أيلول، روما - أصبح نظام استزراع أسماك الشبوط في الأحواض الفريد من نوعه في النمسا، ونظام الحراجة الزراعية لزراعة السالاكة أو فاكهة الثعبان في بالي، إندونيسيا، ونظام الحراجة الزراعية للكاكاو في سان تومي وبرينسيبي، أحدث الإضافات إلى نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية.
وتضمنت النظم التي تم تحديدها رسميًا خلال اجتماع المجموعة الاستشارية العلمية التابعة لنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في 19 سبتمبر/أيلول، أولى النظم التي تمت الموافقة عليها من كل من إندونيسيا وساو تومي وبرينسيبي وثاني نظام من النمسا.
وتتمتع المواقع المختارة، في إطار البرنامج الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، بأهمية عالمية تدل على وجود الأمن الغذائي وأمن سبل العيش، والتنوع البيولوجي الزراعي، ونظم وممارسات المعرفة المستدامة، والقيم الاجتماعية والثقافة، فضلًا عن المناظر الطبيعية المميزة. ويعرض العديد من المواقع ممارسات ممتازة تجعل النظم الزراعية والغذائية أكثر قدرة على الصمود في وجه تغير المناخ، وتقوم باستخدام التنوع البيولوجي وإدارة النظم الإيكولوجية على نحو مستدام.
ومع أحدث إضافة إلى قائمة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، باتت شبكة التراث الزراعي العالمية التابعة للمنظمة تتكون الآن من 89 نظامًا في 28 بلدًا حول العالم.
الاستزراع الفريد من نوعه لأسماك الشبوط النمساوية في الأحواض
يعتبر استزراع أسماك الشبوط في الأحواض في منطقة فالدفرتيل في النمسا السفلى نظامًا فريدًا لتربية الأحياء المائية يعود تاريخه إلى 900 عام. وتحافظ هذه الممارسة التي يتم فيها استخدام كثافة تخزين منخفضة وممارسات تقليدية، على نظام إيكولوجي متنوع بيولوجيًا يرتبط بالغابات المحيطة.
وتدعم هذه الممارسة المستدامة التنوع البيولوجي، وتحافظ على المياه وعلى التراث الثقافي من خلال إنتاج أسماك الشبوط العالية الجودة ومنتجات سمكية مبتكرة. ويدعم نظام الاستزراع هذا الاقتصاد المحلي ليس فقط من خلال بيع أسماك الشبوط وإنما أيضًا من خلال تشجيع السياحة الزراعية والاستخدام المبتكر لجلود الشبوط في صناعة الأكسسوارات.
وإلى جانب إنتاج الأغذية، تقدم الأحواض خدمات إيكولوجية مثل الاحتفاظ بالمياه، والسيطرة على الفيضانات، واحتجاز الكربون، مما يساعد على تنظيم المناخ الموضعي المحلي. وهي أيضًا بمثابة موائل مهمة لمجموعة متنوعة من الأنواع، بما في ذلك الطيور والحشرات والحياة المائية، مما يساهم في التنوع البيولوجي الإقليمي.
ويساعد أيضًا الحفاظ على هذا النظام الإيكولوجي المتنوع في صون التنوع الوراثي لأسماك الشبوط والأنواع الأخرى، وهو أمر حيوي للتكيف مع التغيرات البيئية في المستقبل.
نظام السالاكة للحراجة الزراعية في كارانغاسيم، بالي
يدمج نظام الحراجة الزراعية هذا الموجود في كارانغاسيم، بالي - المنطقة الأكثر جفافًا في الجزيرة - زراعة السالاكة - المعروفة أيضًا باسم فاكهة الثعبان بسبب قشرتها التي تشبه جلد الثعبان - مع محاصيل متنوعة. وقد تم تطوير هذا النظام من جانب سكان بالي الأصليين باستخدام نظام سوباك التقليدي لإدارة المياه.
ويعزز ذلك التنوع البيولوجي، ويحافظ على المياه، ويحتجز الكربون، ويدعم الأمن الغذائي، مع الحفاظ في الوقت نفسه على التراث الثقافي وسبل العيش المحلية.
ويتم استخدام كل جزء من نخلة السالاكة، مما يجعلها محصولًا لا يخلّف أي نفايات. وتعزز هذه الممارسة الاستدامة وكفاءة الموارد. وفي الوقت نفسه، يدمج النظام زراعة السالاكة مع مختلف المحاصيل الأخرى، بما في ذلك المانغو والموز والنباتات الطبية، مما يخلق مشهدًا زراعيًا غنيًا ومتنوعًا من الناحية البيولوجية.
ويُعبّر هذا النظام المتجذر في فلسفات بالي التقليدية مثل "Tri Hita Karana" و"Tri Mandala"، عن علاقة متناغمة بين الإنسان والطبيعة والروحانيات التي تم إدراجها ضمن المناظر الطبيعية الثقافية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
نظام الحراجة الزراعية للكاكاو في سان تومي وبرينسيبي
يشتهر نظام الحراجة الزراعية للكاكاو في سان تومي وبرينسيبي بمنتجات الكاكاو من نوعAmelonado العالي الجودة. فهو يجمع بين الزراعة التقليدية والمحاصيل المتنوعة لتحسين الأمن الغذائي، وتعزيز سبل عيش الأسر الزراعية، والحفاظ على التراث الثقافي وعلى التنوع البيولوجي. ويجسد هذا النظام قدرة شعبه على الصمود من خلال التزامهم باتباع ممارسات وتنمية مستدامة، رغم تاريخ طويل من الاستعباد وعدم المساواة والنزاعات.
ويعدّ الكاكاو مصدرًا رئيسيًا للدخل المتأتي من التصدير، ولكنّ دمج المحاصيل المتنوعة مثل الموز وفاكهة الخبز والقلقاس يوفر مصادر إضافية لتأمين الأغذية والمداخيل، مما يعزز القدرة على الصمود في مواجهة تقلبات السوق والضغوط البيئية.
وتمثل الغابات الاستوائية في سان تومي وبرينسيبي أولوية عالمية للحفاظ عليها، كونها ثاني أعلى أولوية للحفاظ على الطيور والحيوانات بين 75 غابة أفريقية. وتعدّ البلاد رائدة في مجال الزراعة العضوية، إذ يتمّ اعتماد أكثر من 25 في المائة من أراضيها الزراعية للإنتاج العضوي.
وتركّز التعاونيات المحلية على منتجات التجارة المنصفة العالية الجودة، وتُشرك النساء والرجال على حدٍّ سواء، مما يعزز الإدماج بين الجنسين ويحسّن سبل عيش المزارعين.