روما - في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم الدولي للشاي لعام 2022، أشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) إلى ضرورة تحقيق المزيد من الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في قطاع الشاي ودوره الرئيسي في تمكين النساء والشباب من أجل ضمان المزيد من الأمن الغذائي والرفاه التغذوي.
وقال المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو في الكلمة التي ألقاها خلال مراسم الاحتفال، "يساهم قطاع الشاي في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويشكّل مصدرًا رئيسيًا لفرص العمل والدخل بالنسبة إلى ملايين الأسر الفقيرة، غير أنه يواجه عددًا من التحديات". وأضاف السيد شو قائلًا إنّ قطاع الشاي "يحتاج إلى تحقيق المزيد من الاستدامة، من أوراق الشاي إلى فنجان الشاي".
وتنطوي الاستدامة البيئية على استخدام أساليب الابتكار والإنتاج التي تحافظ على الموارد من أجل المستقبل. وأضاف المدير العام قائلًا إنّ الاستدامة "تحتاج أيضًا إلى استيعاب الجانب الاجتماعي للقطاع، من خلال تمكين النساء والشباب وكفالة احترام الإنتاج على طول مراحل سلسلة القيمة للقواعد والمعايير الاجتماعية".
وخلال تفشي جائحة كوفيد-19، تزايد الطلب على الشاي بشكل كبير، بفعل عمليات الشراء لغرض الاستهلاك المنزلي. وبيّنت معلومات السوق التي قامت بجمعها الجماعة الحكومية الدولية المختصة بالشاي التابعة للمنظمة أن استهلاك الشاي قد تزايد في كل الأسواق، حتى تلك التي سجّلت اتجاهًا تنازليًا في استهلاك الفرد الواحد خلال السنوات الأخيرة.
وأظهرت البيانات زيادة في الطلب على الشاي في صفوف الشباب. وأبرزت الدراسات الاستقصائية أن الشباب اكتشفوا من جديد حبهم للشاي خلال تدابير الإغلاق الشامل بفضل منافع الإماهة وعامل "الشعور بالارتياح".
وأشارت المنظمة إلى أن قطاع الشاي يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في تحسين حياة الملايين من الأشخاص الذين طالتهم آثار الصدمات المتتالية خلال العامين الماضيين واستعادة سبل عيشهم. ويبلغ الإنتاج العالمي من الشاي ما يزيد عن 17 مليار دولار أمريكي سنويًا، في حين تقدر تجارة الشاي في العالم بحوالي 9.5 مليارات دولار أمريكي، ما يمثل مصدرًا مهمًا لعائدات التصدير. وإن أصحاب الحيازات الصغيرة مسؤولون عمّا يقدر بنحو 60 في المائة من الإنتاج العالمي من الشاي. والأهم من ذلك، أن الشاي يساهم في خلق فرص عمل منتجة ويؤدي إلى تمكين الأفراد، خاصة النساء ومجتمعاتهن المحلية.
تحدٍ آخر: مستويات الأسعار وتقلّبها
يواجه القطاع أيضًا، إلى جانب الاستدامة، تحدي مستويات أسعار السوق وتقلّبها. فالأسعار الدولية للشاي، بالقيمة الحقيقية (المعدلة وفقًا للتضخم)، ظلت في تراجع على مدى العقود الأربعة الماضية، حيث زاد الإنتاج بوتيرة أسرع قياسًا إلى الطلب.
وقال السيد شو "يتعين أيضًا اتخاذ إجراءات لمعالجة بعض القضايا التي تؤثر على أصحاب الحيازات الصغيرة، نظرًا إلى أنهم مسؤولون عن 60 في المائة من الإنتاج العالمي من الشاي".
وتشدّد المنظمة على أنه إذا أريد لعمليات مزارع الشاي الصغيرة أن تظل قابلة للاستمرار في بيئة سوق تنافسية بشكل متزايد، فإنه يتعين عليها التحلي بالابتكار باستمرار. وتشمل خيارات التسويق التي تم دراستها، خاصة من قبل الجماعة الحكومية الدولية المختصة بالشاي التابعة للمنظمة، رفع قيمة منتجات الشاي من خلال وضع مواصفات، وأنواع الشاي المتخصصة، وابتكار المنتجات، والترويج العام. وعلى قطاع الشاي إثبات قيمته من أجل تبرير ارتفاع الأسعار.
وتجتذب زراعة الشاي أصحاب الحيازات الصغيرة في الكثير من البلدان المنخفضة الدخل لأنها تؤدي إلى خلق فرص للعمل والدخل على مدار السنة وتستلزم استثمارات قليلة نسبيًا، في حين أن خطر سوء المحاصيل صغير عمومًا. غير أن القضايا التي تؤثر على أصحاب الحيازات الصغيرة تشمل انخفاض أسعار المنتجات، ورداءة خدمات الإرشاد، ومحدودية قنوات السوق، وضعف فرص الحصول على الائتمان والتكنولوجيا. وثمة حاجة ملّحة إلى تعزيز النظام الإيكولوجي للمشاريع التجارية لأصحاب الحيازات الصغيرة. ويمكن أن يعاني مزارعو الشاي من أصحاب الحيازات الصغيرة أكثر من سواهم في حال كانوا لا يحظون بحماية جيدة، حسبما حذرت الجماعة الحكومية الدولية المختصة بالشاي.
وقال السيد شو "يجب علينا فعل الأشياء بطريقة مختلفة، واعتماد نهج جديدة ومبتكرة والانتقال من الأقوال إلى الأفعال" لكي يتمكن قطاع الشاي من الموازنة بين الحاجة إلى تحقيق النمو ومتطلبات الاستدامة في جميع مراحل سلسلة القيمة.
عمل المنظمة في مجال الشاي
تلتزم المنظمة في عملها في مجال الشاي بإيجاد قطاع شاي يتسم بالاستدامة. وتشمل الأنشطة التي ننفذها تطوير منتجات معارفية، وتوفير البيانات والمعلومات عن أسواق وتجارة الشاي، والتوقعات المتوسطة الأجل لسوق الشاي في العالم، والمعلومات ذات الصلة بالسياسات المتعلقة بهذا القطاع.
وتتولى الجماعة الحكومية الدولية المختصة بالشاي التابعة للمنظمة، وهي إحدى أعرق المجموعات السلعية في المنظمة وجهاز فرعي تابع للجنة مشكلات السلع، زمام قيادة الإجراءات المتعددة الأطراف في جميع الجوانب ذات الصلة بقطاع الشاي في العالم. وتشمل هذه الجهود جهود التنسيق من أجل مواءمة المواصفات، والترويج العام للشاي، ووضع استراتيجيات بشأن الشاي للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدة آثاره. ويمكنكم الاطلاع على المزيد عن عمل المنظمة في مجال الشاي هنا.