اخبارنا

slider

برنامج نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة يحتفل بالذكرى العشرين لإطلاقه

روما - احتفل البرنامج الرئيسي لنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم بالذكرى العشرين لإطلاقه، مسلّطًا الضوء على دوره في تشجيع الزراعة المستدامة وتنشيط المجتمعات الريفية المسؤولة عن توفير الأغذية لنسبة كبيرة من سكان الأرض.

وقد تخلّلت الاحتفالات، التي أقيمت بشكل افتراضي، كلمات أدلى بها وزراء من كلٍ من بيرو وتونس وجمهورية تانزانيا المتحدة واليابان، فضلًا عن سفراء ومسؤولين كبار من بلدان أخرى لديها مواقع منضوية تحت لواء نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في مختلف أنحاء العالم. وشهدت هذه الاحتفالات كذلك مشاركة خبراء فنيين تبادلوا التجارب والحلول المبتكرة التي تنفذها المجتمعات المحلية في نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية بشأن القضايا البيئية والتنمية الريفية المستدامة.

وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في الكلمة التي أدلى بها، "إنّ هذه المبادرة الرائدة هي تكريم للمناظر الطبيعية والتنوع البيولوجي الزراعي والمعارف التقليدية والثقافات الفريدة في مختلف أنحاء العالم. ففي خضم التحديات المتعددة التي تتخبّط فيها المجتمعات الريفية، يسعى برنامج نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية إلى تعزيز سبل عيش صغار المزارعين، وتشجيع السياحة الزراعية إلى جانب المنتجات والثقافات المحلية، لصون التنوع البيولوجي، وخلق فرص العمل الزراعية الخضراء، وتمكين النساء والشباب".

واستطرد قائلًا "ما كان من الممكن تحقيق كل هذا من جانب واحد"، وأعرب عن تقديره للبلدان الأعضاء في المنظمة والبلدان المانحة، بما فيها إسبانيا وإيطاليا والصين واليابان، التي تقدم الدعم.

وخلال هذه الجلسة، أصدرت المنظمة مطبوعًا رقميًا بعنوان "20 عامًا لنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية - قصص التجارب الناجحة في حفظ المواقع على نحو ديناميكي من أجل التنمية الريفية المستدامة"، وهو عبارة عن وثيقة مبتكرة وتفاعلية تسعى إلى الاحتفاء بما حققه البرنامج من إنجازات وتكريم المواقع التي باتت من نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في مختلف أنحاء العالم.

وبالإضافة إلى ذلك، عُرضت خلال هذا الحدث مجموعة متنوعة من المواد الرقمية التي تمثل مواقع التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، وتظهر المجتمعات المحلية في هذه المواقع، وسبل عيشها وممارساتها الزراعية التقليدية وحلولها المبتكرة، ما ساهم في تقريب المشاركين من مختلف أرجاء العالم من التجارب الميدانية وفي التوعية بأهميتها.

آلاف السنين من التراث في عقدين اثنين من الزمن

لقد أُطلقت هذه المبادرة في عام 2002 خلال مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة الذي عُقد في جوهانسبرغ، للاستجابة للاتجاهات العالمية التي تقوّض الزراعة الأسرية والنظم الزراعية التقليدية. ومُنحت هذه المبادرة، في ما بعد، صفة برنامج لمنظمة الأغذية والزراعة، بموجب قرار صدر عن مؤتمر المنظمة في دورته التاسعة والثلاثين المعقودة في عام 2015، إقرارًا بأنّ هذه النظم لا تزال توفر الأغذية وتضمن سبل العيش للمجتمعات الريفية في الكثير من بلدان العالم. ويهدف برنامج نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية إلى حماية المعارف التقليدية لهذه المجتمعات وقدرة ممارساتها الزراعية التطبيقية على الصمود، وتثمينها، عن طريق تشجيع حفظها على نحو ديناميكي وضمان تنمية هذه النظم الإيكولوجية الزراعية الفريدة على نحو مستدام.

ويضمّ هذا البرنامج حتى اليوم حوالي 70 موقعًا لنظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في 22 بلدًا، وثمة 20 اقتراحًا إضافيًا قيد الدراسة.

ويتعين على المناطق المترشحة للانضمام إلى نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية أن تستوفي خمسة معايير للاختيار حددتها مجموعة استشارية علمية مستقلة، وستستفيد في المقابل، من دور البرنامج في تنشيط المجتمعات الريفية وتعزيز التنمية الريفية.

وتشكّل نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية أمثلة بارزة على التكيّف مع التحديات والقيود، بموازاة تشكيل معالم مناظر طبيعية مدهشة والحفاظ على علاقة منسجمة مع الطبيعة. وقد أدّى ذلك إلى تراكم التجارب على مر الأجيال، واتساع نطاق المعارف وعمقها، وتنفيذ مجموعة معقدة ومتنوعة من أنشطة كسب الرزق المتكاملة على نحو وثيق.

وقد أصبح برنامج نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية مؤخرًا شبكة واسعة، أثبتت أنها نموذج فعّال للتعاون على جميع المستويات، يتضمن نظمًا ملائمة للحوكمة المحلية، ويستقطب في الوقت نفسه الشركاء الدوليين والوطنيين، والمشاريع، وبرامج التوأمة، والإجراءات الرامية إلى زيادة التعريف بالبرنامج ودعم المزارعين في الميدان.

مصر الطقس