تيغوسيغالبا - أكّد السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، في افتتاح المنتدى الأول للبنّ العادل والمستدام في هندوراس، على الحاجة الماسة إلى تبادل المعارف وتحويل قطاع البنّ ليصبح أكثر كفاءة وشمولاً واستدامة وقدرة على الصمود.
وأوضح السيد شو دونيو أنه في ظل العديد من التحديات المعقدة والمترابطة التي تواجه العالم مثل انعدام الأمن الغذائي وأزمات المناخ والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، يمكن لقطاع البنّ، الذي تبلغ قيمة إنتاجه العالمي حوالي 15 مليار دولار أمريكي سنويًا، أن يؤدي دورًا أساسيًا في العديد من السياقات المتعلقة بتحويل النظم الزراعية والغذائية في العالم.
ويساهم صغار المنتجين بنسبة كبيرة من الإنتاج العالمي، فيما تمثل صادرات البنّ مصدرًا هامًا للإيرادات في العديد من البلدان المنخفضة الدخل. لكنّ السيد شو دونيو حذّر قائلًا: "يواجه قطاع البنّ تحديات عدة ينبغي إيلاؤها اهتمامًا عاجلًا مثل فقدان التنوع البيولوجي والآفات والأمراض والتقلبات الشديدة في الأسعار وسوى ذلك من تحديات".
ويضم منتدى البنّ، الذي تنظمه جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي CELAC))، ممثلين من جميع البلدان الأعضاء في الكتلة الإقليمية تقريبًا البالغ عددها 33 بلدًا والتي ترأسها هندوراس في الوقت الراهن. ويجري فيه عرض بعض من أجود أنواع حبوب البنّ في العالم، كما أنه يتيح الفرص لإقامة تحالفات تجارية واستكشاف سبل تطوير قطاع البنّ في الإقليم.
وأثنى المدير العام على هندوراس وبلدان أخرى منتجة للبنّ في المنطقة مثل البرازيل، إزاء حصولها مؤخرًا على تأييد الدورة السادسة والسبعين للجنة مشكلات السلع في المنظمة لتخصيص يوم دولي للبنّ. وأفاد بأنه سيجري النظر في توصيات اللجنة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
قطاع البنّ في هندوراس
تعتمد هندوراس، وهي أكبر منتج للبنّ في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، والمصنفة من بين أول 10 دول منتجة للبنّ على مستوى العالم، اعتمادًا كبيرًا على قطاع البنّ لديها. ويؤدي هذا القطاع دورًا هامًا في تنمية اقتصاد البلاد، حيث يتيح العديد من فرص العمل ويزيد إيرادات التصدير ويدعم سبل عيش صغار المزارعين. وحيث إنّ هندوراس تصدّر نسبة تزيد عن 90 في المائة من إنتاجها من البنّ، فإنّ هذا القطاع يمثل أيضًا مصدرًا أساسيًا للعملات الأجنبية.
وقال المدير العام للمنظمة: "لا بدّ من إسناد الأولوية للحلول المؤثرة من أجل تمكين قطاع البنّ من الاستفادة من إمكاناته"، وحدد بعض الأولويات الرئيسية.
ومن بين هذه التحديات، تحديث البنى التحتية والتكنولوجيا من خلال الاستثمار في مرافق تجهيز البنّ المتطورة، وقنوات التسويق، وشبكات النقل، بغية تحسين جودة البنّ والحد من الخسائر في مرحلة ما بعد الحصاد.
وتحدّث السيد شو دونيو أيضًا عن ضرورة تعزيز الممارسات الزراعية القادرة على الصمود في وجه المناخ - مثل زراعة البنّ في الظل والحراجة الزراعية - وذلك لحماية المحاصيل من الظروف المناخية القصوى والآفات وتحسين سلامة التربة، ودعا هندوراس إلى التركيز على تدابير التكيف مع المناخ.
وسلّط الضوء كذلك على أهمية تعزيز سلسلة قيمة البنّ من خلال بناء علامة تجارية وطنية قوية وتوسيع العلاقات التجارية الدولية من أجل زيادة القيمة المضافة ورفع دخل صغار المزارعين. وأخيرًا، أوضح أنّ تمكين مزارعي البنّ عن طريق تدريبهم على أفضل الممارسات وحصولهم على القروض ورؤى السوق هو أمر ضروري لتحقيق النجاح على المدى الطويل.
وأكّد السيد شو دونيو مجددًا استعداد المنظمة للعمل مع حكومة هندوراس لتقديم الدعم الفني من أجل تطوير قطاع البنّ. وحثّ على مواصلة التعاون لإحداث تغييرات ملموسة في هذا القطاع.
واختتم حديثه قائلاً: "سأكون حاضرًا هنا لدعم هذه المهمة التاريخية التي تشكل جزءًا من ولاية المنظمة المتمثلة في تعزيز سلاسل القيمة لصالح صغار المزارعين وبناء مستقبل أفضل".
ويستمر منتدى البنّ العادل والمستدام في جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي حتى يوم الخميس تحت شعار "الزراعة والاقتصاد الأسري من أجل التنمية الإقليمية".