روما - توجّه اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بالشكر إلى الموظفين والأعضاء والشركاء لمساهماتهم في الجهود الاستثنائية والإنجازات الاستثنائية التي حققتها المنظمة حتى الآن في عام 2022.
وقال في ملاحظاته الافتتاحية خلال الدورة السبعين بعد المائة لمجلس المنظمة التي تعقد هذا الأسبوع بشكل مختلط في روما "نحن نترجم أقوالنا إلى أفعال".
وأشار إلى سلسلة المؤتمرات الإقليمية الناجحة التي عُقدت في ظلّ الكثير من القيود اللوجستية بسبب تدابير الإغلاق العام المستمرة، وأشار إلى أنه تمكن من القيام بزيارات رسمية إلى 16 بلدًا والاجتماع بـثلاثة عشر من رؤساء الدول والحكومات، وأكثر من 130 وزيرًا ونائب وزير، فضلًا عن مشاركته شخصيًا في منتديات دولية هامة مثل المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات في سيول، والمؤتمر الدولي للزراعة الرقمية في باكو، والمؤتمر العالمي الحادي عشر للبطاطا في دبلن.
وأضاف المدير العام قائلًا: "هذا يساعدنا بالفعل على فهم الحالة والتحديات التي تواجهها الأقاليم الخمسة كافة" وعلى تكثيف الشراكات لدعم الإطار الاستراتيجي للمنظمة وتسريع عملية تحويل النظم الزراعية والغذائية على المستويين الوطني والإقليمي".
وأحاط السيد شو دونيو المجلس علمًا أيضًا بمشاركته في عدّة اجتماعات وزراية لمجموعة السبعة التي عرض خلالها على المشاركين موجزًا عن السيناريو العالمي الجديد للأمن الغذائي وتداعيات الحرب في أوكرانيا على أسعار الأغذية وسلاسل الإمدادات. وتوجّه أيضًا بكلمة إلى اجتماع وزراء الشؤون المالية في مجموعة العشرين وحكام البنوك المركزية فضلًا عن اجتماع مجلس الأمن للأمم المتحدة بشأن الأمن الغذائي في مايو/ أيار، مؤكدًا الدور الحاسم الذي تضطلع به المنظمة ووكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في روما في عكس اتجاه المستويات المرتفعة للجوع الحاد.
وقال المدير العام إنّه دعا إلى تعزيز الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام، وتحديد الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي، بما يشمل الصراعات وتغير المناخ. واستطرد قائلًا: "نحن جيران على هذا الكوكب الصغير الأشبه بقرية - فما يحدث لأحدنا يؤثر فينا جميعًا".
وشدّد السيد شو دونيو على أهمية إبقاء النظام العالمي للتجارة بالمنتجات الزراعية والغذائية مفتوحًا، وضمان عدم تقييد أو فرض ضرائب على صادرات المنتجات الزراعية والغذائية، وحدّد المسارات الأربعة الرئيسية للعمل التعاوني وهي: زيادة الاستثمارات في البلدان المتضررة بشدة من الزيادة الحالية في أسعار الأغذية؛ والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية؛ واستخدام الموارد الطبيعية بشكل أفضل وأكثر كفاءة، ولا سيما المياه والأسمدة؛ والتركيز على الابتكارات التكنولوجية والاجتماعية التي بإمكانها التقليل إلى حد كبير من أوجه قصور الأسواق بالنسبة إلى الزراعة.
وقال السيد Hans Hoogeveen، الرئيس المستقل للمجلس في تقديمه للجلسة: "سيعاني مليار شخص من الجوع ما لم نبادر إلى العمل في غضون عامين من الآن".
وجدير بالذكر أنّ مجلس منظمة الأغذية والزراعة هو الجهاز التنفيذي لمؤتمر المنظمة. ويمكن الاطلاع هنا على النص الكامل للملاحظات الافتتاحية التي ألقاها المدير العام. كما بالإمكان متابعة جلسات الدورة السبعين بعد المائة للمجلس من خلال البثّ المباشر عبر الإنترنت.
التقدّم المحرز
دُعي أعضاء المجلس إلى إبداء التعليقات بشأن تقارير الميزانية المختلفة والموافقة عليها. وناشد المدير العام أيضًا الأعضاء لإقرار استراتيجيتين مواضيعيتين جديدتين، تتعلق الأولى بتغير المناخ والأخرى بالعلوم والابتكار، وقد تمت مناقشتهما خلال عدّة مشاورات غير رسمية مع الأعضاء على المستويين الإقليمي والعالمي.
وقال السيد شو دونيو إنه "عقب هذه العملية الشاملة للغاية، حان الوقت اليوم لإقرار هاتين الاستراتيجيتين وتمكين البلدان من أن تقرر أفضل السبل لتنفيذهما استنادًا إلى أولوياتها ومساراتها الوطنية"، مضيفًا أنّ الأعضاء قد شدّدوا على أنّ الاستراتيجيتين تسيران جنبًا إلى جنب، وأنه ينبغي تنفيذهما على نحو متسق بتأييدهم القوي لهما، وشدّد المدير العام على أنه يتفق تمامًا مع هذا النهج.
وستوجّه هاتان الاستراتيجيتان المنظمة في مساعدة الأعضاء على تحقيق طموحاتهم للتصدّي لتغير المناخ في النظم الزراعية والغذائية، وتنفيذ اتفاق باريس، وستعودان بالمنفعة على المليارات من صغار المنتجين الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى أفضل العلوم والتكنولوجيات والابتكارات المتاحة لتأدية أدوارهم في تحويل النظم الزراعية والغذائية في العالم.
وزوّد المدير العام أيضًا الأعضاء بمعلومات محدّثة عن التنفيذ الناجح لمختلف المبادرات الرئيسية للمنظمة. فأشار إلى أنّ مبادرة العمل يدًا بيد تضمّ اليوم 52 بلدًا مشاركًا، بينما قدمت مبادرة المدن الخضراء الدعم لـ61 بلدًا منذ إطلاقها في سبتمبر/ أيلول 2020، مع 19 مشروعًا في مرحلة التنفيذ أو مرحلة التصميم المتقدم. وقد شرعت المنظمة في استخدام أداة تجريبية لتسريع وتيرة تنفيذ مبادرة 000 1 قرية رقمية، وتعزيز استراتيجية المنظمة في مجال الزراعة الإلكترونية، وهي تتلقى الترشيحات للوظائف في آلية تشغيل المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية، وتشارك كذلك مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في المبادرة التي استهلّت مؤخرًا بعنوان بلدٌ واحد، منتجٌ واحد ذو أولوية. وتشمل الإنجازات الأخرى النهج الديناميكي المتّبع في استراتيجية المنظمة لإشراك القطاع الخاص والبرنامج الإرشادي للأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تقودها النساء في أفريقيا.
وقال السيد شو دونيو إنّ الأشهر الأربعة والثلاثين التي قضاها في منصبه اتسمت "بالديناميكيّة والإنسانية والقيم الأسرية، والروح المهنية، والابتكار، والشمول، والكفاءة، والفعالية، والتضامن، ولعلّ الأهمّ بالجهود الاستثنائية التي أسفرت عن نتائج استثنائية لجميع موظفي المنظمة وأعضائها في هذه الأوقات الصعبة"، وحثّ على مواصلة التعاون وإقامة شراكات متينة بموازاة انتقال المنظمة إلى المرحلة التالية من "الوضع الطبيعي" في أعقاب جائحة كوفيد-19 العالمية.