اخبارنا

slider

الممر الجاف في أمريكا الوسطى: تحويل حالة الطوارئ إلى فرص

روما - قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء خلال  منتدى الأغذية العالمي أنه في ظل ارتفاع معدّلات الجوع في المناطق الريفية إلى مستويات عالية جدًا في منطقة الممر الجاف في أمريكا الوسطى، حان الوقت "لتحويل هذا الممر الذي يعاني من حالة طوارئ إلى ممر للفرص".

وقال السيد شو دونيو: "يزاول أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 10 ملايين نسمة في هذه المنطقة التي تمتد بين غواتيمالا وهندوراس والسلفادور وكوستاريكا ونيكاراغوا أنشطة زراعية، ويعيش أكثر من 73 في المائة من سكّان الريف في حالة من الفقر، ويعاني منهم 7.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد فيما يعاني 1.3 ملايين طفل دون الخامسة من العمر من التقزّم".

وكان المدير العام يتحدّث خلال حدث خاص رفيع المستوى بشأن المبادرة الإقليمية لمنطقة الممر الجاف في إطار منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد  الذي يعقد هذا الأسبوع في المقر الرئيسي للمنظمة.

واعتبر المدير العام أنّ الآثار السلبية والمتواترة الناجمة عن تغير المناخ قد أدّت إلى تفاقم الأوضاع، "ما أدّى إلى تخلّي الكثير من المزارعين عن أدواتهم وحيواناتهم وأراضيهم وأَجبر عددًا متزايدًا من السكان على الهجرة".

واستطرد قائلًا: "علينا أن نبعث الأمل في نفوس السكان الذين يرغبون في البقاء وعدم ترك ديارهم".

وقال المدير العام إنّ "مبادرة العمل يدًا بيد تدعم هذه العملية إلى جانب الشركاء الإقليميين الرئيسيين. وتساند الجهود المشتركة التي تبذل في إطار مبادرة العمل يدًا بيد تنفيذ برامج طموحة على الصعيدين الوطني والإقليمي لتسريع وتيرة تحويل النظم الزراعية والغذائية. وتستخدم هذه المبادرة أدوات متطورة لعمليات التحليل ووضع النماذج الجغرافية المكانية فضلًا عن نهج فعّال لإقامة الشراكات من أجل تسريع وتيرة تحويل النظم الزراعية والغذائية القائم على الأسواق، وذلك بهدف زيادة الدخل وتحسين الحالة التغذوية للسكان الفقراء والضعفاء ورفاههم وتعزيز التكيف مع تغير المناخ والقدرة على الصمود أمامه".

وتعرض حاليًا أربع خطط استثمارية ترمي إلى بناء القدرة على الصمود في منطقة الممر الجاف، على الشركاء المحتملين خلال جلسات التوفيق بين الطلبات والعروض في منتدى الاستثمار. وهي تركّز على تعزيز فرص النفاذ إلى الأسواق، ونظم الإمداد بالمياه، ورسم الخرائط الرقمية للتربة، وتقسيم المناطق الزراعية استنادًا إلى المخاطر المتصلة بالمناخ، وقد أُعدت بقيادة منظومة التكامل لأمريكا الوسطى، والمجلس الزراعي لأمريكا الوسطى، ولجنة أمريكا الوسطى المعنية بالبيئة والتنمية، وأمانة التكامل الاقتصادي في أمريكا الوسطى.

التركيز على النتائج

قالت السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام للمنظمة متوجهة إلى المشاركين في هذا الحدث الذي ضمّ وزراء حكوميين وموظفين من المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف، وممثلين عن القطاع الخاص فضلًا عن أصحاب مصلحة آخرين، إنّ الجهات المانحة قد أعربت عن اهتمام شديد بهذا المشروع بالذات نظرًا إلى قدرته على النجاح القابل للإثبات كونه يركز على النتائج مقابل المخرجات.


وأضافت أنّ المسألة الحقيقية تكمن في عدد الأشخاص الذين يمكن انتشالهم من الفقر وعدد الذين يمكنهم البقاء في مزارعهم وفي مجتمعاتهم المحلية، وعدد الذين سيتمكنون من إبقاء أطفالهم في المدارس، مشيرةً إلى أنّ التعاون من جانب جميع أصحاب المصلحة بالغ الأهمية وأنّ النهج الشامل الذي تتبعه المبادرة لتقييم فرص الإنتاجية هو تحديدًا نقطة الانطلاق التي يمكن الاستفادة منها في القطاع الخاص. فهو يوفر مؤشرات مفصّلة أساسية للمستثمرين الذين يحتاجون إلى معرفة المكان الذي يتعين عليهم العمل فيه وكيفية القيام بذلك.

وقدم نحو 20 بلدًا خططًا استثمارية محددة في منتدى الاستثمار. وتم عرض مبادرتين إقليميتين أخريين، إحداهما عن منطقة الساحل والأخرى عن مركز الأغذية في بنما.

وشدّد السيد Maximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة، على ضرورة الشروع في التغيير في منطقة الممر الجاف استنادًا إلى العلوم والابتكار التي توفرها مبادرة " العمل يدًا بيد" من أجل إحداث التحول المنشود في النظم الزراعية والغذائية.
مصر الطقس