روما – افتَتح منتدى عالمي منتدى عالمي للسياسات معني بالأمن الغذائي معني بالأمن الغذائي دورته الخمسين حيث قام السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بتسليط الضوء على دوره الرئيسي الداعم في خضم أزمة الأمن الغذائي العالمي وعمله على صعيد إشراك الشباب والمساواة بين الجنسين.
وفي أعقاب دورة العام المنصرم لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، دعا السيد شو دونيو في معرض الخطاب الذي ألقاه أمام الجلسة الافتتاحية العامة لدورة لجنة الأمن الغذائية العالمي، إلى المضي في الالتزام بالتحويل العاجل للنظم الزراعية والغذائية العالمية والوطنية بغية زيادة كفاءتها وشمولها وقدرتها على الصمود واستدامتها من أجل التعجيل بالتقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال المدير العام إن للجنة الأمن الغذائي العالمي: "دور داعم هام في هذا الصدد بوصفها منتدى عالميًا متعدد الأطراف يعنى بالسياسات" ملاحظًا أن اللجنة، مدعومة بفريق خبراء رفيع المستوى وبرئاسة خبير من سويسرا، تقدم "تقارير علمية وخطوطًا توجيهية في مجال السياسات تساهم في الإدارة العالمية الاستشارية للأمن الغذائي والتغذية."
ووصف المدير العام للمنظمة مشروع توصيات السياسات بشأن تشجيع الشباب على المشاركة والعمل الذي ستتم مناقشته من قبل لجنة الأمن الغذائي العالمي هذا الأسبوع بأنه يكتسي "أهمية رئيسية في إشراك الشباب ولا سيما المزارعات الشابات والعلماء وأصحاب المشاريع التجارية في الأمن الغذائي العالمي." كما أن الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتيات في سياق الأمن الغذائي والتغذية ستوفر الدعم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والنظم الزراعية والغذائية المستدامة، على حد قوله.
التركيز على حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم
بدأت الجلسة العامة باجتماع وزاري خاص للتركيز على حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم وعلى تشجيع الاستجابات المنسقة في مجال السياسات لأزمة الأغذية في العالم جراء جائحة كوفيد-19، والصدمات الإيكولوجية والاقتصادية والصراع في أوكرانيا والصراعات الممتدة وحالات الطوارئ الأخرى حول العالم.
واستُهلت بمناقشةٍ لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2022 وسوف تتناول الأسباب الهيكلية للجوع ولسوء التغذية خلال مدة الجلسة.
ويشير التقرير إلى أن عددًا كبيرًا من البشر بلغ 828 مليون نسمة قد عانى الجوع على مستوى العالم في عام 2021. وهو ما يدل على زيادة قدرها 46 مليون نسمة منذ عام 2020، و150 مليون نسمة منذ تفشي جائحة كوفيد-19.
بالإضافة إلى ذلك، عانى 2.3 مليارات شخص في العالم من انعدام الأمن الغذائي بمستويات متوسطة أو شديدة خلال عام 2021، أي بزيادة قدرها 350 مليون شخص مقارنة بمرحلة ما قبل تفشي جائحة كوفيد-19.
وعجز ما يقارب 3.1 مليار نسمة عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي في عام 2020، بزيادة قدرها 112 مليونًا عن عام 2019 ما يعكس آثار التضخم على أسعار الأغذية الاستهلاكية جراء التداعيات الاقتصادية للتدابير الموضوعة لغاية احتواء الجائحة.
التعجيل بالعمل على الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة
وسوف تقوم الجلسة العامة أيضًا بالتداول بشأن التوجه الاستراتيجي للجنة من أجل تعجيل العمل في تنفيذ الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة (القضاء على الجوع) بناءً على سبع مسائل رئيسية تؤثر سلبًا في الأمن الغذائي والتغذية، قد حددها تقرير صدر مؤخرًا عن فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالأمن الغذائي والتغذية التابع للجنة، وهي: (1) بناء سلاسل إمدادات قادرة على الصمود ومنصفة لتحقيق الأمن الغذائي والتغذية، (2) وتقوية النظم الغذائية الحضرية وشبه الحضرية في سياق التوسّع الحضري والتحوّل الريفي، (3) والصراعات وهشاشة النظم الغذائية، (4) وتفعيل السياسات المناخية لتحقيق الأمن الغذائي والتغذية، (5) والاعتراف بدور العاملين في النظام الغذائي وبحقوقهم، (6) وبناء صلة وصل مجدية بين نظم المعارف والتكنولوجيات والممارسات المتنوعة من أجل تحقيق الأمن الغذائي والتغذية، (7) والأمراض المعدية الناشئة والمتجددة التي تطرح تحديًا أمام تحقيق الأمن الغذائي والتغذية.
وستقوم الدورة الخمسون للجنة بإطلاق عملية تقارب بين السياسات بشأن "أدوات جمع البيانات وتحليلها من أجل الأمن الغذائي والتغذية" واستعراض طرق لحفز الاستثمار الرشيد في النظم الزراعية والغذائية المستدامة من خلال حدث مواضيعي عالمي ستقوم اللجنة في سياقه بتقييم درجة تبنّي مبادئ الاستثمار الرشيد في نظم الزراعة والأغذية الصادرة عن لجنة الأمن الغذائي العالمي.
وفي إطار هذه الدورة، سينعقد حدث بشأن متابعة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية لعام 2021، بما في ذلك إطلاع المشاركين على التقدم المحرز في تنفيذ مسارات الانتقال على المستوى الوطني من قبل الأعضاء المتطوعين.
وتعدّ لجنة الأمن الغذائي العالمي، التي تستضيفها منظمة الأغذية والزراعة، منتدى شاملًا ومتعدد أصحاب المصلحة، يقوم أعضاؤها إلى جانب منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأمن الغذائي العالمي والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأصحاب مصلحة آخرين، بالعمل معًا على وضع وإقرار توصيات في مجال السياسات وتوجيهات بشأن طائفة واسعة من المسائل لمعالجة المسببات الضمنية والهيكلية للجوع ولسوء التغذية، بناء على تقارير علمية ومستندة إلى الأدلة يضعها فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالأمن الغذائي والتغذية.