اخبارنا

slider

مزج المعارف والتقاليد في المركز العالمي المعني بالنظم الغذائية لدى الشعوب الأصلية

روما - التقت اليوم مجموعة من الباحثين والخبراء والمسؤولين المنحدرين من الشعوب الأصلية وغير الأصلية من جميع أرجاء العالم في المركز العالمي المعني بالنظم الغذائية لدى الشعوب الأصلية، الذي أقيم حفل افتتاحه في خيمة بدوية تمثل الشعب السامي من القطب الشمالي، فتحوّل مكان في قلب روما إلى واحدة من مناطق الشعوب الأصلية.

وهذا الاجتماع الخاص بالمركز العالمي هو اجتماع بالحضور الشخصي يستضيفه المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، وينعقد خلال أسبوع يوم الأغذية العالمي ومنتدى الأغذية العالمي ويركّز على الدور الحاسم الذي تؤديه نظم المعرفة لدى الشعوب الأصلية في رسم معالم التحول المستدام للنظم الغذائية.

وقد بات المركز العالمي مستودعًا للأفكار منذ أن أقرّته لجنة الزراعة في عام 2020 وهو يستنبط أساليب جديدة لتوليد المعارف. ويجمع المركز بين الباحثين من الشعوب الأصلية وغير الأصلية، ما يحقق المساواة في احترام المعارف الأكاديمية ومعارف الشعوب الأصلية. وغالبًا ما يغض المجتمع العلمي وصانعو السياسات الطرف عن معارف الشعوب الأصلية، إلّا أنها مكنز للحلول التي تغير قواعد اللعبة ويحتاج إليها العالم لمواجهة التحديات المعاصرة، من أزمة المناخ إلى التحول المستدام للنظم الزراعية والغذائية على نطاق العالم.

ورحّب المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو، خلال حفل الافتتاح بجميع المشاركين، ومنهم سلطات رفيعة المستوى، وشجّعهم على المشاركة والتعاون على نحو فعال في عمل المركز العالمي. كما شكر أيضًا حكومة النرويج والشعب السامي على دعمهم في إحضار الخيم البدوية إلى روما، ما ساعد على دعم المبادرة وأكّد على الأهمية التي توليها المنظمة لإشراك الشعوب الأصلية بشكل هادف في عملها.

وقال المدير العام: "يُعتبر مختبر أغذية الشعوب الأصلية [الخيمة البدوية] شاهدًا على قوة النظم الغذائية والمعرفية لدى الشعوب الأصلية. وهو يجمع بين المعارف التقليدية والتكنولوجيا والابتكارات الحديثة، فيواكب المستقبل مع الوفاء للإرث الثقافي". وأضاف السيد شو دونيو: "ينبغي علينا جميعًا أن نتعلم من الشعوب الأصلية ومن قدرتها على إرساء توازن بين احترام الطبيعة وضمان الغذاء الكافي".

وسيشهد هذا الأسبوع مناقشات وموائد مستديرة سوف تركّز بشكل خاص على دمج النظم المعرفية في حيّزات السياسات العالمية. ويعمل المركز العالمي على التوعية بمعارف الشعوب الأصلية، وهو يجمع بين 50 خبيرًا - منهم نسبة 50 في المائة من الشعوب الأصلية، معظمهم من النساء والشباب - من 15 جامعة و12 منظمة من منظمات الشعوب الأصلية وشبكتين بحثيتين عالميتين للشعوب الأصلية.

عمل المنظمة في مجال الشعوب الأصلية

تحتفل المنظمة هذا العام بالذكرى السنوية العاشرة لإنشاء وحدة الشعوب الأصلية ضمن شعبة الشراكات والتعاون مع الأمم المتحدة، وهي تمثل عقدًا مكرّسًا للعمل جنبًا إلى جنب مع الشعوب الأصلية، وقيادة الاعتراف بالنظم الغذائية والمعرفية لدى الشعوب الأصلية، وتعزيز حقوق الشعوب الأصلية.

ومنظمة الأغذية والزراعة هي المنظمة التي تقود جهود الأمم المتحدة في سبيل حماية الشعوب الأصلية والاعتراف بمساهمتها في النظم الغذائية والمعرفية لديها، وتتولى المنظمة توفير خدمات الأمانة للمركز العالمي. وفي عام 2021، أعدّ المركز العالمي وثيقة ويفالا التي أقرّت المجموعات العلمية بأنها تشكل وثيقة مرجعية في قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، وهي أداة رئيسية لفهم التفرّد الذي تتسم به النظم الغذائية والمعرفية لدى الشعوب الأصلية في الأقاليم الاجتماعية والثقافية السبعة في العالم.

ويهدف اجتماع هذا العام أيضًا إلى مواصلة العمل بين الدورات قبل انعقاد الدورة الثالثة لمنتدى الأمم المتحدة العالمي لشباب الشعوب الأصلية (UNGIYF) - وهو حدث يقام كل سنتين وستستضيفه المنظمة في عام 2025 بمشاركة شباب الشعوب الأصلية من الأقاليم الاجتماعية والثقافية السبعة - من أجل الدفع قدمًا بتوصيات "إعلان شباب الشعوب الأصلية بشأن حماية سبعة أجيال".

ويُعقد اجتماع المركز العالمي أيضًا في الفترة التي تسبق حفل افتتاح متحف وشبكة الأغذية والزراعة التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، الذي سيقام في عام 2025 في إطار الاحتفالات بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة. ويشير المدير العام للمنظمة إلى أنّ المتحف والشبكة "سيشكلان حيزًا تفاعليًا ورقميًا وتثقيفيًا مفتوحًا أمام العالم، حيث سيعرضان أهمية المعارف التقليدية إلى جانب التطورات في مجالات العلوم والإنتاج الزراعي والابتكار، فضلًا عن دور النساء والشباب والشعوب الأصلية في تهيئة مستقبل مستدام".

المواضيع والشعارات والتقاليد  

ستستضيف الخيمتان البدويتان للشعوب الأصلية جلسات فنية وأنشطة تهدف إلى التوعية بمجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك الحاجة إلى حماية الشعوب الأصلية من العنف، وآثار الأغذية العالية التجهيز والعمليات الانتقالية في مجال الطاقة، وتعزيز نهج الاستعادة البيولوجية الذي تتبعه الشعوب الأصلية. وينبغي إشراك الشعوب الأصلية على نحو مناسب في الوفاء بالالتزامات الدولية المتعلقة باتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، حيث إنها تغير قواعد اللعبة في الحفاظ على التنوع البيولوجي، والعمل في مجال تغير المناخ، والأمن الغذائي والتغذية.

ومن المقرر أن يشارك موسيقيون وطهاة من السكان الأصليين من جميع أنحاء العالم في المركز العالمي لتشاطر تقاليدهم في تذوق الأغذية وفنونهم وتعابيرهم الروحية المتجذرة في نظمهم الغذائية والمعرفية والكونية. وسيجتمع السكان الأصليون وغير الأصليين في جلسة حول موقد مشتعل، حيث سيروون القصص ويقيمون الطقوس ويتناقلون التقاليد الشفهية خلال سلسلة من الأحاديث حول النار في المركز العالمي، بالإضافة إلى أحاديث الخيمة، التي ستقدم عروضًا من خبراء عالميين توفر رؤى حول مواضيع تتعلق بآراء الشعوب الأصلية واعتباراتها.

مصر الطقس