللاحقة."

الاختلالات في الإمدادات

تستحوذ روسيا وأوكرانيا معًا على 30 في المائة تقريبًا من الصادرات العالمية من القمح و80 في المائة تقريبًا من الصادرات العالمية من دوار الشمس. وتعدّ روسيا أكبر مصدّر للأسمدة.

وحذّر المدير العام من أنّ هذا يعني أنّ الاختلالات التي تصيب الإمدادات في هذين البلدين سوف تمتدّ تداعياتها على النظم الزراعية والغذائية العالمية كافة.

واعتبر السيد شو دونيو أنه بموازاة القيود المفروضة على الإمدادات في الأسواق العالمية للأغذية والتي تبعث على القلق، ثمة قرائن أيضًا على أنّ المشاكل الحالية يمكن احتواؤها وأنّ الأزمة الغذائية العالمية كتلك التي شهدناها في عام 2008 يمكن تجنّبها.

وسيكون هذا رهنًا بتجنّب ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبت في عام 2008 عندما فُرضت "سياسات أدت إلى نتائج عكسية" على التجارة.

وقال السيد شو دونيو "إنّ الاختلاف الرئيسي مع عام 2008 هو أننا نشهد اليوم خطرًا داهمًا يتمثل في تأثر موسم الزرع للسنة القادمة تأثرًا شديدًا - فيما الصدمة في عام 2008 كان سببها الجفاف ولم تشكل تهديدًا على موسم الزرع التالي."

واستطرد قائلاً إنه "يجدر بنا ألا نغلق نظامنا التجاري العالمي ولا أن نفرض قيودًا أو ضرائب على الصادرات."

ومن الاقتراحات الملموسة الأخرى التي تقدمت بها المنظمة:

  • الإسراع في تنفيذ الخرائط المفصلة للتربة بما يدعم البلدان الأضعف لتعزيز كفاءة استخدام الأسمدة؛
  • وضع خطط فعالة ومحددة الأهداف للحماية الاجتماعية؛
  • تحسين تدابير الأمن البيولوجي في البلدان المجاورة لأوكرانيا للحد قدر المستطاع من تفشي حمى الخنازير الأفريقية وسواها من أمراض حيوانية؛
  • وتعزيز الشفافية في الأسواق وتفعيل الحوار حول السياسات للحد قدر المستطاع من الاختلالات وضمان الاستمرارية وحسن تدفق تجارة المنتجات الغذائية والزراعية.

عمل المنظمة في الميدان:

لقد كثّفت المنظمة جهودها بشكل ملحوظ منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا فعززت فريقها العامل على الأرض وأصدرت مجموعة من البيانات الحاسمة الأهمية.

وتشير المعلومات الأولوية إلى تردي اتجاه الأمن الغذائي خاصة في المناطق التي تشهد حاليًا أعمالاً قتالية والتي تسجل أعلى عدد من النازحين (بنسبة تصل إلى 15 في المائة من مجموع السكان). ويفتقر نحو 20 في المائة من الأسر المعيشية إلى النقد لتلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، في ظل نفاذ مخزونات المزارع الصغيرة من الحيوانات وفي بعض الحالات من المجترات الكبرى. وبالنسبة إلى الإنتاج الزراعي، تشير البيانات إلى توفر كمية محدودة من المدخلات الزراعية الحيوية بما في ذلك البذور والأسمدة ومبيدات الآفات والمعدات والوقود والإمدادات الخاصة بالثروة الحيوانية، وذلك نتيجة تضافر عدد من المسائل اللوجستية والمالية.

وتركز خطة الاستجابة السريعة المحدّثة لمايو/أيار - ديسمبر/كانون الأول 2022، مع طلب تأمين تمويل لها بقيمة 115 مليون دولار أمريكي، على الحفاظ على إنتاج الأغذية ودعم سلاسل الإمدادات الزراعية والغذائية وتنسيق مركز الأمن الغذائي وسبل العيش، خاصة من خلال مواصلة عمليات تقييم الأمن الغذائي والأسواق وسلاسل القيمة.

وقال السيد شو دونيو "فلنعمل معًا اليوم بصورة كفؤة ومتسقة وفنية لضمان إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب، اليوم أكثر من أي يوم مضى."

يمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل عن دورة المجلس هنا.

مصر الطقس