اخبارنا

slider

منتدى الأغذية العالمي: بحث كيفية مساهمة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في حفز الإنتاجية الزراعية المتباطئة في أفريقيا

روما – خيّم الركود على الإنتاجية الزراعية في أفريقيا لعدة عقود، لكنّ العلوم والتكنولوجيا والابتكار يمكنها أن تتيح حلولًا تصاحبها تدابير مثل تعزيز سلامة التربة وتحسين الري وأصناف المحاصيل، حسب ما جاء هنا اليوم في مداخلات منتدى العلوم والابتكار المنبثق عن منتدى الأغذية العالمي.

وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة): "أفريقيا هي سلّة الأغذية في المستقبل" ليس بالنسبة إلى القارة فحسب، بل بالنسبة إلى العالم أجمع، وذلك في كلمة ألقاها في حدث يحمل عنوان "زيادة الإنتاجية الزراعية في أفريقيا – هل يمكن للعلوم والابتكار والتكنولوجيا مساعدة أفريقيا على تحقيق نقلة نوعية في الإنتاجية الزراعية؟"

وأضاف السيد شو دونيو: "لكن من أجل تفعيل تلك الإمكانات، ينبغي علينا تغيير نموذج الأعمال وتمكين العلوم والابتكار وإعداد المزيد من السياسات التمكينية" بالتشاور مع البلدان الأفريقية الأعضاء في المنظمة. وقد أكدت المنظمة أنّ العلوم والتكنولوجيا والابتكار تبشر بتوفير خيارات أفضل في المستقبل، لكن لا بدّ للجهود الرامية إلى زيادة الإنتاجية الزراعية أن تُسند الأولوية إلى صغار المزارعين في القارة الأفريقية البالغ عددهم 33 مليون مزارع والذين يؤدون دورًا رئيسيًا في إنتاج الأغذية وإنشاء الوظائف.

وقد ظل نصيب الفرد من إنتاج الأغذية في القارة الأفريقية آخذًا في التراجع على مدى العقود الخمسة الماضية، ومن المتوقع أن يزيد الطين بلة مع تزايد عدد السكان. وتقارب المساحة التي تزرع فيها بذور الأصناف المحسّنة نسبة 35 في المائة فقط من أراضي المحاصيل، فيما إنتاجية الزراعة منخفضة ومتباطئة. ومع أنّ ما يزيد عن نصف القوة العاملة يعمل في الزراعة، إلا أنّ "القيمة المضافة" لكل عامل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هي دون المتوسط العالمي بمراحل.

ويعزى انخفاض غلات المحاصيل في أغلب الأحيان إلى عدم القدرة على الوصول إلى المدخلات والتكنولوجيات والخدمات الاستشارية وإلى ضعف كفاءة استخدام المدخلات في ظل ظروف الزراعة البعلية. ونظرًا إلى تسبب آثار أزمة المناخ باستمرار انخفاض الغلات، وتعرّض بعض المناطق لغزوات الآفات العابرة للحدود والأمراض الحيوانية، فقد حادت أفريقيا بعيدًا عن مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، لا سيما المتعلقة منها بالفقر والجوع والتغذية والصحة.

مجموعة من الخيارات

حددت المنظمة مجموعة من الخيارات المتاحة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل زيادة الإنتاجية الزراعية في أفريقيا، وهي تشمل ما يلي:

  • نظم الزراعة والمحاصيل التي تزيد خصوبة التربة وسلامتها؛
  • نظم الري التي تزيد من فعالية استخدام كميات المياه المحدودة، وزراعة محاصيل الأغذية التي تتطلب كمية أقل من المياه و/ أو أصناف محسنة من المحاصيل التي تستخدم المياه المتاحة بمزيد من الكفاءة؛
  • اتباع ممارسات زراعية فعالة تضم المواعيد المثالية من أجل الزراعة، إلى جانب تحديد كثافة الغرس؛
  • أصناف المحاصيل المحسّنة التي تعود بغلات أكبر وتتوافق بصورة أفضل مع ممارسات الإدارة المعززة؛ ويجب أن تستند تلك الممارسات إلى النظم الفعالة للبذور، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق مشاركة القطاع الخاص.
  • تنويع المحاصيل من أجل تحسين استقرار الغلات وضمان الأمن التغذوي.

وبالاستناد إلى هذه الاستراتيجيات، أُتيح حيز كبير من أجل توسيع نطاق زراعة المحاصيل وزيادة إنتاجية النظم الزراعية والغذائية في أفريقيا. ويتطلب تحقيق ذلك تنفيذ مزيج من التدخلات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار تكون ملائمة لأوضاع صغار المزارعين الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية، ويجري إعدادها بالشراكة معهم. ويجب أيضًا دعم هذه التدخلات باستثمارات مناسبة، يمكن استقطابها عن طريق اتباع نهج فعال في استخدام سلسلة القيمة. وأحد الشروط الأساسية المهمة الأخرى هو وجود شراكات رئيسية بين جميع أصحاب المصلحة تدعمها سياسات تمكينية.

ومنتدى العلوم والابتكار هو أحد المنتديات الثلاثة المنبثقة عن منتدى الأغذية العالمي التي تنعقد على مدى خمسة أيام في المقر الرئيسي للمنظمة في روما. وقد جمع منتدى الشباب شبابًا من جميع أرجاء العالم من أجل التركيز على كيفية الابتكار وصياغة السياسات بهدف ضمان حصول المزيد من الناس على الأغذية المأمونة والمغذية، بالتزامن مع بحث السبل المؤدية إلى تخفيف آثار أزمة المناخ. وسيوفر منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد منصة للسلطات الوطنية والهيئات العامة والخاصة على المستويين العالمي والوطني، إلى جانب مصارف التنمية المتعددة الأطراف والمانحين، من أجل مناقشة فرص تمويل مبادرة العمل يدًا بيد. وتعدّ هذه الأخيرة أحد البرامج الرائدة في المنظمة وتهدف إلى توجيه مصادر التمويل نحو البلدان الأشد حاجة إلى الاستثمار في النظم الزراعية والغذائية. 

مصر الطقس