روما - أشار المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، السيد شود دونيو، في حدث خاص أقيم بمناسبة منتدى الأغذية العالمي، إلى أن شفافية السوق مسألة حاسمة الأهمية عندما يتعلق الأمر بتجارة الأسمدة، فتراجع توافر هذه الأخيرة وإمكانية الحصول عليها وتوقف سلاسل الإمداد وارتفاع الأسعار، كلّها عوامل تعرض للخطر قدرة المزارعين على زراعة الأغذية وتدفع بعدد أكبر من الأشخاص إلى حافة الجوع. وسعى هذا الحدث المعنون "التقييم العالمي والحلول لتسوية أزمة الأسمدة" إلى تقييم الوضع الحالي لسوق الأسمدة والحلول العلمية المحتملة التي يمكن أن تساعد على معالجة هذا الوضع الحرج.
ولضمان سلاسة تجارة الأسمدة، سلّط المدير العام الضوء على ضرورة تعزيز الإرادة السياسية وروح التضامن والتعاون في ما بين جميع الأعضاء. وحذر من الانعكاسات البيئية الوخيمة المحتملة الناشئة عن سوء استخدام الأسمدة أو الإفراط في استخدامها. كما شجّع السيد شو البلدان على الاستثمار في البيانات الضخمة وخرائط تغذية التربة ورصد وتحسين كفاءة استخدام الأسمدة.
والجدير بالذكر أن أسعار الأسمدة سجّلت أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2022، ولا تزال أسعار الطاقة والغاز الطبيعي مرتفعة ومتقلّبة. ونتيجة لذلك، يواجه المزارعون زيادة في تكاليف الإنتاج وتراجع قدرتهم على تحمل الكلفة، ما يؤثر على أنشطتهم الزراعية.
وشهد هذا الحدث، الذي تولى تيسيره رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة، السيد Maximo Torero، مشاركة السيد رضوان عراش، نائب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المملكة المغربية (بشكل افتراضي)؛ والسيد Patrick Heffer، نائب المدير العام للرابطة الدولية لصناعة الأسمدة؛ والسيد Areli Ceron Trejo، المدير العام للأراضي والمياه في أمانة الزراعة والتنمية الريفية في المكسيك؛ والسيد Upendra Singh، نائب الرئيس للبحوث في المركز الدولي لتطوير الأسمدة (IFDC)، والسيدة Monica Andres، نائب الرئيس التنفيذي لأوروبا، لدى مؤسسةYara International (بشكل افتراضي).
وقد أشار المشاركون في حلقة النقاش أيضًا إلى الدوافع الرئيسية التي تكمن وراء ارتفاع أسعار الأسمدة، بما فيها ارتفاع أسعار الطاقة، وإعانات الواردات، وارتفاع تكاليف النقل وتقلّبها، وتراجع القدرة على تحمل الكلفة.
وإضافة إلى ذلك، تطرّق المشاركون إلى كيفية تحقيق التوازن الصحيح بين ضرورة إنتاج المزيد من الأغذية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي وتحسين استخدام الأسمدة. كما شدّدوا على الحاجة إلى الحرص على تمكّن المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، ولا سيما في البلدان الأقل نموًا، من الحصول على الأسمدة المناسبة.
وشملت المواضيع الرئيسية الأخرى التي ناقشها فريق حلقة النقاش التقليل من بصمة الكربون الناتجة عن الاستخدام المفرط للأسمدة أو سوء استخدامها، والترويج للمصادر البديلة، مثل الأسمدة البيولوجية، والسماد العضوي، والمنشطات البيولوجية، وتدوير المغذيات لتحسين سلامة التربة، والاستثمار في أبحاث الأسمدة، والاستفادة من رسم الخرائط الرقمية لتغذية التربة وإيصالها إلى مستوى المزارعين.
وأشير أيضًا إلى أن ما تتمتع به التربة من قدرة استثنائية على تخزين المغذيات وتحويلها وإعادة تدويرها أمر لا غنى عنه لإنتاج أغذية صحية وصون التنوع البيولوجي. وتجدر الإشارة إلى أنه من بين المغذيات الضرورية للنباتات والبالغ عددها 18، ثمة 15 منها توفرها التربة عندما تكون سليمة.
وفي سياق استدامة الزراعة والبيئة، تشكّل مدونة السلوك الدوليّة بشأن استخدام الأسمدة وإدارتها على نحو مستدام الصادرة عن المنظمة نهجًا شاملًا لمعالجة الإفراط في استخدام الأسمدة وإساءة استخدامها وقلة استخدامها. وفي الوقت الحالي، تبدأ الشراكة العالمية من أجل التربة التابعة للمنظمة حاليًا رسم خرائط لميزانيات مغذيات خصوبة التربة، باتباع نهج تقوده البلدان. ويمكن لهذه الخرائط توجيه المزارعين في تحديد أفضل الاستراتيجيات المتعلقة بخصوبة التربة، بما في ذلك مزج الأسمدة لزيادة الكفاءة وتقليل الاستخدام غير الضروري وخفض تكاليف الإنتاج.