لاباز/روما - جدّدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) يوم الاثنين التزامها بحماية قطاع الإبليات وتنميته بشكل مستدام إلى جانب بوليفيا، إبان استضافة هذا البلد الواقع في جبال الأنديز الاجتماع الإقليمي حول الإبليات في أمريكا الجنوبية احتفالًا بالسنة الدولية للإبليات 2024.
ويؤكّد هذا الحدث، الذي حمل شعار "تغذية الحياة من أجل الحفاظ على المستقبل"، على ريادة بوليفيا في تعزيز الجوانب الثقافية والاقتصادية والإيكولوجية والاجتماعية للإبليات في أمريكا الجنوبية، بموازاة بحثها عن سبل لحماية الإبليات وموائلها والمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها.
وأدّت بوليفيا دورًا رائدًا في المبادرة من أجل الدفع نحو سنة دولية مخصصة لهذه الحيوانات والتي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2017. ويضطلع هذا البلد الواقع في جبال الأنديز، إلى جانب المملكة العربية السعودية، بدور رئيسي في تنفيذ هذه المبادرة. وتهدف السنة الدولية إلى التوعية بالدور الأساسي الذي تؤديه الإبليات في حياة الشعوب الأصلية والمحلية والريفية في أكثر من 90 بلدًا، خاصة في المناطق الصحراوية والجبلية.
وقد أطلقت منظمة الأغذية والزراعة، باعتبارها وكالة الأمم المتحدة الرائدة للسنة الدولية، السنة في مقرها الرئيسي في ديسمبر/كانون الأول 2023. وحضر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة السيد شو دونيو الجلسة الافتتاحية يوم الاثنين إلى جانب رئيس بوليفيا فخامة السيد Luis Alberto Arce Catacora.
وأكّد السيد شو دونيو على الأهمية الثقافية والبيئية للإبليات، مشددًا مجددًا على ضرورة حماية هذه الأنواع والنظم الإيكولوجية التي تعيش فيها.
وقال: "لقد عملنا معًا خلال عام 2024 على إذكاء الوعي بإمكانات الإبليات، وزيادة الاستثمار في البحث والإرشاد لتطوير قطاع الإبليات. ومن الضروري أن نواصل العمل معًا بعد عام 2024 لتطوير قطاع الإبليات بشكل مستدام لأنه يتمتع بإمكانات غير مستغلة، وذلك في سياق محاولة النهوض بالجهود العالمية الرامية إلى تحقيق خطة عام 2030 للتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة".
وحضر أيضًا نائب رئيس بوليفيا معالي السيد David Choquehuanca Cespedes، ووزيرة العلاقات الخارجية معالي السيدة Celinda Sosa Lunda، ووزير التنمية الريفية والأراضي معالي السيد Juan Yamil Flores.
وضمّ الاجتماع حكومات ومنتجين في قطاع الإبليات ومنظمات دولية وخبراء أكاديميين لمعالجة التحديات في قطاع الإبليات. ووفّر هذا الحدث منصة لتعزيز التعاون الدولي وتبادل المعارف بشأن الممارسات المستدامة لحماية الإبليات وموائلها والمجتمعات التي تعتمد عليها.
الدور الحاسم الذي تؤديه الإبليات في مرتفعات الأنديز
تتوافق جهود الدعوة التي تبذلها بوليفيا بشكل وثيق مع عدد من أهداف التنمية المستدامة الرئيسية وتركّز على القضاء على الفقر، وتحقيق الأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين، وإدارة المياه، والعمل المناخي.
وفي أمريكا الجنوبية على وجه الخصوص، تعدّ الإبليات مثل اللاما والألباكا والفيكونيا والغواناكو، ضرورية للمجتمعات المحلية منذ آلاف السنين، حيث إنها لا توفر موارد اقتصادية فحسب، بل تتمتع أيضًا بقيمة ثقافية ورمزية. وتشكل الإبليات في أمريكا الجنوبية جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات الوطنية الرامية إلى الحدّ من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والفقر في الريف. وتقوم 000 200 أسرة بتربية وإدارة هذه الحيوانات في مرتفعات جبال الأنديز. وفي بوليفيا على سبيل المثال، تعدّ اللاما مصدرًا حيويًا للحوم والصوف. وعلى الرغم من القيمة العالية للعديد من المنتجات، يواجه هذا القطاع تحديات اجتماعية واقتصادية.
وتركّز مبادرة بوليفيا على الإدارة المستدامة لأنواع الإبليات التي تكتسي أهمية بالغة في المناطق المعرّضة لخطر التصحّر والضرر البيئي. وتتكيف الإبليات بشكل جيد مع هذه النظم الإيكولوجية الضعيفة، ولها تأثير ضئيل على البيئة وتتسم بالرعي الفعّال. ولكنها تواجه مع ذلك تهديدات على غرار فقدان الموائل والصيد الجائر وتغيّر المناخ. ويهدف الاجتماع الإقليمي إلى معالجة هذه التحديات من خلال حلول مبتكرة واستراتيجيات تعاونية.
وتعمل منظمة الأغذية والزراعة بطرق مختلفة لدعم إنتاج الإبليات وإدارتها في مختلف أنحاء العالم. ففي بوليفيا، على سبيل المثال، تعمل المنظمة مع الحكومة والمجتمعات المحلية لتشجيع الإدارة المستدامة والعادلة لألياف الألباكا.
ومن خلال تعزيز الإدارة المستدامة لهذه الحيوانات، تساعد منظمة الأغذية والزراعة في الحفاظ على هذه النظم الإيكولوجية وحماية سبل عيش الفئات التي تعتمد عليها. ويشكل عمل منظمة الأغذية والزراعة في مجال الإبليات جزءًا أساسيًا من جهودها الأوسع نطاقًا الرامية إلى تعزيز الإدارة المستدامة للثروة الحيوانية والتنمية الريفية.