برلين- تشاركت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وحكومة ألمانيا في تنظيم اجتماع خاص يوم السبت لوزراء مجموعة السبع حول الوضع في أوكرانيا والتخطيط لمعالجة تداعيات الحرب على الشعب الأوكراني وسبل عيشه والإنتاج الزراعي في البلاد، وذلك على هامش المنتدى العالمي للأغذية والزراعة في برلين.
فقدّم السيد Máximo Torero Cullen، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة، معلومات محدّثة عن خطة الاستجابة السريعة التي وضعتها المنظمة للبلاد، مسلّطًا الضوء على ركائز العمل الثلاث التي تقتضي مجتمعةً تمويلًا بقيمة 205 ملايين دولار أمريكي.
وتشمل ركائز العمل هذه:
(1) إعادة الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي لنصف مليون أسرة معيشية ريفية في مناطق التماس أو تلك المتضررة بشدة من خلال توفير البذور والأعلاف والنقد لها؛ (2) وإصلاح الإنتاج وسلاسل القيمة الحاسمة الأهمية من خلال توفير المولّدات التي تعمل على الديزل والغاز، وبذور القمح والشعير والشوفان والبازلاء، ووحدات التخزين الجاهزة المؤقتة والثابتة وغيرها من الاحتياجات؛ (3) وتعزيز خدمات النظم الزراعية والغذائية الحاسمة الأهمية من خلال دعم اختبار الطرق البديلة لتصدير الحبوب، واستعادة الخدمات البيطرية، وإقامة الشراكات مع المنظمات المتخصصة لتسهيل إزالة مخاطر الألغام من الأراضي الزراعية وإجراء تقييم للأضرار والخسائر.
واستضاف هذا الاجتماع معالي السيد Cem Özdemir، الوزير الاتحادي للأغذية والزراعة في ألمانيا.
وشارك فيه أيضًا كل من معالي السيد Mykola Solskyi، وزير السياسات الزراعية والأغذية في أوكرانيا، ومعالي السيد Vladimir Bolea، وزير الزراعة والصناعات الغذائية في جمهورية مولدوفا التي تضررت أيضًا جراء الصراع القائم. كما شارك وزراء وكبار المسؤولين من كندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبولندا ورومانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
وفي عام 2022، شملت برامج المنظمة توفير أكثر من 26 000 وحدة من صوامع الحبوب القادرة على تخزين أكثر من 5 ملايين طنّ من الحبوب بسبب تضرر البنية التحتية في أوكرانيا، ما زوّد أكثر من 30 000 أسرة معيشية ببذور الخضروات ودرنات البطاطا في بداية موسم الزراعة من هذا العام، بالإضافة إلى توفير أكثر من 5 000 طنّ من بذور القمح الشتوي لصغار المزارعين.
وقدّمت أيضًا المنظمة مساعدات نقدية متعددة الأغراض لأكثر من 2 000 من الأسر المعيشية المعرضة للمخاطر، لا سيما في مناطق دنيبروبتروفسك وخيرسون وزابوريزكا.
وقال السيد Torero في العرض الذي قدّمه عن تطوّر خطة الاستجابة السريعة التي وضعتها المنظمة للبلاد إنّ "برامج المنظمة في أوكرانيا مع وزارة السياسات الزراعية والأغذية في أوكرانيا والإدارات المحلية في كل منطقة تشكّل مثالًا جيدًا على نهجنا الاستراتيجي الذي يجمع بين المساعدات الإنسانية والاستثمارات من أجل بناء القدرة على الصمود على المديين المتوسط والطويل على امتداد محور العمل الإنساني والإنمائي والمتعلق بالسلام".
وبحسب ما أفادت به المنظمة، قلّصت أسرة معيشية ريفية واحدة من بين كل أربع أسر معيشية إنتاجها الزراعي أو أوقفته كليًا بسبب الحرب، علمًا بأنّ أكثر من أسرة معيشية واحدة من بين كل ثلاث أسر معيشية تعيش في المناطق الواقعة على خطوط المواجهة، ما أدّى إلى مشكلة على صعيد الأمن الغذائي للسكان المحليين في بلد كان يعدّ تاريخيًا مركزًا كبيرًا لتصدير المواد الغذائية، حيث انخفضت صادرات أوكرانيا من الحبوب بنحو 30 في المائة خلال السنة التسويقية 2022/2023.