روما/بورت فيلا- خلّف الإعصاران جودي وكيفين من الفئة 4، اللذان ضربا فانواتو في وقت سابق من هذا الشهر، دمارًا كبيرًا طال حوالي 80 في المائة من السكان، وتسببا بأضرار وفيضانات وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع. وبما أنّ حوالي ثلاثة أرباع السكّان يعتمدون على الزراعة، تحذّر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) من التداعيات المحتملة التي ستنجم عن هذين الإعصارين الاستوائيين المتتاليين على سبل العيش في المناطق الريفية.
وقد سارعت المنظمة إلى مواجهة هذه الأوضاع من خلال إعادة تخصيص الموارد من برامجها الجارية لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لسكان الجزيرة وسبل عيشهم؛ وهي تقوم بتعبئة موارد إضافية لتلبية الاحتياجات الإضافية الفورية للاستجابة ودعم عملية التعافي.
وقال السيد Laurent Thomas، نائب المدير العام للمنظمة: "قامت منظمة الأغذية والزراعة، بصفتها أكبر الوكالات المنفذة التي تدعم الحكومة في مجال الأمن الغذائي وسبل العيش في فانواتو، بتعبئة قدراتها لدعم تعافي فانواتو عقب هذه الكوارث الطبيعية المدمّرة. ونحن نعمل عن كثب مع الحكومة والشركاء في المجموعة الوطنية للأمن الغذائي لتقييم الأضرار التي لحقت بالزراعة [المحاصيل والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك] ومعالجة احتياجات التعافي الفورية على مستوى الأمن الغذائي ولدى المزارعين الريفيين من خلال تعبئة مواردنا الخاصة وإعادة توجيه التمويل المتاح".
وسوف تكون الأسابيع المقبلة حاسمة لاستعادة ما تبقى من المحاصيل وحماية ما تبقى من الثروة الحيوانية خلال الموسم الحالي لزراعة الخضروات والتأهّب لموسم الجفاف القادم. وتعمل المنظمة على نحو وثيق مع حكومة فانواتو لتحديد المدخلات الزراعية الفورية التي تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، البذور ومواد الزرع وأدوات البستنة وآلات الحراثة ذات العجلتين، والحفّارات وخزانات المياه وحزم أدوات الريّ. ويمثّل التسييج أيضًا أولوية لمنع الماشية أثناء تنقلها من القضاء على المحاصيل المتاحة. وسيتعين أيضًا تأمين أدوات تجميع الأسماك لدعم جهود التعافي في قطاع مصايد الأسماك.
النهوض بالعمل في فانواتو
حوّلت المنظمة برامجها الجارية على وجه السرعة لتسهيل الاستجابة الفورية ودعم عملية التعافي. وتمكّن الفريق الموجود على الأرض من الحصول على أكثر من 40 000 حزمة من البذور وسيقوم بالتنسيق مع الشركاء في المجموعة المعنية بالأمن الغذائي والزراعة بتوزيعها على مواقع المشروع في مقاطعات شيفا وتافيا وبيناما الأكثر تضررًا. وتقدّم المنظمة أيضًا حزم الدعم للزراعة الحرجية والثروة الحيوانية، فضلًا عن أجهزة تصنيع السماد العضوي باستخدام الغاز الأحيائي على مستوى الأسر المعيشية في جملة من المواقع من بينها جزر تانا في مقاطعة تافيا، وإيفاته وتونغو في مقاطعة شيفا. وفي أبريل/نيسان، ستقدّم المنظمة 15 أداة لتجميع الأسماك.
وقد سبق أن ساعدت المنظمة في العمليات الأوّلية لتقييم الأضرار في مختلف القطاعات وهي تستعد لإجراء تقييم للأضرار والخسائر في قطاع الزراعة بالتعاون مع الحكومة. وتشير البيانات الأولية إلى تسجيل قدر كبير من الخسائر والأضرار في البساتين والمحاصيل والأشجار، بما في ذلك خسائر كاملة في محاصيل الأفوكادو وبعض محاصيل الحمضيات والقلقاس والمنيهوت والكومالا (البطاطا الحلوة) والملفوف والطماطم وغير ذلك من الأشجار المثمرة في جزيرة إيفاته.
وقالت السيدة Xiangjun Yao، ممثلة المنظمة في فانواتو: "مع أنّ الصورة الكاملة للأوضاع ما زالت تتكشّف، بات من الواضح أن فانواتو ستحتاج إلى دعم فوري وعلى المدى الطويل على حدٍّ سواء. وتبحث المنظمة في جميع الخيارات المتعلقة بالتوافر المحتمل للموارد وإعادة توجيهها لسبل دعم جهود الحكومة لتقييم الأضرار وتنفيذ جهود الإغاثة الأولية على أفضل وجه".
تجربة المنظمة في فانواتو
عملت منظمة الأغذية والزراعة على مدى العقود الثلاثة الماضية في فانواتو، مع التركيز على جمع البيانات الزراعية، وتعزيز القدرات للإنتاج الغذائي المحلي، وإقامة الروابط في الأسواق وبناء القدرة على الصمود أمام آثار تغير المناخ.
وتزوّد المنظمة فانواتو بالدعم في استجابتها لمجموعة من الصدمات والكوارث، بما يشمل الإعصارين الاستوائيين من الفئة 5 بام وهارولد اللذين ضربا البلاد في عامي 2015 و2020 على التوالي، وتعمل على الاستفادة من الدروس المستخلصة من هذه التجربة في الإجراءات التي تتخذها حاليًا في إطار الاستجابة الفورية. وقد تسبب الإعصاران بأضرار واسعة وخطيرة في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك وشكلا تهديدًا فوريًا وطويل الأجل على الأمن الغذائي في البلاد.
وخلال الاستجابات السابقة، حشدت المنظمة الجهود لدعم حكومة فانواتو من خلال عمليات التقييم والاستجابة لحالة الطوارئ، بما في ذلك من خلال توفير المدخلات للثروة الحيوانية ومصايد الأسماك، فضلًا عن المساعدة في إدارة معلومات الأمن الغذائي وتطوير نظام للإنذار المبكر للعمل المبكر. وخلال الاستجابة للإعصار الاستوائي هارولد، كان من المهم استعادة الإنتاج المحلي في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك بأسرع وقت ممكن نظرًا إلى موقف الحكومة المعارض للمساعدات الغذائية المستوردة بسبب جائحة كوفيد-19.
وتعدّ فانواتو واحدة من بين الدول الجزيرة الصغيرة النامية البالغ عددها 14 دولة في غرب المحيط الهادئ، وهي منطقة معرّضة للكوارث تواجه عددًا من المخاطر الطبيعية بما في ذلك الأعاصير وموجات الجفاف (بما يشمل ظاهرة النينيو) وثوران البراكين. وتعدّ دولة فانواتو الجزرية من البلدان الخمسة عشر الأكثر تعرّضًا لخطر الكوارث الطبيعية القصوى، بما في ذلك الضعف أمام أزمة المناخ.