اخبارنا

slider

العالم يقبع تحت خطر جسيم يتمثل في أزمة الحصول على الأغذية في الوقت الحالي، ويقف على أعتاب أزمة توافر الأغذية خلال الموسم القادم

روما/نيويورك- قال اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، إن الجائحة، والاضطراب العالمي في سلاسل الإمدادات، وارتفاع تكاليف السلع الأولية الرئيسية، والنزاعات، والأزمات الإنسانية، تهدّد جميعًا أداء النظم الزراعية والغذائية على نطاق العالم.

وقال السيد شو دونيو في افتتاح منتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة لعام 2022 (المنتدى السياسي) في نيويورك "إننا أمام خطر جسيم يتمثل في مواجهة أزمة الحصول على الأغذية الآن، إضافة إلى أزمة محتملة في توافر الأغذية خلال الموسم المقبل. وكل هذا يعرّض للخطر جهودنا الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

والمنتدى السياسي هو المنصة الرئيسية للأمم المتحدة من أجل متابعة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة واستعراضها على المستوى العالمي.

وقال السيد شو دونيو "علينا أن نمنع تسارع اتجاهات الأمن الغذائي الحاد خلال الأشهر والسنوات المقبلة".

وأوضح المدير العام للمنظمة الإجراءات التي يتعيّن على المجتمع الدولي اتخاذها لمعالجة هذا الوضع:

  • يتعيّن توسيع نطاق إنتاج الأغذية على المستوى القطري؛
  • لا بد من توافر المبالغ النقدية والمدخلات الحاسمة الأهمية لإنتاج الحبوب والخضروات، وحماية الثروة الحيوانية بواسطة العلاجات واللقاحات والعلف والمياه؛
  • يتعيّن تعزيز سلاسل الإمداد وسلاسل القيمة الزراعية والغذائية من خلال إشراك القطاعين العام والخاص دعمًا لصغار المزارعين وللأسر المعيشية؛
  • إضافة إلى ذلك، يتعيّن حماية سبل العيش والنظم الزراعية والغذائية والاقتصادات من الصدمات المستقبلية.

وبغية التخفيف من آثار النزاعات على انعدام الأمن الغذائي، يجدر بنا أن نزيد الإنتاجية المستدامة، وأن نعزّز القدرات لتقديم الخدمات والسلع الأساسية، وأن نوفّر إمكانية الوصول إلى الأدوات المالية والخدمات الرقمية المبتكرة.

ليس لدينا وقت نضيّعه

قال السيد شو دونيو في حديثه في وقت لاحق من اليوم، خلال الحدث الجانبي الذي تقوده المنظمة: تحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل عالم قادر على الصمود: الاستجابة للأزمات العالمية "أمامنا ثماني سنوات فقط قبل انتهاء أجل الجدول الزمني المتفق عليه لتنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وليس لدينا وقت نضيّعه".

ولخّص السيد شو دونيو حجم المهمة المقبلة، مشيرًا إلى آثار الجائحة والنزاعات والخسارة التراكمية للاقتصاد العالمي بأكثر من 12 تريليون دولار أمريكي في عامي 2020 و2021، ممّا أدى إلى انتكاسة في التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويكون التغلب على هذه المشاكل بحسب المدير العام من خلال أربعة مجالات رئيسية تستوجب اهتمامًا خاصًا وهي الاستثمار في البلدان الأكثر احتياجًا؛ والسياسات التي تزيد الإنتاجية وتحمي الموارد الطبيعية؛ وضمان الاستخدام الأكثر كفاءة للمدخلات والمخرجات المتاحة؛ وأهمية الابتكار والعلوم والبحوث.

الاستثمار في الزراعة فعال من حيث الكلفة

تدعو المنظمة إلى ضرورة تقديم المعونة الغذائية في الوقت المناسب، ولكنّ الأهمّ هو إيلاء قدر أكبر من الاهتمام إلى إنتاج أغذية مغذّية على المستوى المحلي. إذ تُخصّص حاليًا نسبة 8 في المائة فقط من مجمل التمويل للأمن الغذائي في حالات الطوارئ لمساعدة الإنتاج الزراعي، ولكن الاستثمار في الزراعة وسبل العيش الريفية أكفأ من حيث الكلفة بسبع إلى عشر مرات من المساعدة التقليدية.

البنية التحتية

قال المدير العام السيد شو دونيو "يجدر بنا إرساء سياسات كفيلة بزيادة الإنتاجية وحماية الموارد الطبيعية على حد سواء."

ويتطلّب تحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل توفير أنماط غذائية صحية ومغذّية وضمان تحقيق نتائج أكثر إنصافًا استثمارات مالية كبيرة تقدر بنسبة 8 في المائة من حجم السوق الزراعية والغذائية.

مكافحة الهدر

تحدّث السيد شو دونيو أيضًا عن الحاجة إلى ضمان استخدام أفضل وأكثر كفاءة للمخرجات والمدخلات المتاحة، وذكر أمثلة عن الإجهاد المائي العالمي، والفاقد والمهدر من الأغذية، واستخدام الأسمدة بمزيد من الكفاءة.

ويواجه مليار (1) هكتار من الأراضي قيودًا شديدة على المياه، ويتأثّر حوالي 800 مليار هكتار من الأراضي الزراعية البعلية والمراعي تأثرًا شديدًا بالجفاف المتكرّر.

وهناك حاجة إلى تحقيق الاستفادة الأمثل من التكنولوجيات وأوجه التنظيم الأفضل لاستخدام المياه بفعالية في مجال الزراعة.

وسلّط المدير العام للمنظمة الضوء أيضًا على مسألة الفاقد والمهدر من الأغذية.

ويمكن للقدر الحالي من الفاقد والمهدر من الأغذية أن يؤمّن الغذاء لما يقارب 1.26 مليار شخص كل عام.

وشدّد السيد شو دونيو كذلك على ضرورة استخدام التكنولوجيا من أجل تحسين كفاءة استخدام الأسمدة.

الابتكار والعلوم والبحوث

أشار المدير العام للمنظمة إلى أن الابتكار والعلوم والبحوث تشكّل عوامل مسرّعة رئيسية لجميع هذه النقاط.

مصر الطقس