اخبارنا

slider

مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط: المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يرى أنه على الرغم من إحراز بعض التقدم لا يزال تحقيق مقاصد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 المتصلة بمصايد الأسماك بحاجة إلى الكثير من العمل

لشبونة - يشهد العالم في الوقت الراهن اتجاهات إيجابية على صعيد تحقيق المقاصد المتصلة بمصايد الأسماك في إطار أهداف التنمية المستدامة. ولكن الطريق لا يزال طويلًا أمام الاستفادة من إمكانات هذا القطاع للمساعدة في توفير الغذاء للعالم، وخاصة من خلال استخدام تربية الأحياء المائية على نحو أفضل. 

تلك هي الرسالة التي وجهها السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) حين ألقى كلمته أمام حوار تفاعلي بعنوان "تحقيق استدامة مصايد الأسماك وتوفير السبل لوصول صغار الصيادين الحرفيين إلى الموارد والأسواق البحرية" في سياق مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط المعقود هنا اليوم. 

وقال السيد شو دونيو في خطاب رئيسي ألقاه خلال الحدث: "بوسع محيطاتنا وأنهرنا وبحيراتنا أن تساعد في توفير الغذاء للعالم، ولكن بشرط استخدام مواردها القيّمة بشكل مسؤول ومستدام ومنصف."

وأكد المدير العام للمنظمة على الأهمية الحيوية لتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة بشأن الحياة تحت الماء. وإنَّ المنظمة بوصفها المحفل العالمي الرئيسي لقضايا مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، هي الجهة الراعية لأربعة مؤشرات للهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، وجهة راعية شريكة لثلاثة أهداف أخرى.

وذهب السيد شو دونيو إلى تحليل بعض من التقدم المحرز حتى الآن في تحقيق هذه المقاصد، مستشهدًا ببيانات من مطبوع المنظمة الرئيسي "حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم" الذي صدر في وقت سابق من اليوم نفسه.

يدعو المقصد 4 للهدف 14 إلى إعادة تكوين الأرصدة السمكية لتتمكن من إنتاج أقصى غلة مستدامة بحلول عام 2020. ويتمثل مؤشر هذا المقصد في أن تكون نسبة الأرصدة السمكية ضمن مستويات مستدامة بيولوجيًا.

ولاحظ المدير العام للمنظمة أن هذا المقصد لم يتحقق، حيث انخفضت حصة الأرصدة التي تم صيدها بمستويات مستدامة بنسبة 1.2 في المائة من 2017 إلى 2019. بيد أنه إذا تم الترجيح بناء على الحجم يتبيّن أن 82.5 في المائة من عمليات تفريغ المصايد البحرية تعود إلى أرصدة مستدامة بيولوجيًا، ما يمثل زيادة بنسبة 4 في المائة تقريبًا منذ التقييم الأخير.

وقال السيد شو دونيو إنّ هذا يدل على أن أرصدة مصايد الأسماك التي تدار بشكل فعّال في صدد إعادة تكوين نفسها، مضيفًا: "من أجل تحقيق المقصد 4 للهدف 14، تمثّل الإدارة الفعّالة أفضل وسيلة للصون".

وفي ما يتعلق بالمقصد 6 للهدف 14، الذي يسعى إلى إلغاء الإعانات التي تسهم في الصيد الجائر وفي الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم قال السيد شو دونيو إن بعض التقدم يُحرز حاليًا بمساعدة أدوات ملزمة عالميًا مثل اتفاق الأمم المتحدة بشأن الأرصدة السمكية لعام 1995؛ ومدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد لعام 1995؛ والاتفاق بشأن التدابير التي تتخذها دولة الميناء لعام 2009. 

وقال السيد شو دونيو إنَّ المنظمة تواصل دعم الأعضاء في تنفيذ هذه الصكوك العالمية والإقليمية، بالعمل مع المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومنظومة الأمم المتحدة. كما هنّأ منظمة التجارة العالمية على "الاتفاق غير المسبوق الذي تم التوصل إليه بشأن إعانات دعم مصايد الأسماك".

ويهدف المقصد 7 للهدف 14 إلى زيادة مساهمة مصايد الأسماك في الناتج المحلي الإجمالي، ولا سيما في الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نموًا. وقال المدير العام إنّ تحقيق المقصد 7 للهدف 14 يستوجب رفع القيمة الحالية لسلاسل الأغذية المائية، وتعزيزها. وتشير التحليلات الأولية إلى أن تحقيق هذا الهدف يسجل اتجاهًا إيجابيًا.

وفي الختام يشكل المقصد باء للهدف 14 دعوة إلى توفير فرص الوصول إلى الموارد البحرية والأسواق لصالح صغار الصيادين الحرفيين. وقال السيد شو دونيو إنّ ذلك هو الأمر الأهم على الإطلاق بالنسبة إلى سبل المعيشة المستدامة، مضيفًا أن تحقيق هذا المقصد يسجل اتجاهات إيجابية هو أيضًا. 

وقد بدأ المزيد من الأطر الوطنية يعترف بحقوق صغار صيادي الأسماك ويحميها إذ يشكلون 90 في المائة من القوى العاملة في هذا القطاع، وينتجون 40 في المائة من المصيد في العالم.

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة: "إنّ بناء قدرة صغار صيادي الأسماك على الصمود ودعم إشراكهم في عمليات صنع القرار من الأمور الأساسية لضمان استدامة مصايد الأسماك وسلامة المحيطات في الأمد البعيد". وأضاف قائلًا إنّ ذكرى هذا العام للسنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية تتيح فرصة كبيرة لمزيد من التقدم في تحقيق المقصد باء للهدف 14.

ضرورة عقد الشراكات من أجل تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة

وقال السيد شو دونيو إنّ الهدف 14 - وهو أقل أهداف التنمية المستدامة تمويلًا - لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الشراكات والالتزامات والتمويلات الاستراتيجية والمبتكرة.

وعلاوة على ذلك، فإن توفير الأغذية المائية للعالم يجب أن يشمل أيضًا تربية الأحياء المائية، أو تربية الأسماك والحيوانات والنباتات المائية، وهو ما لا يرد مباشرة في الهدف 14. وقال إنه إلى جانب توفير الأغذية، توفر تربية الأحياء المائية كذلك فرصًا وأسواقًا جديدة لدعم الملايين من سبل المعيشة بما يشمل النساء والشباب والمجتمعات الأصلية.

ولمواجهة تحديات اليوم، يدعم الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031 التحول الملحّ للنظم الزراعية والغذائية العالمية، بما في ذلك النظم الغذائية المائية، من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل من دون ترك أي أحد خلف الركب، على حد ما ذكر السيد شو دونيو. 

ومن أجل تحقيق هذه الرؤية، تشجع منظمة الأغذية والزراعة التحول الأزرق، الذي يضم ثلاث غايات جوهرية هي:

  • تكثيف تربية الأحياء المائية المستدامة وتوسيع نطاقها؛
  • والإدارة الفعّالة لجميع مصايد الأسماك؛
  • وتحسين سلاسل القيمة التي تكفل الجدوى الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للنظم الغذائية المائية. 

وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك أقل من 8 أعوام لتحقيق الهدف 14 وما تبقى من خطة عام 2030، اعتبر السيد شو دونيو أن تلك الأهداف قابلة لتحقيقها. وحضَّ المدير العام للمنظمة الحضور على "الاستعانة بحوار اليوم وبهذا المؤتمر الهام للأمم المتحدة لكي نمنح زخمًا لإجراءاتنا ونعجّل من وتيرتها لصالح محيطاتنا وشعوبنا وازدهارنا وكوكبنا."

مصر الطقس