روما - ستعمد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) إلى توسيع نطاق مكافحتها العالمية لإحدى أكثر الآفات النباتية غزوًا في العالم وهي دودة الحشد الخريفية التي لا تزال تقضي على محاصيل تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات رغم التقدم المحرز واتخاذ مجموعة من التدابير للتصدي لها.
وقال المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو اليوم متحدثًا خلال اجتماع اللجنة التوجيهية لخطة العمل العالمية للمنظمة لمكافحة دودة الحشد الخريفية في سياق إقرارها تمديد المهلة الزمنية لخطة العمل حتى نهاية سنة 2023 وتوسيع نطاقها: "إنّ دودة الحشد الخريفية لا تعرف حدودًا وهي تواصل زحفها السريع في مختلف أنحاء العالم".
وفي وقت قريب في عام 2016، أفادت ستة بلدان أفريقية فقط عن وجود هذه الآفة التي تلتهم العشرات من المحاصيل المختلفة. أما اليوم، فيفيد عن وجودها 78 بلدًا في أفريقيا والشرق الأدنى وآسيا والمحيط الهادئ. وفي أفريقيا وحدها، تقدّر الخسائر التي تتسبب بها دودة الحشد الخريفية بما يصل إلى 9.4 مليارات دولار أمريكي من الخسائر السنوية في المحاصيل، على حد قول السيد شو دونيو.
ويؤدي انتشار دودة الحشد الخريفية إلى الاستخدام المكثّف لمبيدات الآفات معرّضًا بالتالي للخطر صحة الإنسان وسلامة البيئة. وفي مواجهة هذا الوضع، تقوم خطة العمل العالمية للمنظمة لمكافحة دودة الحشد الخريفية بتنسيق تدابير شاملة على نطاق أفريقيا والشرق الأدنى وآسيا:
تقارير مشجعة عن الأثر
إنّ التقارير عن أثر هذه التدابير مشجعة. ففي بوركينا فاسو، أفيد بأنّ الخسائر في الغلال بسبب دودة الحشد الخريفية بقيت على الدوام عند نسبة 5 في المائة أو أقلّ من ذلك منذ سنة 2020، فيما أثبتت مبيدات الآفات البيولوجية والمكافحة البيولوجية فعاليتها الميدانية بنسبة تصل إلى 90 في المائة لمكافحة هذه الآفة.
ورغم هذه الإنجازات، لا تزال هناك تحديات يتعين التصدي لها. فهذه الآفة تواصل انتشارها معرّضة مزارعين جدد وسبل عيشهم لخطرها؛ ولا يزال من غير الممكن عقد التجمعات والدورات التدريبية على نطاق واسع بسبب جائحة كوفيد-19؛ ولا يزال هناك تفاوت في مستويات اعتماد الإدارة المتكاملة للآفات والحد من الفواقد في الغلال بين بلد وآخر؛ فيما يتواصل استخدام مبيدات الآفات الضارة.
واستجابة لهذه الأوضاع، تمت الموافقة على إطالة المهلة الزمنية لخطة العمل العالمية حتى نهاية سنة 2023. وسيتيح ذلك تعميم تكنولوجيات الإدارة المتكاملة للآفات على نطاق أوسع من خلال توسيع نطاق خطة العمل العالمية والتصدي للتهديدات المتعددة الناجمة عن الآفات من خلال الإدارة المستدامة لصحة النباتات ودعم مبادرة صحة واحدة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة قد أطلقت خطة العمل العالمية لمكافحة دودة الحشد الخريفية (2019-2022) في شهر ديسمبر/كانون الأول 2019 كاستجابة عاجلة للانتشار السريع لدودة الحشد الخريفية. وتكمّل هذه المبادرة أنشطة جارية أخرى للمنظمة لمكافحة دودة الحشد الخريفية. وقد أرست خطة العمل العالمية آلية للتنسيق بما يمكّن من إقامة حوار مفتوح وتعاوني لإيجاد حلول قائمة على العلم، مدعومة بإنشاء فرق مهام وطنية معنية بمكافحة دودة الحشد الخريفية والمساعدة في تعبئة الموارد اللازمة للبحوث التطبيقية والتواصل الفني.