أبيدجان/روما - تواجه مساحة مليار (1) هكتار إضافية من الأراضي المعروفة "بالأراضي الجافة المفترضة" تحديات مماثلة لتلك التي تواجهها الأراضي الجافة في العالم، وفقًا لتقرير جديد أصدرته اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة).
ويميّز التقرير بعنوان تثمين الأراضي الجافة المفترضة وإصلاحها وإدارتها: الغابات في سيرّادو وميومبو -موبان وهضبة التبت، بين الأراضي الجافة الرسمية التي تتسم بندرة المياه ويسجل مؤشر الجفاف فيها رقمًا قياسيًا يقل عن 0.65، و"الأراضي الجافة المفترضة" وهي مناطق لها سمات الأراضي الجافة وتعاني من نقص موسمي في المياه، غير أنّ مؤشر الجفاف فيها يعادل 0.65 أو أكثر.
وتؤكّد الدراسة وجود 075 1 مليون هكتار من الأراضي الجافة المفترضة، بالإضافة إلى 6.1 مليار هكتار من الأراضي الجافة الرسمية تغطي بالفعل 41 في المائة من مساحة اليابسة على كوكب الأرض، وهي موطن لملياري (2) نسمة.
ويبيّن كذلك التقرير أن الأراضي الجافة المفترضة تشمل 322 مليون هكتار من الغابات، وأنّ الغابات وغيرها من الأراضي الحرجية والأشجار موجودة في نصف مناطق الأراضي الجافة المفترضة.
ويكشف التقييم أنّ الأراضي الجافة المفترضة موجودة في جميع القارات، ولكن معظمها موجود في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا.
وتقول السيدة فداء حداد، مسؤولة عن شؤون الغابات في منظمة الأغذية والزراعة: "إن الأراضي الجافة المفترضة مهمة لأن الكثير منها موطن لعدد كبير من الأشخاص الذين يعتمدون على الأراضي لكسب عيشهم، وهي تأوي كذلك قدرًا كبيرًا من التنوع البيولوجي وتساعد على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدة آثاره من خلال الغطاء الشجري".
وتستطرد السيدة حداد قائلة: "ولكنّ الأراضي الجافة المفترَضة لا تحظى بالتقدير الكافي، وبالقدر الكافي من البحوث، وهي معرّضة لخطر التحوّل إلى أراضٍ جافة بالفعل في المستقبل القريب ما لم تحصل على قدر أكبر من الاهتمام والاستثمارات".
الاستخدام غير المستدام
يبيّن التقرير أن الأراضي الجافة المفترضة معرضة للخطر بسبب استخدامها غير المستدام، مثل الإفراط في الرعي أو إزالة الغابات من أجل تحويل الأراضي لأغراض الزراعة. ويؤدي ذلك الوضع الذي يتسبب تغير المناخ بتفاقمه، إلى تدهور الأراضي والتصحّر ويقلّص الإنتاجية، ويهدد الأمن الغذائي وسبل كسب العيش والرفاه لسكان الأراضي الجافة المفترضة.
وتبحث الدراسة في خصائص أكبر ثلاث مناطق للأراضي الجافة المفترضة وهي منطقة سيرّادو الإيكولوجية في البرازيل، وهضبة كيناغاي – هضبة التبت في الصين، وغابات ميومبو -موبان العابرة للحدود في جنوب أفريقيا، والتحديات التي تواجهها، وتقدّم حلولًا ممكنة لوقف التدهور وعكس اتجاهه.
وتشمل التوصيات اعتماد نُهج الحراجة الزراعية، مثل النظم الحرجية الرعوية التي تجمع بين تربية الماشية وتوفير الفواكه والخشب واحتجاز الكربون، واعتماد نُهج أكثر استدامة لإدارة المراعي، مثل الرعي بالتناوب.
ويعرض التقرير السيناريوهات المحتملة للاستثمار، حيث يقارن النهج المعتاد لتحييد أثر تدهور الأراضي، ويسلّط الضوء على الفرص التي تتيحها المبادرات الرئيسية مثل عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية الذي تشترك المنظمة في رئاسته مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، من أجل تعزيز جهود الإصلاح وتسريع وتيرتها، وإعلان سيول بشأن الغابات خلال المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات الذي عُقد مؤخرًا.
ويؤكّد تقييم اقتصادي أيضًا ضرورة تهيئة بيئة مواتية للاستثمار في الأنشطة المستدامة في الأراضي الجافة المفترضة. ويشدّد التقرير على أنّ السياسات المحلية والوطنية ستكون عنصرًا أساسيًا لنجاح أي مبادرة ترمي إلى الإدارة المستدامة لموارد الأراضي الجافة المفترضة وحمايتها وإصلاحها.
وتقول السيدة حداد: "علينا أن نستثمر في نهج أكثر استدامة لإدارة الأراضي والغابات اليوم قبل الغد حين سنشهد تدهور نسبة أكبر من الأراضي".
منظمة الأغذية والزراعة تشارك في حدث في إطار الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في أبيدجان
أُطلق التقرير الجديد خلال حدث جانبي في إطار الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر التي تعقد حاليًا في أبيدجان، كوت ديفوار، حيث تقود منظمة الأغذية والزراعة مناقشات في مجال تعزيز الإدارة المستدامة للأراضي وإصلاح الأراضي المتدهورة والتربة التي تفتقر إلى المغذيات.
وقالت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة ورئيسة الوفد المشارك من المنظمة: "علينا أن نتخذ إجراءات عاجلة وجريئة لتلبية الطلب المتزايد على الأغذية والأعلاف والوقود الحيوي والألياف، بموازاة صون التنوع البيولوجي والحد من العبء الملقى على الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية. وإن معالجة تدهور الأراضي من خلال إصلاح النظم الإيكولوجية للإنتاج باتباع نهج شامل يستند إلى المناظر طبيعية ومتعدد القطاعات بالغ الأهمية من أجل تحقيق الأمن الغذائي وسبل كسب العيش القادرة على الصمود، على أن يكون في صميم عملية تحويل النظم الزراعية والغذائية."
وخلال المؤتمر الذي يمتد على أسبوع واحد، وقّعت المنظمة على مشروع بقيمة 20 مليون دولار أمريكي مع مرفق البيئة العالمية وحكومة كوت ديفوار كجزء من "برنامج تراث أبيدجان" لتعزيز سلاسل قيمة الكاكاو من دون إزالة الغابات وإصلاح المناظر الطبيعية المتدهورة لغابات الكاكاو في البلاد. وعقدت المنظمة سلسلة من الفعاليات الرفيعة المستوى، بما في ذلك إطلاق الدليل الفني المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لصدور الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني، والتقرير بعنوان حالة الموارد من الأراضي والمياه في العالم للأغذية والزراعة: نظم على حافة الانهيار.