اخبارنا

slider

الصندوق الأخضر للمناخ يوافق على مشاريع جديدة بقيمة 145.3 ملايين دولار أمريكي من أجل العمل المناخي في بوليفيا وكمبوديا والفلبين

سونغدو – رحّبت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بقرار الصندوق الأخضر للمناخ بالموافقة على تمويل ثلاثة مشاريع جديدة في بوليفيا وكمبوديا والفلبين، بقيمة 145.3 ملايين دولار أمريكي.

وتركّز المبادرات الوطنية، التي تدعمها المنظمة على تعزيز التكيف مع تغير المناخ والقدرة على الصمود في صفوف صغار المزارعين والمجتمعات المحلية والجهات الفاعلة الأخرى في سلسلة القيمة في ثلاثة من البلدان التي تتزايد فيها التهديدات المتعلقة بالطقس والمناخ والمحدقة بسبل عيشهم وممارساتهم الزراعية.

وقالت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة: "يمكن أن يحفز الابتكار في التمويل المناخي تغيرًا تحويليًا نحو نظم زراعية وغذائية أكثر شمولًا واستدامة. وتبيّن الموافقة على هذه المشاريع الثلاثة كيف يمكن للمنظمة، من خلال الاستفادة من الشراكات العالمية، المساعدة على تعزيز قدرة المجتمعات الريفية على التكيّف والصمود، لا سيما النساء والشعوب الأصلية. ومن شأن ذلك أن يسهم في تنفيذ استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة الخاصة بتغّير المناخ للفترة 2022-2031".

وقد جرى الإعلان عن التمويل أثناء الاجتماع الخامس والثلاثين لمجلس إدارة الصندوق الأخضر للمناخ (الصندوق) المنعقد في سونغدو، إنشيون، جمهورية كوريا في الفترة من 13 إلى 16 مارس/ آذار 2023.

وقال السيد Yannick Glemarec، المدير التنفيذي للصندوق: "تُبيّن هذه المشاريع المزمع تنفيذها في كمبوديا وبوليفيا والفلبين كيف يمكن للشراكات أن تقدّم حلولًا مبتكرة على صعيد المناخ بالنسبة إلى بعض البلدان الأشد ضعفًا في العالم. وتعدّ مؤازرة دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الانتقال نحو نظم زراعية وغذائية قادرة على الصمود في وجه تغير المناخ من الأولويات الرئيسية للصندوق".

مشاريع تفيد السكان وكوكب الأرض على حدٍ سواء

في بوليفيا، إحدى البلدان الأشد تأثرًا بتغير المناخ، سيقوم المشروع المشترك بين المنظمة والصندوق بمؤازرة الجهود الحكومية في إقليم فاليس الشاسع، وهو قطاع يمتد من شمال البلاد إلى جنوبها ويربط بين سلسلة جبال الأنديز وحوض نهر الأمازون على ارتفاع يبلغ في المتوسط 000 2 متر فوق سطح البحر.

ويتسم هذا الإقليم، المكون من 65 بلدية موزعة على مساحة تفوق 8 ملايين هكتار، بكونه أحد أكثر الأقاليم تأثرًا بموجات الجفاف الناجمة عن مناخ بوليفيا شبه الجاف وقلة توفر الموارد المائية خلال الموسم الجاف. ويهدد تغير المناخ سبل عيش المزارعين الضعفاء ويزيد الضغط على الموارد المائية، بينما تهدد أيضًا الإدارة السيئة للتربة بخفض الإنتاجية الزراعية.

وجرى تخصيص مبلغ 63.3 ملايين دولار أمريكي على مدى خمس سنوات، منها مبلغ 30 مليون دولار أمريكي مقدم على شكل تمويل مشترك بين وزارة البيئة والمياه واتحاد البلديات، من أجل تحسين إدارة المناطق الزراعية الإيكولوجية والأراضي الزراعية ومستجمعات المياه الصغيرة ذات الأولوية بهدف بناء القدرة على الصمود وتعزيز الأمن الغذائي وأمن المياه.

ومن المتوقع أن يستفيد من أنشطة المشروع ما يزيد عن مليون (1) شخص، ما يعادل نسبة 53.7 في المائة من إجمالي عدد سكان الإقليم، بمن فيهم نحو 000 82 أسرة، معظمهم من الشعوب الأصلية.

وتضم المبادرة أيضًا، وهي أول مشروع كبير الأثر ينفذه الصندوق في بوليفيا، خطة عمل تراعي القضايا الجنسانية ومرسومة بعناية من أجل الحد من تأثر النساء بتغير المناخ، نظرًا إلى أنّ نسبة 48 في المائة على الأقلّ من نظم الإنتاج الزراعي الوطنية تديرها النساء.

وفي الفلبين، - وهو بلد من المتوقع أن يشهد تزايدًا في وتيرة الأحداث المناخية القصوى الكارثية، مثل الأعاصير المدارية وموجات الجفاف والفيضانات وهطول الأمطار على نحو غير منتظم، سيهدف استثمار بقيمة 39.2 مليون دولار أمريكي (منها 26.2 مليون دولار أمريكي مقدمة كهبة من الصندوق و12.9 ملايين دولار أمريكي مقدمة على شكل تمويل مشترك) إلى تكييف النظم الزراعية مع تغير المناخ.

وسيستفيد من المشروع بصورة مباشرة ما يزيد عن 1.25 مليون شخص على مدى سبع سنوات، معظمهم من صغار المزارعين ذوي الدخل المنخفض في تسعة أقاليم وخمس مقاطعات شديدة التأثر، وذلك من خلال توعيتهم بالمخاطر وتدابير التخفيف منها، وبناء قدراتهم بالنسبة إلى الممارسات والمنشآت الزراعية القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، ودمج التكنولوجيات القادرة على الصمود في وجه المناخ في عملهم.

وتسعى المبادرة على المستوى الوطني إلى دمج الزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ في برامج التنمية التي تنفذها الحكومة الوطنية والوحدات الحكومية المحلية على حدٍ سواء.

ومن المتوقع أيضًا أن يخفض المشروع، الذي تشارك في تمويله كلّ من وزارة الزراعة في الفلبين وإدارة الخدمات الجوية والجيوفيزيائية والفلكية، من انبعاثات الكربون بمقدار 4.38 طنًا متريًا على مدى 20 عامًا، بفضل تحسين استخدام الأراضي والممارسات الزراعية المراعية للمناخ.

وستولّد المبادرة أيضًا منافع اجتماعية واقتصادية مثل زيادة دخل المزارعين وتمكين منشآت المزارعين من الاستفادة من برامج الإقراض بفضل مشاركة بنك الأراضي (Land Bank) في الفلبين.

وفي كمبوديا، سيجري استثمار مبلغ 42.8 ملايين دولار أمريكي من أجل مساعدة صغار المزارعين، لا سيما النساء منهم، على التأهّب لمواجهة التهديدات المناخية المتزايدة في حوض بحيرة تونل ساب الشمالي، وهو أحد الأقاليم الزراعية الأهمّ في البلاد والمعرّض بصفة خاصة للفيضانات وموجات الجفاف.

وجرى تصميم المشروع بهدف معالجة مواطن الضعف المناخية والاجتماعية والاقتصادية لحوالي 000 450 مزارع وغيرهم من الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة من خلال تحسين معارفهم بشأن المخاطر المناخية وإعطاء حوافز في الأسواق لتعزيز الإنتاج والتجهيز الزراعيين على نحو مستدام ومتنوع وأعلى قيمة وقادر على الصمود في وجه تغير المناخ.

وستعمل المبادرة أيضًا على تعزيز الأطر التنظيمية والمؤسسية المتعلقة بالزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، وستعزز الشراكات من أجل دعم التمويل والاستثمار.

ويشمل المشروع مبلغ 6.6 ملايين دولار أمريكي من التمويل المشترك بين وزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك ووزارة البيئة ومنظمة الأغذية والزراعة.

لمحة عن منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الأخضر للمناخ

قامت المنظمة والصندوق منذ الشراكة التي عقداها في عام 2016، بزيادة الاستثمارات المناخية في المشاريع العالية التأثير التي من شأنها أن تجعل قطاعات الزراعة والغابات ومصايد الأسماك أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود في مواجهة تغيّر المناخ.

وتستفيد المنظمة من الشراكات العالمية من أجل تحفيز الاستثمارات العامة والخاصة في الزراعة التي تعزز الابتكار في التكيف مع تغير المناخ وإجراءات التخفيف وتدعم خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، بما يتماشى مع استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة الخاصة بتغير المناخ للفترة 2022-2031.

ويتسم الصندوق – وهو عنصر حاسم في اتفاق باريس التاريخي – بكونه أكبر صندوق للمناخ في العالم، وقد جرى تفويضه لدعم البلدان النامية في رفع وتحقيق الطموح الوارد في خططها المناخية الوطنية المعروفة باسم المساهمات المحددة وطنيًا.

وتتجاوز قيمة الحافظة الحالية المشتركة بين المنظمة والصندوق مبلغ مليار (1) دولار أمريكي.

مصر الطقس