روما - أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وشراكة SEED اليوم رسميًا برنامج تسريع قطاع الزراعة والأغذية في إطار أهداف التنمية المستدامة (البرنامج) بوصفه أداةً مصممة لمساعدة الشركات الناشئة المعنية بالنظم الزراعية والغذائية على تطوير أعمالها فيما تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وهناك حاجة إلى نُهج بديلة وحلول مبتكرة لتحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية في مواجهة تحديات مثل النمو السكاني السريع، والانكماش الاقتصادي، والمناخ المتطرف وأنماط الاستهلاك المتغيرة.
وخلال حدث افتراضي عُقد في المقر الرئيسي للمنظمة في روما، قامت 12 شركة مبتكرة من حول العالم باستخدام ورشة عمل لعرض كيفية مساهمتها في أهداف التنمية المستدامة فيما تدعم مثل هذا التحول في سياقها المحلي.
وتم اختيار هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة من بين مئات الشركات التي تتألف منها حافظة شراكة SEED التي يستضيفها مركزAdelphi . وسوف يدعمها البرنامج في ثلاثة مجالات هي: الاستعداد المالي، وإمكانات الابتكار، والوصول إلى السوق. ويشمل الدعم الذي ستناله المساعدة في وضع خطط للأعمال أو للتسويق أو للاستثمار، بالإضافة إلى إسداء المشورة إليها حول كيفية التعامل مع الممولين المحتملين أو كيفية التحول إلى التكنولوجيا الرقمية.
وقال السيد Stefanos Fotiou، مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة لأهداف التنمية المستدامة: "بالتعاون مع SEED نريد أن نستكشف كيف يمكن للشركات المبتكرة المعنية أن تحدث فرقًا في تحويل النظم الزراعية والغذائية محليًا، إذ نعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيد العالمي. وإنّ الاستفادة من شبكة الشركات المبتكرة التابعة لشراكة SEED وتعزيز الحلول المحلية في المجال الزراعي والغذائي من خلال حزمة لدعم الابتكار مصممة على الطلب، يفتحان طرقًا جديدة أمام المنظمة لإحداث تأثير على أرض الواقع."
وقال المدير التنفيذي لشراكة SEED، السيد عرب حب الله: "إنّ مستوى الشركات المبتكرة الاثنتي عشرة التي تم اختيارها مشجّع للغاية. فهي قدوة يحتذى بها وعوامل لتسريع التغيير. ونحن متحمسون لتعزيز مساهماتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع منظمة الأغذية والزراعة من خلال برنامجنا المشترك. ونحن نشجع بقوة صناع السياسات والممولين على إلقاء نظرة متمعنة إلى هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة إذ لديها القدرة على أن تصبح شريكة رئيسية في تحويل النظم الغذائية العالمية خلال مرحلة الانتقال إلى الاقتصاد الدائري والاستدامة. "
الحلول الإبداعية
يقر البرنامج بأن أهداف التنمية المستدامة الـ17 كلها مترابطة في ما بينها وهو يتناول تحديات عبر مجموعة واسعة من الأهداف، من القضاء على الفقر والجوع إلى الصحة السليمة والمساواة بين الجنسين والعمل المناخي.
وإنّ الشركات الصغيرة والمتوسطة التي انضمت إلى البرنامج والتي يبلغ عددها 12، تعمل في ثمانية بلدان في أفريقيا وآسيا، وهي تقدم حلولاً رائدة تهدف إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية فيما تحسّن حياة بعضٍ من الأشخاص الأكثر ضعفًا في مجتمعاتها.
ومن الأمثلة على ذلك Group Amaati، التي تمكّن النساء في ريف غانا من خلال زراعة حبوب الفونيو الأصلية. وإن زراعة الفونيو تتطلب القليل من الماء ويمكنها أن تصمد في ظل الظروف الجوية السيئة. وتعمل هذه المؤسسة الاجتماعية مع أكثر من 000 2 مزارعة وهي تعمل على تجفيف منتجات حبوب الفونيو وإزالة قشورها، وتحزيمها، وتخزينها وتسويقها لاستهلاكها داخل الأسرة.
وهناك شركة أخرى في بوتسوانا هي Kalahari Honey التي تقوم بتدريب المزارعين وتزويدهم بخلايا للنحل تعمل كأسوار "نشطة" تمنع الأفيال من تدمير مزارعهم. ويقوم المزارعون بدورهم ببيع منتجات النحل إلى Kalahari، التي تعمد إلى تسويقها عالميًا.
وفي تايلند، تطبق شركة Listenfield المبادئ العلمية والبيانات المناخية من أجل توفير حلول الزراعة الدقيقة التي تقلل من تكاليف التشغيل الميداني وتوفر توقعات مفصّلة للتنبؤ بالغلات.
وسيتم تبادل نتائج البرنامج المشترك بين المنظمة وشراكة SEED خلال لحظة تقييم النظم الغذائية في العالم للأمم المتحدة التي ستعقد في روما، إيطاليا من 24 إلى 26 يوليو/تموز 2023، في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة.
تأسست شراكة SEED خلال مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة لعام 2002 الذي عقد في جوهانسبرغ من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، لتكون شراكةً عالمية من أجل العمل على التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر.