بانكوك - يكتسي تسارع الرقمنة في المجتمعات الريفية في إقليم آسيا والمحيط الهادئ أهمية بالغة من حيث استعادة الزخم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، على نحو ما اتفق عليه صانعو السياسات الحكوميون في ختام حدث بشأن هذا الموضوع عقدته ليوم واحد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم.
وقد انضم أكثر من 200 مشارك إلى الحدث الافتراضي الذي عقدته المنظمة تحت عنوان "تبادل المعارف وعقد الحوارات في إطار مبادرة القرى الرقمية" وهو عبارة عن متابعة إقليمية للنهوض بالمعارف الجماعية حول تطبيق التكنولوجيات الرقمية عبر مختلف المشاهد الطبيعية الريفية، في البلدات والمدن في أنحاء إقليم آسيا والمحيط الهادئ. وقد عُقد هذا الحدث دعما لمبادرة 000 1 قرية رقمية لمنظمة الأغذية والزراعة التي أطلقت في المقر الرئيسي للمنظمة في يناير/كانون الثاني 2021.
وقال المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو إن الهدف من البرنامج التجريبي لآسيا والمحيط الهادئ يتمثّل في استفادة الدروس من التجارب الناجحة والممارسات الجيدة في العديد من البلدان، ومشاركة هذه الخبرات مع الآخرين.
وقد سلّط حدث اليوم الضوء على الكيفية التي أدى بها الانتشار السريع للوصول إلى الإنترنت وإلى تطبيقات التكنولوجيات الرقمية في المناطق الريفية الزراعية في الإقليم، إلى إنتاج أفضل وتغذية أفضل والتخفيف من الضرر الذي لحق بالبيئة والتحسينات العامة في سبل معيشة الملايين من البشر في الإقليم الشاسع لآسيا والمحيط الهادئ.
وألقى المدير العام للمنظمة كلمة أمام الاجتماع، كما تحدث وزراء حكومات من مختلف البلدان عبر الإقليم عن الممارسات والمنهجيات الجيدة المطبقة في مجتمعاتهم وقراهم الريفية التي تسخّر أحدث التكنولوجيات الرقمية بغية تحسين الإنتاج وسبل المعيشة للجميع، ولا سيما للمزارعين وصيادي الأسماك والرعاة.
وكان من بين المشاركين الرفيعي المستوى في الحدث كل من وزير الزراعة في بنغلاديش، معالي السيّدMuhammad Abdur Razzaque؛ ووزير الزراعة في إندونيسيا، معالي السيد Syahrul Yasin Limpo؛ ووزير الأغذية والزراعة والصناعات الخفيفة في منغوليا، معالي السيد Zagdjav Mendsaikhan؛ ووزير الزراعة والأغذية والشؤون الريفية في جمهورية كوريا، معالي السيد Chung Hwang-keun؛ ووزير الزراعة ومصايد الأسماك في ساموا، معالي السيد La’aulialemalietoa Leuatea Polataivao Fosi Schmidt.
وأكّد السيد شو دونيو على الأبعاد الثلاثة للقرية الرقمية:
- بالنسبة إلى الإنتاج الزراعي: تركّز الزراعة الإلكترونية على تحسين الإنتاجية عن طريق استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال والحلول الرقمية ذات الصلة؛
- وبالنسبة إلى حياة المزارعين: تركز "خدمات المزارعين الرقمية" على تعزيز قدرة المزارعين على الوصول إلى أنواع مختلفة من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك الخدمات المالية والحماية الاجتماعية وفرص العمل؛
- وبالنسبة إلى القرية: تدعم الخدمات الرقمية التحول الريفي عن طريق تعزيز تقديم الخدمات العامة في مجالات الصحة والتعليم والوظائف والرفاه والسياحة بما في ذلك السياحة الإيكولوجية والسياحة الزراعية.
وقال المدير العام: "في آسيا والمحيط الهادئ هناك العديد من النماذج لتطوير الرقمنة وتعزيزها في المناطق الريفية." وذكر أمثلة عن بلدان من بينها الصين والهند حيث تنتشر رقمنة المناطق الريفية على نطاق واسع، على حد قوله. مضيفًا: "للمنظمة دور حاسم تؤديه في تقديم هذه المعارف لأعضائنا بطريقة مفيدة وسهلة الاستخدام بما في ذلك من خلال أدوات ومنهجيات جديدة لإجراء دراسات ميدانية عند الحاجة."
وتم استعراض أمثلة لقرى رقمية ناجحة من عدة بلدان في آسيا، والكثير منها من خلال قصص ملموسة على الأرض. وفي بنغلاديش، يجري نشر الخدمات والحلول الرقمية لدعم الزراعة وتمكين المرأة الريفية عبر الاستفادة من زيادة الوصول إلى الهواتف الذكية والإنترنت واستخدامها. وفي إندونيسيا، تنتشر الابتكارات الرقمية التي تحسّن تربية الأحياء المائية في عداد العاملين في مصايد الأسماك والقرى في جاوة الغربية وأماكن أخرى. وفي تايلند، يجري تجريب عدد من ابتكارات "الزراعة الذكية"، وهي تعود بالفائدة على المزارعين والمجتمعات الريفية بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من إعاقة. وقد استُمدّت أمثلة أخرى عن التكنولوجيات الرقمية الابتكارية والتحويلية من الزراعة الذكية المتقدمة في جمهورية كوريا وصولا إلى قطاع الثروة الحيوانية الهام في منغوليا الذي يعتمد الابتكارات الرقمية. كما عرض الحدث أمثلة لقصص القرى الرقمية من خارج الإقليم بعضها من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا والشرق الأدنى.
ومن بين المواضيع التي تم التشديد عليها الطابع المتعدد الجهات الفاعلة والمتعدد التخصصات لعملية الرقمنة، وضرورة تجاوز التكنولوجيات المادية واستكشاف نظم إيكولوجية رقمية كاملة عبر التركيز على تهيئة ظروف وسياسات ولوائح تمكينية كفيلة بتيسير التحول الريفي. ويتمثل جزء حاسم من ذلك في ردم الفجوات الرقمية وإزالة العقبات التي تحول دون المشاركة الأوسع، وتوفير إمكانية أفضل للوصول إلى البيانات والمعلومات.
منصة مشاركة المعارف وتبادلها في إطار مبادرة القرى الرقمية
قُدّمت للمشاركين لمحة أولى عن منصة لمشاركة المعارف وتبادلها في إطار مبادرة القرى الرقمية بنتها المنظمة وصممتها لتكون بمثابة "ساحة قرية" تضم جميع الخدمات ويمكن أن تعرض فيها أفضل الممارسات من مئات القرى الرقمية وتكنولوجياتها. وستكون تلك المنصة أيضًا مكانا لتبادل الآراء والتحاور.
وتعمل المنظمة حاليًا على تطوير المنصة لتناسب جميع الابتكارات الرقمية ومبادرات القرى الرقمية وأفضل الممارسات ومصادر المعرفة بما يسهل الوصول إليها ومشاركتها في الحيز العام، كجزء من الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما لصالح من يعيشون في المناطق الريفية التي يتعذر الوصول إليها في آسيا والمحيط الهادئ.