اخبارنا

slider

دليل منظمة الأغذية والزراعة لليوم الدولي الجديد للبطاطا يمهّد السبيل لأول احتفال بهذا اليوم على الإطلاق في 30 مايو/أيار

 روما - في الوقت الذي يستعد فيه العالم للاحتفال باليوم الدولي الأول للبطاطا الشهر المقبل، تسلّط منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) الضوء على الأهمية الهائلة لهذا المحصول الذي يغذّي مليارات البشر منا، وعلى إمكاناته الإضافية التي يمكن استغلالها.

وقد نشرت المنظمة مؤخرًا دليلًا لليوم الدولي الجديد الذي سيُحتفل به في 30 مايو/أيار تحت موضوع "قطف ثمار التنوّع، تغذية الأمل". وسيشدّد هذا اليوم على أهمية هذا المحصول في مكافحة الجوع والفقر، وفي التصدي للتهديدات البيئية التي تتعرّض لها النظم الزراعية والغذائية.

وسيسلّط اليوم الدولي الضوء أيضًا على ما يضطلع به صغار المزارعين الأسريين، الذين تشكّل النساء نسبة كبيرة منهم، من أدوار في حماية تنوّع هذا المحصول، فضلًا عن الاحتفال بما تنطوي عليه البطاطا من أهمية ثقافية وفي مجال الطهي.

وكانت البطاطا، التي يعود أصلها إلى جبال الأنديز، تُعرف باسم "زهرة حضارة الإنكا القديمة"، وكانت تشكّل محصولًا أساسيًا بالنسبة إلى أصحاب هذه الحضارة. ودخلت البطاطا إلى أوروبا في القرن السادس عشر، وانتشرت من هناك فيما بعد إلى بقية أنحاء العالم. وفي غضون خمسة قرون فقط، أصبحت البطاطا محصولًا غذائيًا رئيسيًا للمزارعين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

وتقول الأخصائية الزراعية لدى المنظمة، السيدة Makiko Taguchi، "عندما يسمع عامة الناس كلمة "بطاطا"، فإن أول ما يتبادر إلى أذهانهم هو البطاطا المقلية أو رقائق البطاطا التي لا تُعدّ بالضرورة الطريقة الأكثر صحة لاستهلاك البطاطا". وتضيف قائلة إنّ اليوم الدولي سيساعد أيضًا على عرض طرق صحية مختلفة لإعداد البطاطا واستهلاكها، "وهو ما يرتبط بتنوّع الأصناف لأن بعض الأصناف تتمتع بقيمة تغذوية أكبر".

وهناك سبب آخر يجعل الحفاظ على تنوّع البطاطا أمرًا بالغ الأهمية، وهو أن الاعتماد المفرط على عدد قليل من الأصناف يزيد من قابلية التضرر من الآفات والأمراض وآثار تغيّر المناخ. كما أن الحفاظ على الأصناف البرية، على الرغم من أنها قد لا تكون مستساغة بالنسبة إلى البشر، أمر في غاية الأهمية أيضًا لأنه يمكن استخدام سماتها الوراثية لزيادة القدرة على الصمود والخصائص التغذوية للأصناف المزروعة من خلال تربية النباتات.

ويشمل عمل المنظمة في مجال البطاطا دعم المزارعين والشعوب الأصلية في بناء القدرات على إدارة الأمراض الشائعة مثل اللفحة المتأخرة، إضافة إلى تعزيز الحلول المبتكرة لزراعة البطاطا بأقل قدر من الموارد، وتعزيز التعاون مع مختلف الجهات الفاعلة على طول سلسلة قيمة المحصول.

دعوات للعمل

ينبّهنا هذا الكتيب إلى ما يمكن أن يفعله كل واحد منا لتعزيز إنتاج البطاطا واستهلاكها بشكل مستدام.

ومن بين الإجراءات المختلفة، يمكن للحكومات والأجهزة الدولية تهيئة بيئة مواتية، ودعم البحوث، وتعزيز سلسلة قيمة المحصول، بما في ذلك من خلال تطوير التخزين البارد وإكثار البذور العالية الجودة وتوزيعها. ويمكن للشركات الغذائية التحلّي بقدر أكبر من الابتكار، وإتاحة منتجات البطاطا المغذية للمستهلكين، وتقليل الهدر. ويمكن للوالدين والمعلمين تشجيع عادات الأكل الصحية بين الشباب، وحيثما يكون ذلك مناسبًا ثقافيًا، إدراج البطاطا من مصادر محلية في وجبات الطعام في المدرسة والمنزل. ويمكن للمجتمع المدني أن ينظّم فعاليات مجتمعية تحتفي بالأهمية الثقافية للبطاطا، وأن يساعد في تطوير سلاسل قيمة عادلة ومربحة للبطاطا.

حقائق وأرقام

في ظلّ وجود حوالي 000 5 صنف للبطاطا، يؤدي تنوّع البطاطا دورًا حيويًا في الأمن الغذائي والتغذية على المستوى العالمي، وفي مساعدتها على التكيّف مع البيئات المختلفة والتصدي لتغير المناخ.

وباعتبار البطاطا ثالث أكثر المحاصيل الغذائية استهلاكًا على مستوى العالم، بعد الأرز والقمح، فإنها تعدّ عنصرًا أساسيًا في الأنماط الغذائية لمليارات البشر، وأحد عناصر النمط الغذائي لحوالي ثلثي سكان العالم.

وعلى الرغم من انخفاض المساحة المزروعة بالبطاطا عالميًا بنسبة 17 في المائة في الفترة الممتدة بين عام 2000 وعام 2020، فقد زاد الإنتاج الإجمالي بنسبة 11.25 في المائة بفضل تحسين الأصناف والممارسات الزراعية.

ويقوم ما مجموعه 159 بلدًا في العالم بزراعة محاصيل البطاطا على مساحة إجمالية تبلغ 17.8 ملايين هكتار. ويُنتج سنويًا في العالم 374 مليون طن من البطاطا.

وتُعدّ حديقة للبطاطا، تبلغ مساحتها 000 12 هكتار في جبال الأنديز في بيرو، إحدى مبادرات الصون القليلة التي تدير فيها الشعوب الأصلية مواردها الوراثية للبطاطا وتحمي بالتالي معارفها التقليدية. 

مصر الطقس