روما - حضر اليوم خبراء بيطريون من جميع أنحاء العالم حدثًا أقيم في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في روما لمناسبة صدور كتاب يحتفي باستئصال طاعون البقر واستهلال المرحلة التالية من مكافحة طاعون المجترات الصغيرة على نطاق العالم، المعروف أيضًا باسم طاعون الأغنام والماعز.
وفي عام 2011، أُعلن عن خلو العالم من طاعون البقر، وهو مرض فيروسي أصاب الماشية والجواميس في المقام الأول. ويستعرض الكتاب، الذي اشتركت في تأليفه منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، الخبرات والأنشطة العلمية خلال عقود من جهود الاستئصال، والمساهمات التي قدمتها العديد من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، فضلًا عن الدور البارز الذي أدته الدوائر البيطرية الوطنية.
ويتضمن أيضًا الكتاب ("طاعون البقر واستئصاله") دورسًا مهمة عن مكافحة طاعون المجترات الصغيرة الذي تعهدت الأمم المتحدة باستئصاله بحلول عام 2030. وتشمل هذه الدروس الحاجة إلى وجود قيادة عالمية قوية، والتعاون من خلال الحوار المستمر بين الشركاء على جميع المستويات، وتوحيد الأدوات الفنية وأدوات الإبلاغ، والدور الداعم للشبكات، بما في ذلك المختبرات والقائمون بالتلقيح وفرق المراقبة. وإضافة إلى ذلك، فإن الالتزام والمساهمات المالية من البلدان المشاركة أمر بالغ الأهمية من أجل تحقيق النجاح المنشود.
ويعتبر طاعون المجترات الصغيرة مرضًا فيروسيًا سريع الانتشار يصيب المجترات الصغيرة ويفتك بها، ومعظمها من الماعز والأغنام، في أكثر من 66 بلدًا في أفريقيا والشرق الأدنى وآسيا. ويُقدر تأثيرها الاقتصادي العالمي بما يصل إلى 2.1 مليار دولار أمريكي، إذ تعتمد أكثر من 300 مليون أسرة من الأسر الريفية الأفقر في العالم على المجترات الصغيرة لتأمين سبل عيشها. ومع أن معدل النقوق بسبب طاعون المجترات الصغيرة يمكن أن يصل إلى 80 في المائة، على النحو الملحوظ في القطعان غير الملقحة في كينيا بين عامي 2006 و2008، فإن استئصال هذا المرض ممكن باستخدام اللقاحات الحالية. والأدوات اللازمة متوفرة بالفعل وكذلك الأمر بالنسبة إلى الاختبارات التشخيصية. وهناك حاليًا 23 جهة نشطة تنتج لقاح طاعون المجترات الصغيرة وتتمتع بالقدرة على إنتاج الجرعات اللازمة للتخلص من هذا المرض في جميع أنحاء العالم.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة "إن استئصال طاعون المجترات الصغيرة أمر ممكن من الناحية الفنية وسيساهم مساهمة كبيرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولكننا بحاجة إلى أن يعمل جميع الشركاء سويةً، بدعم وتمويل دوليين، من أجل تنسيق الإجراءات المشتركة لضمان العمل الجماعي بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية والاتساق".
وقد حضر الحدث في روما وزراء من الحكومات الوطنية، وخبراء في مجال صحة الحيوان، وشركاء في الموارد، وممثلون عن الدول الأعضاء.
خطة التخلّص من طاعون المجترات الصغيرة
وضعت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية في عام 2015 طاعون المجترات الصغيرة كأولوية من أجل استئصاله على المستوى العالمي. وتم تحديد النهج العام لتحقيق هذا الهدف ضمن الاستراتيجية العالمية بشأن مكافحة واستئصال طاعون المجترات الصغيرة، ومن المتوخى تنفيذه على ثلاث مراحل.
وتهدف المرحلة الخمسية الأولى من البرنامج إلى إشراك كل بلد من البلدان (بما في ذلك البلدان التي تسجل فيها إصابات وتلك التي ليس لديها اعتراف رسمي بخلوها من طاعون المجترات الصغيرة) في مسار استئصال طاعون المجترات الصغيرة. وقد تمّ حتى الآن الاعتراف رسميًا بخلو 59 بلدًا ومنطقة واحدة في أحد البلدان من طاعون المجترات الصغيرة. وبحلول عام 2022، وضع 68 من أصل 76 بلدًا من البلدان المستهدفة خططًا استراتيجية وطنية بشأن طاعون المجترات الصغيرة من أجل تقييم هذا المرض ومكافحته واستئصاله في نهاية المطاف.
وتغطي الخطة المراحل التالية من البرنامج، بما في ذلك المرحلة الثانية (2022 إلى 2026) والمرحلة الثالثة (2027 إلى 2030). وتهدف المرحلة الثانية إلى تعزيز إنجازات المرحلة الأولى والبناء عليها، مع مراعاة الدروس المستفادة والأولويات الناشئة وأفضل الممارسات في مجال التنمية العالمية.
وفي حين أن استئصال طاعون المجترات الصغيرة لا يزال يشكل محور التركيز الرئيسي لهذا البرنامج، فإن الحاجة إلى بناء قطاع قوي للصحة الحيوانية ستكون الركيزة التي يقوم عليها تنفيذ المراحل التالية من البرنامج.