اخبارنا

slider

موجات الجفاف في أفريقيا الشرقية: منظمة الأغذية والزراعة ترحّب بمساهمة بقيمة 25 مليون يورو من ألمانيا لتحسين الحصول على الأغذية وتعزيز سبل العيش الريفية في إثيوبيا والسودان والصومال وكينيا

روما - رحّبت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بمساهمة قدّمتها حكومة ألمانيا بقيمة 25 مليون يورو من أجل توفير إمكانية الحصول على الأغذية وغيرها من السلع والخدمات الأساسية بموازاة حماية سبل العيش الإنتاجية واستعادتها في المجتمعات المتضررة من موجات الجفاف في إثيوبيا والسودان والصومال وكينيا.

ويؤدّي استمرار موجة الجفاف منذ مواسم عدّة إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء أفريقيا الشرقية، حيث يحتاج أكثر من 22 مليون شخص في جنوب إثيوبيا والصومال وكينيا إلى مساعدات غذائية إنسانية عاجلة (المرحلة 3 أو ما فوق من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في مارس/آذار 2023 وذلك نتيجة المحاصيل السيئة ونفوق الحيوانات ونزوح السكّان في جميع أنحاء الإقليم. ويشمل هذا العدد 2.6 ملايين شخص يعانون من حالة طوارئ (المرحلة 4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في الصومال وكينيا وأكثر من 96 000 شخص يعانون من حالة كارثة (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في الصومال.

وفي السودان، يساهم تزامن النزاع وانعدام الأمن وموجات الجفاف التي أدّت إلى فشل إنتاج المحاصيل في الموسم الزراعي 2021/2022، والارتفاع الحاد في أسعار الأغذية والمدخلات الزراعية، والظواهر المناخية القصوى، مجتمعة في تدهور حالة الأمن الغذائي في البلاد. وتشير التقديرات إلى أنّه ثمة ما يصل إلى 11.7 ملايين شخص يعانون من مستوى انعدام الأمن الغذائي يرقى إلى مستوى الأزمة (المرحلة 3 أو ما فوق من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، منهم 3.1 مليون شخص في حالة طوارئ (المرحلة 4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي).

وتبقى التوقّعات لهذه السنة قاتمة في ظلّ تزايد المخاوف بشأن معدلات هطول الأمطار خلال موسم الأمطار الممتد من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2023 في جميع أنحاء القرن الأفريقي. ولكن، وبغض النظر عن الأداء الموسمي خلال موسم الأمطار المقبل، فإن التعافي من موجة جفاف بهذا الحجم سيستغرق عدة سنوات ومن المتوقع أن تبقى الاحتياجات إلى المساعدات الإنسانية مرتفعة للغاية طوال عام 2023. ويواجه الإقليم فترة الجفاف الشديدة الثالثة خلال عقد من الزمن نتيجة ظاهرة "النينيا"، وهو على حافة مواجهة كارثة في حال لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وإدامتها. ويؤدّي الجفاف إلى جانب ارتفاع أسعار الأغذية وضعف الوصول إلى المياه والنظافة الصحية والخدمات الصحية إلى تفاقم الأوضاع في إقليم يعاني بالفعل من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي السائد.

ويمثّل هذا التمويل الجديد مساهمة هامة في التخفيف من آثار الجفاف على الأمن الغذائي وسبل العيش من خلال زيادة إمكانية الحصول الفوري على الأغذية في المجتمعات الريفية، وحماية سبل العيش واستعادتها وتمكين الاعتماد على الذات على وجه السرعة. ويسعى هذا التدخل إلى الوصول إلى مليون (1) شخص تقريبًا من بين السكّان الأضعف في المناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها والنائية، ومساعدة جميع سبل العيش المتضررة.

ويقول السيد Rein Paulsen، مدير مكتب الطوارئ والقدرة على الصمود في المنظمة: "إنّنا نعرب عن تقديرنا لحكومة ألمانيا على مساهمتها السخيّة لاستجابة المنظمة لحالة الجفاف في أفريقيا الشرقية في هذه الفترة الحرجة. ويُظهر الوضع الحالي الحاجة الملحة إلى تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع ومستدام لانتشال السكّان المتواجدين على شفا المجاعة وزيادة الاستثمارات والسياسات بشكل كبير للحد من مخاطر الكوارث وبناء القدرة على الصمود، ما يسلّط الضوء على الدور الحاسم للزراعة في تحقيق مستقبل مستدام لسكان الإقليم".

توسيع نطاق المعونة في حالات الطوارئ والدعم لسبل العيش الريفية

سوف تزوّد منظمة الأغذية والزراعة في إطار هذا المشروع الأسر الريفية التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي بتحويلات نقدية غير مشروطة من خلال برامجها المخصصة لهذا الغرض +Cash، ما سيتيح للأسر تغطية النفقات الأساسية للأغذية والصحة والتعليم، وغيرها من نفقات. ويتمثّل الهدف من المكوّن الإضافي في الحزمة النقدية في حماية سبل العيش وتمكين الاعتماد على الذات في الإنتاج الغذائي والتغذية من خلال توزيع حزم المساعدات الزراعية للمزارعين المؤلّفة من البذور والأدوات والخدمات المدعومة والأسمدة، فضلًا عن توزيع أعلاف الحيوانات ودعم نقل المياه للرعاة.

وستحصل إثيوبيا من هذه الأموال على 7 ملايين يورو وكينيا على 6.5 ملايين يورو والصومال على 7.5 ملايين يورو والسودان على 4 ملايين يورو.

ومن الضروري تزويد سكّان الأرياف بالمساعدات العاجلة والمستدامة في أسرع وقت ممكن لإنقاذ الأرواح والحفاظ على سبل العيش وفي نهاية المطاف، منع النزوح الجماعي. وتشكّل سبل العيش أكبر حصانة لسكان المناطق الريفية ضد الجوع وسوء التغذية، وتمثّل التدخلات الطارئة لدعم سبل العيش وسيلة فعّالة من حيث الكلفة لإحداث الأثر المنشود. فإنّ كلفة إنقاذ سبل العيش أدنى بثلاث إلى سبع مرات من كلفة استعادتها بعد فقدانها. ومن الأرخص بمائة مرة إنقاذ رأس واحد من الماعز من خلال علاج بيطري (بقيمة 40 سنتًا) من شراء عنزة واحدة (بقيمة 40 دولارًا). وإنّ كل دولار ينفق لحماية سبل العيش الريفية، يوفّر حوالي 10 دولارات في المساعدات المتعلقة بالأغذية.

وتساعد المنظمة المزارعين في جميع أنحاء أفريقيا الشرقية ليس على الاستجابة لآثار تغير المناخ فحسب بل أيضًا على التكيّف بشكل استباقي مع آثار الأزمة المناخية، وخاصة موجات الجفاف المتكررة، من خلال اعتماد ممارسات زراعية ذكية مناخيًا.

التعليق على الصورة - أم لسبعة أطفال تمشي بجانب الجيف في غود ويريدا، قرية جيبياس حيث يوجد مركز للنازحين الداخليين في إثيوبيا.

مصر الطقس