اخبارنا

slider

منظمة الأغذية والزراعة تفتتح مؤتمرًا رائدًا يهدف إلى مواجهة تهديدات الأمراض الحيوانية

روما - افتتحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم المؤتمر العالمي بشأن الابتكار في مجال صحة الحيوان والمراكز المرجعية واللقاحات، وهو مؤتمر المنظمة الأول من نوعه الذي يهدف إلى التصدي للأمراض الحيوانية التي تكبّد العالم كلفة تبلغ مئات المليارات من الدولارات سنويًا وتشكل تهديدًا لصحة الإنسان والأمن الغذائي العالمي وسبل العيش.

وشدّد المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو على "التحديات الملحة التي تهدد إنتاجية نظم الثروة الحيوانية وقدرتها على الصمود في جميع أنحاء العالم"، بما في ذلك الأمراض المعدية ومسببات الأمراض الناشئة وأعباء الأمراض المستوطنة وتغير المناخ". وقال السيد شو دونيو في ملاحظاته الافتتاحية التي ألقيت نيابة عنه: "إنّ التصدي لهذه التحديات يتطلب بذل جهود موحدة والاستفادة من خبراتنا ومواردنا الجماعية".

خطوة هامة

وقال المدير العام للمنظمة إنّ هذا الحدث الذي يمتدّ على ثلاثة أيام يمثل "خطوة هامة في جهودنا المبذولة لتحسين صحة الحيوان من أجل التحول المستدام لنظم الثروة الحيوانية". 

وكان من بين المشاركين معالي السيد Girma Amente، وزير الزراعة في إثيوبيا، ومعالي السيد المختار ولد كاكيه، وزير التنمية الحيوانية في موريتانيا، ومعالي السيد Hassan Hussein Mohamed، وزير الثروة الحيوانية والغابات والمراعي في الصومال، ومعالي السيد Rwamirama Bright Kanyontore، وزير الدولة للزراعة والصناعة الحيوانية ومصايد الأسماك في أوغندا، ومعالي السيد Arian Jaupllari، نائب وزير الزراعة والتنمية الريفية في ألبانيا، والسيدة Alka Upadhyaya، أمينة إدارة تربية الحيوانات وإنتاج الألبان في الهند، والسيدة Emmanuelle Soubeyran، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وخبراء في مجال صحة الحيوان من جميع أنحاء العالم.

 وتؤثر الأمراض الحيوانية مثل طاعون المجترات الصغيرة، وأنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض وحمى الخنازير الأفريقية تأثيرًا مباشرًا على سبل عيش المزارعين لأنها تتسبب بارتفاع معدل نفوق الثروة الحيوانية وانخفاض إنتاجيتها، مما يؤدي إلى ما يلي:

-       تكبد الاقتصاد العالمي كلفة تصل إلى 300 مليارات دولار أمريكي في السنة

-       فقدان نسبة تقارب 20 في المائة من إنتاج الحيوانات بسبب الأمراض

-       إمكانية انتقال نسبة 75 في المائة من الأمراض الحيوانية الناشئة إلى الإنسان 

ويمثل تلقيح الحيوانات أحد أكثر التدابير استدامة وفعالية من حيث الكلفة للوقاية من الأمراض المعدية الناشئة والمستجدة ومكافحتها. فهو يخفض معدل نفوق الحيوانات ويحدّ من الخسائر الاقتصادية ويقلل الحاجة إلى استخدام مضادات الميكروبات ويساعد على حماية صحة الإنسان والأمن الغذائي وسبل عيش المزارعين.

ويهدف المؤتمر إلى النهوض بالجهود العالمية بغية تعزيز صحة الحيوان ومنع تفشي الأمراض وتشجيع الإنتاج الحيواني المستدام وتطبيق نهج "صحة واحدة". 

بيد أنّ تحقيق ذلك يستدعي التغلب على العديد من التحديات، بما في ذلك الأمراض المعدية وتغير المناخ ومسائل الإنتاجية والقدرة على الصمود. 

دور المنظمة

تؤدي المنظمة دورًا فعالًا في التصدي لهذه التحديات. حيث إنها تدعم برامج الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وتستجيب لحالات الطوارئ، وتبني القدرات، وتضمن توفير لقاحات بيطرية عالية الجودة، ويصبّ كل ذلك في إطار تعزيز الأمن الغذائي وسبل العيش. 

وسيكون من بين الأهداف التي يتوخى اجتماع هذا الأسبوع تحقيقها استكشاف سبل دمج الآليات والمعارف الحالية مع أدوات جديدة ومحسنة من أجل تخفيف العبء العالمي للأمراض الحيوانية.

كما أنه سيسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تؤديه المراكز المرجعية التابعة للمنظمة البالغ عددها 80 مركزًا في جميع أنحاء العالم، وهي مؤسسات مخصصة لتقديم المشورة والخدمات الفنية المحددة في 25 مجالًا مواضيعيًا بالغ الأهمية بالنسبة إلى الدول الأعضاء. وتقوم مراكز الامتياز هذه بتوفير الخبرات والتدريب في مجال تشخيص الأمراض وعلم الأوبئة والبحوث البيطرية التطبيقية، وتدعم تنمية القدرات وتؤدي دورًا حاسمًا في تعزيز استدامة نظم الثروة الحيوانية وقدرتها على الصمود. وتعمل شبكة مختبرات التشخيص البيطري المشتركة بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية (VETLAB) على تعزيز التعاون العالمي بين مختبرات التشخيص البيطري.

وستتاح الفرصة أمام البلدان للإعراب عن أولوياتها والتحديات التي تواجهها، وسيجري تيسير الحوار مع أصحاب المصلحة لاستكشاف آليات الدعم الممكنة. وسيقوم خبراء المراكز المرجعية وشبكة VETLAB ومعاهد البحوث ومنتجي اللقاحات والعلماء بحشد قدراتهم من أجل دعم الأولويات الإقليمية، ما يضمن الوصول العادل إلى الخبرات والموارد.

وسيدعو المؤتمر إلى زيادة المراكز المرجعية في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات، وتحسين المراكز الحالية، وتوطيد التعاون، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. 

ومن بين المواضيع المهمة الأخرى معالجة المسائل المتعلقة بالإمدادات الآمنة والميسورة الكلفة من اللقاحات السليمة والفعالة التي تمثل حجر الزاوية في مكافحة الأمراض والقضاء عليها. ومن المتوقع أن يشدد المشاركون على أهمية النُهج المبتكرة في علم اللقاحات وتوفير اللقاحات العالية الجودة لجميع مربي الثروة الحيوانية. 

وسيضم المؤتمر كجزء لا يتجزأ منه معرضًا يمثل فرصة لعرض أحدث الابتكارات وأفضل الممارسات التي تساهم في النهوض بالجهود العالمية الرامية إلى تحسين صحة الحيوان والوقاية من تفشي الأمراض وتعزيز الإنتاج الحيواني المستدام وتطبيق نهج "صحة واحدة". 

انتصار تاريخي

كان من بين الإنجازات الأخيرة التي حققتها المنظمة في مجال صحة الحيوان خلال السنوات الأخيرة القضاء على الطاعون البقري الذي وصفه المدير العام بأنه "انتصار تاريخي أظهر قوة التعاون العالمي والابتكار العلمي". وشدد على أنّ "المنظمة تبقى ملتزمة بالتصدي للأمراض الحيوانية العابرة للحدود والناشئة والأمراض الحيوانية المصدر، فضلًا عن مقاومة مضادات الميكروبات، وهي تهديدات تحيق بصحة الحيوان والإنسان على حد سواء". بالإمكان الاطلاع على المزيد من عمل المنظمة في مجال صحة الحيوان من خلال الرابط التالي.

مصر الطقس