جاكرتا/ روما - قام اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، بمنح فخامة السيد Joko Widodo، رئيس إندونيسيا، ميدالية أغريكولا وهي أسمى جائزة تقدمها المنظمة، خلال حفل انعقد في قصر ميرديكا الرئاسي في جاكرتا.
وقال المدير العام للمنظمة، مستخدمًا الاسم الذي يشتهر به الزعيم الإندونيسي: "لقد أسندت إندونيسيا، في ظل قيادة فخامة الرئيس Jokowi، الأولوية لتحويل نظامها الزراعي والغذائي وأحرزت تقدمًا كبيرًا فيه ضمن سياق النمو الاقتصادي المستدام، بالرغم من التحديات وأوجه عدم اليقين التي يواجهها العالم، بما في ذلك جائحة كوفيد-19".
وأشار إلى أنّ هذا التركيز والنجاح منقوشان على ميدالية أغريكولا التي كتب عليها ما يلي: تزيد قوتنا معًا من أجل نظم زراعية وغذائية مستدامة وقادرة على الصمود. وقال السيد شو دونيو إنّ هذه العبارة تجسد أيضًا توجهه منذ أن تولى منصبه في المنظمة في عام 2019، من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية بوصفه أساسًا لضمان الأمن الغذائي العالمي.
وقال فخامة الرئيس الإندونيسي في الكلمة التي ألقاها لمناسبة استلاكه الجائزة: "نهدي ميدالية أغريكولا هذه إلى جميع المزارعين وجميع الأشخاص الذين ساهموا بشكل فاعل في تعزيز القطاع الزراعي." وأبدى أيضًا أمله في أن "تحفّز هذه الجائزة المرموقة في مجال الأغذية والزراعة الطاقة الجماعية في إندونيسيا للمساهمة بقدر أكبر في تحقيق الأمن الغذائي في العالم."
وقال المدير العام للمنظمة إنّ منح الميدالية للرئيس الإندونيسي هو معلم بارز كونها تقرّ بالأهمية المتزايدة التي تكتسيها إندونيسيا باعتبارها بلدًا كبيرًا في الإقليم وفي العالم أجمع. كما أنها "اعتراف بالتعاون التاريخي والمتواصل بين المنظمة وإندونيسيا المستمرّ منذ نحو سبعة عقود".
وتشمل المجالات التي تعمل فيها المنظمة وإندونيسيا معًا زيادة إنتاج الأغذية؛ والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية؛ والتنوع البيولوجي للمحاصيل؛ والتكيف مع آثار أزمة المناخ والتخفيف من حدتها؛ واستعادة النظام الإيكولوجي؛ ورصد الغابات؛ وإدارة الموارد الطبيعية. كما يركّز العمل أيضًا على إسناد الأولوية للترابط القائم بين الأغذية والغابات والمياه والطاقة.
وقال المدير العام إنّ التعاون بين المنظمة وإندونيسيا في السنوات الأخيرة يجسد أيضًا تقاربًا آخر بين الطرفين، وهو تقارب في الرؤى المستقبلية، بين رؤية الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، ورؤية "إندونيسيا الذهبية لعام 2045" - التي ستتزامن مع مرور 100 عام على استقلال إندونيسيا.
التعاون بين المنظمة وإندونيسيا
سلّط السيد شو دونيو الضوء على ثلاثة مجالات محددة تتعاون فيها المنظمة مع إندونيسيا، حيث التزمت المنظمة بزيادة دعمها لها من خلال تقديم المعارف والخبرات التقنية والمهنية:
أولاً: الزراعة الرقمية، بما فيها الزراعة الإلكترونية. مبادرة القرى الرقمية التي تعزز الرقمنة في الزراعة وتربية الأحياء المائية في إندونيسيا، لا سيما في صفوف رواد المشاريع الشباب.
ثانيًا: التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي. الدعم الذي تقدمه المنظمة لتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي وتيسيره في إندونيسيا له تاريخ عريق. ففي عام 1985، عمل 4 ملايين مزارع إندونيسي على إنشاء صندوق المزارعين الإندونيسي، وعهدوا به إلى المنظمة من أجل دعم المزارعين في أفريقيا. وفي عام 2021، وقّعت المنظمة وإندونيسيا مذكرة تفاهم بشأن التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، وفي شهر فبراير/ شباط من هذا العام، عقدت المنظمة وحكومة إندونيسيا حلقة عمل لغرض توطيد أواصر التعاون.
ثالثًا: تربية الأحياء المائية. تتعاون المنظمة من خلال وزارة الشؤون البحرية ومصايد الأسماك، في سياق خارطة طريق الاقتصاد الأزرق في إندونيسيا وخارطة طريق التحوّل الأزرق التي وضعتها المنظمة، من أجل إنجاز جملة أمور منها استعراض الاستراتيجية الوطنية للأمن البيولوجي لتربية الأحياء المائية واستراتيجية إدارة الموارد الوراثية المائية.
ووصف السيد شو دونيو ميدالية أغريكولا بأنها رمز للتعاون الوثيق بين المنظمة وإندونيسيا. كما توجه المدير العام للمنظمة إلى الرئيس الإندونيسي بالقول: "لقد تجلّت أيضًا قيادتكم الحكيمة أمام العالم من خلال رئاسة إندونيسيا الناجحة لمجموعة العشرين التي أنشأتم عبرها قيادة عالمية جماعية متينة".
وقال إنّ فخامة الرئيس Joko Widodo قد استرعى انتباه قادة العالم إلى أهمية وجود بيئة مواتية وإلى الحاجة الماسة إلى إبرام شراكات فعالة لضمان النمو المستدام والشامل وتعزيز الإنتاجية، إلى جانب التركيز على ضرورة زيادة القدرة على الصمود والاستقرار.
وقال السيد شو دونيو إنّ ميدالية أغريكولا لمنظمة الأغذية والزراعة يمنحها مديرها العام للقادة الاستثنائيين الذين أبدوا الالتزام والعمل من أجل دعم ولاية المنظمة في القضاء على الجوع والحد من الفقر وضمان الأمن الغذائي والتغذية للجميع.