روما - استُهلّت اليوم الدورة السادسة والثلاثون للجنة مصايد الأسماك في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في روما.
وتشكّل لجنة مصايد الأسماك أكبر تجمّع عالمي لصانعي السياسات والخبراء والشركاء في قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وسيركّز اجتماع الدورة السادسة والثلاثين للجنة هذا الأسبوع (8-12 يوليو/تموز) على الدور الحيوي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في التصدي لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والفقر، من خلال التأكيد على قدرتها على التخفيف من وطأة الجوع وتحفيز النمو المستدام وعكس مسار تدهور البيئة.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في رسالة فيديوية في افتتاح الدورة "إنّ قطاع تربية الأحياء المائية في العالم الذي يشهد توسعًا مطردًا يدفع إمدادات الأسماك ومنتجات مصايد الأسماك إلى مستويات قياسية جديدة. ففي عام 2022، تجاوزت تربية الأحياء المائية مصايد الأسماك الطبيعية كمورّد رئيسي للحيوانات المائية. كما أن ضمان اتساع تربية الأحياء المائية المستدامة بالغ الأهمية بالنسبة إلى المستهلكين".
وخلال الشهر الماضي، أصدرت المنظمة أحدث طبعة من تقريرها عن حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم، والذي يظهر أن إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم قد بلغ مستوى قياسيًا جديدًا قدره 223.2 مليون طن في عام 2022، وأشار السيد شو دونيو في رسالته إلى أن الأغذية المائية يجب أن تساهم بشكل أكبر في مكافحة الجوع وسوء التغذية لعدد متزايد من السكان. ولكنّ ذلك يستوجب أن يضمن القطاع استمرار نمو تربية الأحياء المائية بشكل مستدام، خاصة في مناطق العجز الغذائي، وأن تمتد النجاحات في إرساء نظم فعالة لإدارة مصايد الأسماك إلى مصايد الأسماك التي تشكل استدامتها تحديًا.
وأضاف المدير العام للمنظمة أن تطوير سلاسل القيمة للأغذية المائية، بما في ذلك عن طريق الحد من الخسائر والهدر وتسهيل وصول المنتجات إلى الأسواق، أمر ملح أيضًا.
مواجهة التحديات العالمية في النظم الغذائية المائية
تتضمن المواضيع المقرّر بحثها دور الأغذية المائية في الأمن الغذائي والتغذية على نطاق العالم، وقدرتها على أن توفّر حلًا لتغيّر المناخ، ومساهمة الإدارة الفعالة في تحقيق الأهداف الطويلة الأجل في مجال التنوع البيولوجي. وإضافة إلى ذلك، سيجري استكشاف الحلول والإجراءات اللازمة للتصدي للتحديات الملحة التي تواجه النظم الغذائية المائية، مثل تغيّر المناخ والتلوث بالمواد البلاستيكية.
وسوف يتمحور النقاش حول الجهود الرامية إلى تعزيز جمع البيانات ونُظم تقييم الأرصدة من أجل توجيه إدارة مصايد الأسماك، وحثّ البلدان على تعزيز صنع السياسات القائمة على الأدلة. وسيجري خلال الدورة عرض النتائج الأولى لمبادرة FishMIP 2.0، وهي مبادرة عالمية تتنبأ بأثر تغيّر المناخ على النظم الإيكولوجية البحرية ومصايد الأسماك في ظلّ سيناريوهات مناخية مستقبلية مختلفة.
وسيكون الحفاظ على التنوع البيولوجي من المواضيع البارزة، حيث سيُدعى المندوبون إلى مناقشة آثار إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في كل من النظم الإيكولوجية البحرية الكبيرة وفي المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية.
عشر سنوات على وضع الخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك صغيرة النطاق
أُقيم اليوم أيضًا حدث رفيع المستوى بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لإقرار الخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك صغيرة النطاق في سياق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر (الخطوط التوجيهية الطوعية) التي تسلّط الضوء على المساهمات الحاسمة لصغار صيادي الأسماك والعاملين في مجال الأسماك في الأمن الغذائي والتغذية وسُبل العيش، خاصة في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا. وتمثّل مصايد الأسماك الصغيرة ما لا يقل عن 40 في المائة من مصيد مصايد الأسماك العالمية وحوالي 90 في المائة من العدد الإجمالي للعاملين في مصايد الأسماك على مستوى العالم. وتُقدّر القيمة الاقتصادية للمصيد الذي يجري إنزاله من مصايد الأسماك صغيرة النطاق بنحو 77.2 مليار دولار أمريكي.
وقال المدير العام للمنظمة في رسالته الفيديوية خلال الحدث "إنّ الخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك صغيرة النطاق هي أول أداة معيارية عالمية في العالم مخصّصة بالكامل لمصايد الأسماك صغيرة النطاق. وتعكس هذه الخطوط التوجيهية احتياجات أكثر من 500 مليون شخص حول العالم، وتطلّعاتهم"، وذلك في إشارة إلى عدد الأشخاص الذين يعتمدون على مصايد الأسماك الصغيرة النطاق، أقلّه جزئيًا لكسب مصدر عيشهم.
وتخللت الحدث أيضًا كلمات ألقاها ممثلو المفوضية الأوروبية وبيرو والفلبين وجمهورية تنزانيا المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى مصايد للأسماك الصغيرة النطاق.
اللجان الفرعية التابعة للجنة مصايد الأسماك
سوف تُعرض، خلال الدورة السادسة والثلاثين للجنة مصايد الأسماك، النتائج الرئيسية التي تم التوصل إليها خلال الدورات السابقة للجان الفرعية المختصة بتربية الأحياء المائية، وإدارة مصايد الأسماك، وتجارة الأسماك.
وسوف يجري استعراض الخطوط التوجيهيـة للتربيـة المســـــتدامة للأحياء المائية للموافقة النهائية عليها، بهدف تسخير إمكانات القطاع لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الأغذية المائية بشكل مستدام. وإضافة إلى ذلك، ستتم مناقشة العمل اللازم والخطوات المطلوبة لاستكمال توجيهات المنظمة بشأن المسؤولية الاجتماعية في سلاسل القيمة في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.
وسوف تستضيف الدروة السادسة والثلاثون للجنة مصايد الأسماك معرضًا رقميًا تفاعليًا عن التحول الأزرق في ميدان العمل. وسيضم هذا العرض أدوات وأجهزة ونماذج ثلاثية الأبعاد وجولة افتراضية تفاعلية على متن سفينة الأبحاث الدكتور Fridtjof Nansen، وسيتيح رحلة إلى الاستدامة والقدرة على الصمود. وسيكون جزء من المعرض، ركن المتحدثين، بمثابة منصة يمكن فيها للمشاركين في هذه الدورة للجنة مصايد الأسماك مشاركة الأفكار والابتكارات وأفضل الممارسات المتعلقة بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية المستدامة.
وقد عادت مجددًا الأحداث الجانبية إلى جدول أعمال لجنة مصايد الأسماك لأول مرة منذ جائحة كوفيد-19. وسوف تستضيف الدورة أحداثًا تتناول مجموعة من المسائل، بما في ذلك تنفيذ الخطوط التوجيهيـة للتربيـة المســـــتدامة للأحياء المائية، وتطوير تربية الأحياء المائية القادرة على الصمود والمنتجة، وقصص نجاح تمكين المرأة في مجالي مصايد الأسماك الصغيرة النطاق وتربية الأحياء المائية، وأصوات الشباب في مجال مصايد الأسماك.
لجنة مصايد الأسماك
أنشأ مؤتمر المنظمة لجنة مصايد الأسماك في عام 1965 كجهاز فرعي تابع لمجلس المنظمة. وهي المنتدى الحكومي الدولي العالمي الوحيد الذي يجتمع فيه أعضاء المنظمة للنظر في المسائل والتحديات المتصلة بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.
وتشكّل لجنة مصايد الأسماك جهازًا فريدًا يقدّم بصورة منتظمة توصيات عالمية ويسدي المشورة في مجال السياسات إلى الحكومات والأجهزة الإقليمية لمصايد الأسماك ومنظمات المجتمع المدني والجهات الفاعلة في القطاع الخاص والمجتمع الدولي. وتُعقد الدورات العامة للجنة مصايد الأسماك كل عامين. وتقوم عادة بمناقشة وتناول المسائل الراهنة المتعلقة بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وتستعرض التقدم المحرز، وتحدّد أولويات العمل في المستقبل.