برلين – من الضروري تحفيز الاستثمارات من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية في العالم لكي تصبح أكثر قدرة على الصمود وكفاءة واستدامة وشمولًا، بموازاة دعم البلدان في الحصول على التمويل المناخي والحرص على وصول الموارد المالية الكافية إلى منتجي الأغذية على النطاقين الصغير والمتوسط.
كانت تلك هي الرسالة الرئيسية التي وجهتها السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، في الكلمة التي ألقتها خلال المنتدى العالمي للأغذية والزراعة (المنتدى) المنعقد في برلين، ألمانيا.
وكانت المتحدث الرئيسي في حدث عقدته المنظمة حمل عنوان تمويل التحول المستدام في النظم الزراعية والغذائية: أوجه القصور والفرص.
وقالت السيدة Semedo: "ينعقد هذا الحدث في فترة حرجة لا تزال فيها أزمة المناخ الراهنة أبعد ما تكون عن نهايتها. وهذا أمر مقلق للغاية حيث إنّ البلدان والمجتمعات الأكثر ضعفًا في العالم تعاني من ازدياد معدلات الجوع في مواجهة التحديات التي يفرضها المناخ والتنوع البيولوجي".
وقد أبرزت الدور الذي تؤديه المنظمة في إطلاق مبادرات عالمية تهدف إلى بحث هذه القضايا وشددت على الحاجة إلى التمويل المناخي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية بحلول عام 2030. وكانت المنظمة قد أطلقت مبادرة الأغذية والزراعة من أجل تحوّل مستدام (FAST)، بمشاركة حكومة جمهورية مصر العربية، في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف المنعقدة العام الفائت بغية تحسين نوعية مساهمات التمويل المناخي الموجهة نحو القطاعات الزراعية وكميّتها.
وقالت السيدة Semedo: "بالرغم من الزيادة في إجمالي تدفقات التمويل المناخي على مدى العقد الماضي، إلّا أنّ حصة الزراعة منها أخذت في التراجع شيئًا فشيئًا".
وقد تلقى قطاع الزراعة واستخدام الأراضي مبلغ 122 مليار دولار أمريكي من التمويل بين عامي 2000 و2018، وهو ما يمثل نسبة 26 في المائة من تدفقات التمويل المناخي على نطاق العالم الموجهة نحو جميع القطاعات.
وطرأ تطور إيجابي على الأحداث حين أعلن السيد Wolfgang Zornbach، المشرف على الحدث، من الوزارة الاتحادية الألمانية للأغذية والزراعة وحماية المستهلك، أنّ حكومة بلاده ستساهم بمبلغ 3 ملايين دولار أمريكي في مبادرة FAST، بواقع مليون (1) دولار أمريكي سنويًا لمدة ثلاثة أعوام، بغية ضمان اتباع نهج أكثر اتساقًا في المبادرات العالمية المتعلقة بتغير المناخ.
وقد شارك في حدث فريق الخبراء الذي عقدته المنظمة خبراء من بينهم السيدة Iride Ceccacci، المديرة المساعدة ورئيسة قسم الاستشارات الخاصة بالأعمال التجارية الزراعية في البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية؛ والسيدة Martina Fleckenstein، مديرة السياسات العالمية لشؤون الأغذية في الصندوق العالمي للطبيعة؛ والسيدة Ritsuko Yoneda، مديرة وزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك في اليابان.
وناقشوا الطرق القابلة للتنفيذ في سبيل تعزيز التكيّف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته بموازاة ضمان الأمن الغذائي والتغذية، مع التركيز على الركائز الثلاث لمبادرة FAST وهي: (1) الحصول على التمويل المناخي والمعارف والقدرات؛ (2) والدعم السياساتي؛ (3) والحوار.
وشددت السيدة Iride Ceccacci على أهمية الشراكات من أجل تحقيق أهداف مبادرة FAST وعلى التعاون بين البنك والمنظمة. وفي هذا الصدد، أشارت السيدة Martina Fleckenstein إلى أنّ المبادرة تمثل حيّزًا جامعًا وتتيح فرصًا عدة من أجل التصدي لآثار تغير المناخ.
وقد أكدت مجددًا السيدة Semedo على أنّ استجابات النظم الزراعية والغذائية القادرة على الصمود هي جوهرية من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس وأهداف التنمية المستدامة.
وقالت السيدة Semedo: "نحن نواجه تحديًا مزدوجًا يتطلب اتباع نهج مزدوج يقضي بالتصدي لآثار تغير المناخ على النظم الزراعية والغذائية بموازاة الحد من بصمة الكربون الناجمة عن النظم الزراعية والغذائية".