اخبارنا

slider

مع افتتاح المؤتمر العالمي للغابات، تدعو منظمة الأغذية والزراعة إلى إبراز الدور الحيوي للأشجار والغابات

سيول/ روما- قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، اليوم إنه يتعين على قادة العالم المنهمكين في عقد مجموعة من الاجتماعات التي تؤثر على مستقبل كوكب الأرض أن يستمعوا إلى الرسالة التي مفادها أنّ الغابات والأشجار لا غنى عنها من أجل التعافي الأخضر وبناء اقتصادات ومجتمعات أكثر قدرة على الصمود.

وكان السيد شو دونيو يتحدث في سيول في حفل افتتاح المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات خلال حفل تخللته أيضًا مداخلات لكلّ من فخامة السيد Moon Jae-in، رئيس جمهورية كوريا، وسمو الأميرة بسمة بنت علي من المملكة الأردنية الهاشمية، المعينة حديثًا سفيرة المنظمة للنوايا الحسنة، ومعالي السيد Choi Byeong-am، وزير خدمة الغابات في جمهورية كوريا، والسيدة Magdalena Jovanovic، رئيسة الرابطة الدولية لطلاب الحراجة. ووجّه أيضًا السيد António Guterres، أمين عام الأمم المتحدة، رسالة فيديوية ألقتها نائب الأمين العام السيدة أمينة محمد.

ويُعدّ المؤتمر، الذي ينعقد تحت شعار "بناء مستقبل أخضر ومفعم بالصحة وقادر على الصمود بفضل الغابات"، أول مؤتمر يُقام في إقليم آسيا والمحيط الهادئ منذ انعقاده في إندونيسيا قبل 43 عامًا من الآن. كما أنه أول مؤتمر يعقد بصيغة مختلطة، مما يتيح لآلاف الأشخاص المشاركة من جميع أرجاء العالم.

وقال السيد شو دونيو: "إنّ الغابات هي شريكنا الرئيسي من أجل تحقيق أهداف خطة عام 2030 بما في ذلك مكافحة التصحر وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش، فضلًا عن الأهداف العالمية للغابات واتفاق باريس وعقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية وإطار التنوع البيولوجي العالمي في الفترة ما بعد عام 2020"، وأضاف: "هذه رسالة هامة ينبغي إيصالها إلى جميع الاجتماعات العالمية الهامة المرتبطة باتفاقيات ريو والمحافل العالمية الأخرى التي سيجري فيها اتخاذ قرارات بشأن مستقبل كوكب الأرض وسكانه، بغية ضمان أن تكون الغابات جزءًا لا يتجزأ من الحل لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية".

وينعقد هذا المؤتمر في وقت تواجه فيه البشرية تحديات متعددة ومترابطة وغالبًا ما تكون متقاطعة، بما في ذلك أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والصراعات وجائحة كوفيد-19 والارتفاع الحاد في أسعار الأغذية، وهي تلحق أشد الضرر بالفئات الأفقر كونها الأكثر عرضة للآثار السلبية. واليوم، لا يزال أكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع فيما يعجز 3 مليارات شخص عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحّي. وقال المدير العام للمنظمة: "يمكن أن تؤدي الغابات دورًا أساسيًا في إصلاح النظم الإيكولوجية بهدف تحقيق حياة أفضل للجميع".

وأبرز فخامة السيد Moon في ملاحظاته ضرورة أن يعدّ المجتمع الدولي خططًا مفصلة وأن يضعها موضع التنفيذ لبناء مستقبل مستدام لجيل المستقبل. وشددت سمو الأميرة بسمة بنت علي من جهتها على الحاجة الملحة إلى معالجة مسألة الإصلاح الإيكولوجي بموازاة التشديد أيضًا على أهمية اتباع أساليب مختلفة للاضطلاع بهذه المهمة. ودعا السيد Guterres في رسالته إلى الإقرار على نحو أفضل بقيمة الغابات وحثّ أصحاب المصلحة كافة على تقديم أفكار والتزامات قابلة للتطبيق.

وحدد المدير العام للمنظمة في كلمته الافتتاحية، ولاحقًا في الحوار الرفيع المستوى المخصص لإطلاق تقرير حالة الغابات في العالم لعام 2022 الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة، ثلاثة مسارات مترابطة للغابات والأشجار من أجل دعم التعافي الاقتصادي والبيئي عن طريق ما يلي:

  • وقف إزالة الغابات والحفاظ عليها؛
  • وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وتوسيع نطاق الحراجة الزراعية؛
  • واستخدام الغابات على نحو مستدام وبناء سلاسل قيمة خضراء.

وشدد السيد شو دونيو على أهمية وجود نموذج تدعم فيه الغابات والزراعة بعضها بعضًا. "يمكن للزراعة والحراجة أن تؤديا معًا دورًا أساسيًا في إعداد مواد ومنتجات جديدة ومتجددة، فضلًا عن وضع نُهج ابتكارية للمناظر الطبيعة وسلاسل القيمة، مما يأتي بالنفع على الإنسان وكوكب الأرضي على حد سواء".

وأشار السيد شو دونيو إلى أنّ تحقيق هذه الرؤية يتطلب ترتيب الأولويات على النحو الصحيح على مستوى السياسات ومواءمة الحوافز المالية مع أهداف الاستدامة وتحفيز الاستثمارات. ويؤدي المنتجون على النطاقين الصغير والمتوسط والمجتمعات المحلية والشعوب الأصلية دورًا رئيسيًا في تعميم الحلول المتصلة بالغابات. غير أنّ صغار المنتجين يتلقون أقلّ من 2 في المائة من التمويل العالمي للمناخ.

ولا بد أن يتضاعف تمويل المسارات الثلاثة بمقدار ثلاثة أضعاف على الأقل بحلول عام 2030 من أجل تحقيق أهداف المناخ والتنوع البيولوجي وحيادية تدهور الأراضي. ويتضمن ذلك القيام باستثمارات جديدة عن طريق التمويل المناخي وبرامج التعافي الأخضر والاستثمارات من قبل القطاع الخاص.

وشدد أيضًا السيد شو دونيو على أهمية كسر التقوقعات واتباع نهج منسّق، مضيفًا أنّ المنظمة تعمل على تعزيز عملها مع الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمعات المحلية والنساء والشباب. وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في الحوار الرفيع المستوى: "يمكننا معًا أن نطلق الإمكانات الكاملة التي تتمتع بها الغابات بغية تحقيق إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب". 

مصر الطقس