روما - يواجه المزارعون في بعض أجزاء شمال أثيوبيا خطرًا داهمًا يتمثّل في خسارة موسم البذر الرئيسي (الممتد من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب)، في حال عدم حصولهم على دعم عاجل من المجتمع الدولي لبذر حقولهم، فمن شأن ذلك أن يفاقم حالة الأمن الغذائي الخطيرة أصلاً في الإقليم.
ومع توقّع مستويات جيدة من هطول الأمطار، سيتيح الموسم فرصةً حاسمة وفعّالة من حيث التكلفة لتحسين توافر الأغذية في جميع أنحاء الإقليم. وقد أتمّ معظم المزارعين في تيغراي تجهيز الأراضي، وهم في انتظار بداية الأمطار. بيد أن محدودية فرص الحصول على المدخلات الزراعية، ولا سيما الأسمدة والبذور، تشكّل تهديدًا كبيرًا بالنسبة إلى الموسم.
وتسعى منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها في المجموعة المعنية بالزراعة إلى حشد مبلغ 96 مليون دولار أمريكي على الفور، مع التركيز بصورة خاصة على الفرصة المحدودة زمنيًا التي توفرها حكومة إثيوبيا لشراء الأسمدة بأسعار الكلفة.
وعلى مدى الأشهر المنصرمة حشدت منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها مبلغ 11 مليون دولار أمريكي، الأمر الذي مكّن من تلبية 10 في المائة فقط من الاحتياجات من الأسمدة، فبقيت فجوة بقيمة 85 مليون دولار أمريكي.
وتقوم المنظمة وشركاؤها أيضًا باستكشاف سبل لتوفير 000 60 طن من الأسمدة والبذور المنتجة محليًا للمزارعين (000 4 طن من البذور أي 8 في المائة من مجموع الاحتياجات). ونظرًا إلى النافذة القصيرة جدًا للبذر (الممتدة من نهاية شهر يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب)، ينبغي إعطاء الأولوية العليا للأسمدة التي تطبّق من ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعد عملية البذر.
وقال السيد David Phiri، ممثل المنظمة في إثيوبيا: "لا نبالغ إذا شدّدنا على أهمية دعم إنتاج الأغذية في تيغراي. فمن غير المرجح أن يتمكن الإقليم من إنتاج الغذاء الكافي لسكانه من دون البذور والأسمدة المناسبة. وإنّ كلّ دولار يستثمر الآن في إنتاج الغذاء يخلّف تأثيرًا مضاعفًا ويتحول إلى ما قيمته بين أربعة وسبعة دولارات من الغذاء. وفي الوقت نفسه ستترتب عن تقديم المعونة الغذائية في مرحلة لاحقة تكاليف أعلى بكثير"، مضيفًا: "وفي الوقت نفسه، تدعو المنظمة إلى زيادة الدعم المالي والمادي والفني للمناطق الأخرى المتضررة من الصراع مثل منطقتي أمهرة وعفر. وفيما أن الوصول إلى تلك المناطق أسهل بكثير إلا أنّ الدعم المادي لم يكن كافيا".
وإذا تم توفير الدعم في الوقت المناسب لموسم البذر المعروف باللغة المحلية بـ"موسم المهر" فسوف تتمكن العائلات من حصد الأغذية الأساسية والبدء باستهلاكها بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022. وسوف تغطي تلك المحاصيل الاحتياجات الغذائية لتلك العائلات لمدة ستة أشهر على الأقل، وفي أفضل الأحوال حتى موسم الحصاد المقبل لنسبة كبيرة من الأسر، مع تبقي فائض منها للبيع. ومن شأن الخضروات التي تُنتج خلال موسم الكساد أن تعزز أمنهم الغذائي بدرجة أكبر.
وبدون هذه المدخلات لن تكون المحاصيل التالية متاحة قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023، الأمر الذي سيطيل مدة موسم الجوع لسنة أخرى ويزيد من الاحتياجات الغذائية الإنسانية أكثر فأكثر.
وقال السيد Rein Paulsen مدير مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في المنظمة: "نحن في خضم موسم البذر الحرج. وهناك فرصة محدودة جدًا لمنع الجوع الشديد من خلال دعم الإنتاج المحلي، وتجنب أي زيادة محتملة في الاحتياجات الغذائية الإنسانية على مدى العام المقبل. وإن موسم البذر الناجح سوف يدعم أيضًا جهود الإنعاش والعودة المستدامة للأسر النازحة ويضمن الغذاء في المناطق الحضرية".
وفي عام 2021، أنتج مزارعو تيغراي 000 900 طن من الأغذية الأساسية وهو ما يمثل 40 في المائة من الإنتاج الاعتيادي، أي ما يعادل سبعة إلى ثمانية أشهر من احتياجات الإقليم من الحبوب في السنة. وفي ظل محدودية المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية، شكّلت المحاصيل البعلية والخضروات المروية عنصرًا أساسيا في بقاء الأسر الريفية في تيغراي على قيد الحياة، بما في ذلك نحو 1.8 مليون نازح داخليًا، يعيش نحو 60 في المائة منهم في مجتمعات مضيفة.
وقد تحقق الإنتاج في عام 2021 بفضل حصول المزارعين على بذور وأسمدة محسّنة وفّرتها الحكومة والشركاء في المجموعة المعنية بالزراعة.