اخبارنا

slider

المعونة الزراعية: تقلب الموازين في مواجهة أزمات الجوع

روما – قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم إنه ينبغي لنا أن نعيد النظر في الطريقة التي نواجه بها أزمات الجوع ونحن نرى المؤشرات المقلقة على تزايد انعدام الأمن الغذائي الحاد، وذلك من خلال معالجة أسبابها الجذرية عوضًا عن معالجة الأعراض الحالية للجوع فحسب. وكان يتحدث خلال حدث جانبي خاص يبحث في كيفية تغيير خطة العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات الناس وأولوياتهم على نحو أفضل وعكس مسار الجوع في جميع أرجاء العالم. وجرى تنظيم هذا الحدث قُبيل حلول يوم الأغذية العالمي الذي سيُحتفل به رسميًا في 14 أكتوبر/ تشرين الأول هذا العام.

وحذّر السيد شو دونيو من أنّ انعدام الأمن الغذائي الحاد آخذ في الانتشار والاستفحال مع تزامن ظهور عدد من الصدمات العالمية والمحلية، مهددًا بتقويض تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث لم تبقَ سوى سبعة مواسم زراعة فحسب من أجل تحويل مجرى الأمور.

وحسب آخر دراسة استقصائية، فإنّ عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد المرتفع هذا العام يصل إلى 222 مليون شخص – أي أنّ شخصًا واحدًا من أصل خمسة أشخاص بالكاد يجد ما يأكله ويواجه تهديدًا مباشرًا بالتعرض لسوء التغذية الحاد والموت. كما أنّ نحو مليون (1) شخص آخرين سيواجهون بشكل فعلي ظروفًا شبيهة بالمجاعة من دون تلقي مساعدات إنسانية عاجلة، وهم موزعون في خمسة بلدان هي: أفغانستان وإثيوبيا والصومال وجنوب السودان واليمن.

وقال المدير العام إنه بالرغم من الأوضاع القاتمة، لا يزال هناك متسع من الوقت من أجل عكس مسارها وتحرير أولئك الذين تخلفوا عن الركب من براثن الجوع، مشيرًا إلى أنّ الاستثمارات في الزراعة وفي قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود يمكنها أن تُحدث فارقًا.

وأشار السيد شو دونيو إلى أنه رغم الزيادة في الاستجابة الإنسانية الإجمالية، إلا أنّ نسبة 8 في المائة فقط من التمويل للعمل الإنساني توجه إلى تقديم المساعدة الزراعية العاجلة والمحددة زمنيًا في حالات الطوارئ، التي تكون أساسية من أجل بقاء الناس، مؤكدًا أن اثنين من أصل ثلاثة أشخاص ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد هم من سكان الريف، بمن فيهم المزارعون والرعاة وصيادو الأسماك وحراس الغابات. وهم معرضون بصفة خاصة لآثار الأحوال الجوية المتطرفة أو النزاعات العنيفة.

وأضاف المدير العام: "من الواضح أننا بحاجة إلى نهج جديد لوقف اتجاهات الجوع تلك وعكس مسارها. فقد حان الوقت من أجل إعادة النظر وإعادة تحديد الأهداف المنشودة. وينبغي أن يستند تحديد الأولويات وإعداد البرامج وأنشطة التوعية وتخصيص التمويل إلى الأدلة وأن يسترشد باحتياجات الناس وأولوياتهم".

وقال إنّ الزراعة توفر الحلول في خضمّ الأزمة، مشيرًا إلى ضرورة توجيه المزيد من الموارد والتمويل نحو تعزيز قدرة سكان الريف على الصمود ومساعدتهم على الحفاظ على سبل عيشهم الزراعية وتحسينها لكي يتمكنوا من إعالة أسرهم.

وأكد السيد شو دونيو أنّ الاستجابة الفعالة ستتطلب بذل جهد مركّز وجماعي من جانب جميع الشركاء وأصحاب المصلحة – أي منظومة الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية.

وقد شهد الحدث أيضًا حضور كل من السيد Rein Paulsen، مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة لحالات الطوارئ والقدرة على الصمود؛ والسيدة Aryn Baker، كبيرة المراسلين الدوليين في مجلة تايم؛ السيد محمد الجبلي، المدير التنفيذي المساعد لشؤون الامتثال والتنمية في جمعية رعاية الأسرة اليمنية؛ والسيد Ramesh Rajasingham، مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية؛ والسيدة Danielle Mutone-Smith، مدير مكتب المساعدة الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

واتفق المشاركون على ضرورة اعتبار الزراعة استجابة إنسانية أولية وأحد الحلول الطويلة الأجل الأكثر فعالية من حيث الكلفة. كما أنّ دعم الناس وسبل عيشهم وتلبية احتياجاتهم وأولوياتهم قبل غلوّ الأزمة، جميعها أمور يمكن أن تجنّب بشكل فعال الموت والمجاعة. كما تطرّق المشاركون إلى ضرورة الارتقاء بالاستثمارات في الإنتاج المحلي للأغذية وتعزيز قدرة المزارعين على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية.

مصر الطقس