القدس/القاهرة - تقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بتسليم 150 طناً من مجموع 1500 طن من العلف الحيواني الأساسي إلى 2450 أسرة تربي الماشية في قطاع غزة وذلك بهدف حماية الماشية المتبقية ودعم انتاج الأغذية المغذية محليا مثل الحليب والألبان واللحوم وسط خطر المجاعة الوشيكة في القطاع.
وتعتبر هذه أول مرة تدخل فيها الأعلاف إلى القطاع التي يحتاجها بشدة منذ تصاعد الأعمال العدائية التي تسببت في انهيار سلاسل قيمة الأغذية الزراعية، والتدهور السريع للأمن الغذائي ليصل إلى مرحلة حادة، وسط ظهور مؤشرات على حدوث مجاعة في شمال القطاع.
ورغم أن قطاع الزرعة كان يعاني من التدهور قبل الأعمال العدائية، إلا أنه كان حيوياً للاقتصاد المحلي. وقبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان منتجو الأغذية في غزة يوفرون منتجات تكاد تحقق الاكتفاء الذاتي للقطاع ومنها البيض والحليب والدواجن واللحوم الحمراء والأسماك والخضروات والفواكه، التي تعتبر أساسية ولا غنى عنها في أي نمط غذائي صحي ومغذي خاصة للأطفال، وأصبح من غير العملي استيرادها للقطاع كمساعدات غذائية.
وقد تم ذبح أو استهلاك أو فقدان نحو 55 في المائة من الماشية المنتجة للحوم والألبان في غزة بسبب النزاع. وحتى مارس/آذار، لم يتبق سوى 45 في المائة من الماشية المجترة الصغيرة أي ما يساوي 30000 رأس ماشية.
وفي هذا الصدد قال سيرو فيوريلو مدير مكتب المنظمة في الضفة الغربية وقطاع غزة: "تُعرّض ندرة الأعلاف أصحاب الماشية لمخاطر كبيرة تتسبب في خسارة كاملة لأصولهم الأساسية ومصدر الغذاء والتغذية وكذلك الدخل. وهناك تبعات طويلة الأمد لكل رأس ماشية ينفق، كما أنه من المكلف جداً استبداله بسبب القيود على الاستيراد. ومن خلال توفير العلف يمكننا دعم الإبقاء على الماشية وتوالدها، وتوفير الغذاء المغذي والطازج حتى خلال النزاعات".
وتسعى منظمة الأغذية والزراعة إلى تسليم إجمالي 1500 طن من العلف مبدئياً، وهو ما يكفي لتوفير الحليب لمدة 50 يومًا تقريبًا لجميع أطفال غزة ممن هم دون سن العاشرة، أي توفير نحو 20 في المائة من المتطلبات الدنيا من السعرات الحرارية التي توصي بها بمنظمة الصحة العالمية.
من جانبه قال عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا: "إن استئناف انتاج الغذاء محلياً مهم للغاية لمنع حدوث مجاعة وسوء تغذية حاد. إلا أن ذلك يتطلب الوصول الفوري للإمدادات الزراعية إلى المناطق المتضررة. ويشكّل التغلب على العقبات اللوجستية خاصة الحصول على تصاريح الدخول، عائقاً كبيراً لتوزيع هذه المساعدات الغذائية بشكل فعّال".
وأكد الواعر على دعوة مدير عام المنظمة للسلام والحق في الغذاء كحق إنساني وقال: "الاضطرابات تولد اليأس، وهو ما يؤدي لحدوث كارثة تزعزع هدفنا في معالجة الأمن الغذائي الحاد وتضع حياة البشر والماشية والمحاصيل في خطر جسيم".
ورغم أن المساعدات الغذائية لا غنى عنها، إلا أنها لا تكفي لتلبية احتياجات سكان غزة من السعرات الحرارية والغذاء المغذي. واستيراد المنتجات الغذائية للقطاع هو شبه محظور، حيث لا يسمح الا باستيراد القليل منها من بلدان غير إسرائيل. وتلتزم منظمة الأغذية والزراعة بزيادة المساعدات بالتعاون مع شركائها والجهات المانحة بهدف إيصال المساعدات الزراعية الحيوية اللازمة لاستعادة توفر الأغذية ذات القيمة التغذوية العالية، ومنع الانهيار الكامل لقطاع الزراعة، والحفاظ على ما تبقى من الماشية، والحد من الجوع الحاد وسوء التغذية.
وتعمل المنظمة بشكل وثيق مع وزارة الزراعة الفلسطينية والمنظمات المحلية غير الحكومية لتوصيل العلف اللازم إلى قطاع غزة بدعم من حكومات كل من بلجيكا وإيطاليا والنرويج.