روما - جرى تكريم Earth Map، وهي مبادرة رائدة أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وتستفيد من محفوظات البيانات الجغرافية المكانية المتاحة مجانًا من أجل رصد المناخ والبيئة ورسم خرائطهما، بمنحها جائزة غوغل الجغرافية للتأثير الإيجابيGoogle Geo for Good Impact Award .
وتقرّ الجائزة، التي تحتفي بالمستخدمين الأفراد والمنظمات ممن يتركون أثرًا ملموسًا على أرض الواقع باستخدام إحدى أدوات غوغل الخاصة بالخرائط، بالمبادرة على أنها أداة هامة تمكّن واضعي السياسات وأصحاب المصلحة الآخرين من اتخاذ قرارات مستنيرة وتحفّز على اتخاذ إجراءات إيجابية من أجل تحقيق مستقبل أكثر استدامة.
وقالت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، مرحّبة بالجائزة: "إذا ما أردنا تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بتغيّر المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة، ينبغي لنا أن نغير الطريقة التي ننتج بها أغذيتنا ونوزعها ونجهزها ونبيعها ونستهلكها. ويعتمد تحويل نظمنا الزراعية والغذائية بصورة مستدامة على تسخير البيانات والمعلومات الرئيسية بغية إرشاد السياسات وتوجيه الاستثمارات وحفز الإجراءات. وهذا هو تمامًا الدعم الذي تقدمه Earth Map لأصحاب المصلحة العاملين في الخطوط الأمامية في مجالي المناخ والأمن الغذائي.
وتتصف الخارطة بأنها منصة سحابية سهلة الاستخدام تستمد معلوماتها من محرّك Google Earth وغيره من مصادر البيانات المجانية ولا تتطلب أي مهارات برمجية متقدمة. وتتيح الخارطة لأي مستخدم إمكانية تصوّر التغيرات التي تطرأ على سطح الأرض ورصدها وتحليلها، وإجراء رصد متعدد الأوقات ومتعدد المعايير للأراضي، وتحليلات المناخ وغيرها من التحليلات الجغرافية والمكانية والقائمة على مراقبة كوكب الأرض.
وتتحلى الخارطة بواجهة سهلة الاستخدام وقدرات عظيمة، فتسهّل الوصول إلى معلومات هامة تعود بالفائدة على مختلف أصحاب المصلحة ومنهم الباحثون وصانعو السياسات والمجتمعات المحلية، وهذا ما يجعلها أداة شاملة ومتاحة للجميع من أجل مواجهة مختلف التحديات المتصلة بالبيئة والمناخ.
وقد جرى عرض هذا التطبيق في مؤتمر قمة محرّك Google Earth الذي انعقد في دبلن في عام 2018 وتمّ إطلاقه في المقر الرئيسي للمنظمة في عام 2020. كما جرى نشر نهجه ومنهجيته في وثيقة بحثية خضعت لاستعراض الأقران في مجلة الاستشعار عن بُعد.
مجالات تطبيق Earth Map
الخارطة مشتقة من تطبيق Collect Earth الناجح وسجّل الدخول إليها أكثر من 000 33 مستخدم من 50 بلدًا حتى الآن وتركت أثرًا إيجابيًا كبيرًا، حيث جرى استخدامها في أقاليم ومشاريع متنوعة. ويمكن استخدام بياناتها في عدة مبادرات منها الرامية إلى حماية الأراضي والمياه ذات القيمة الإيكولوجية الطبيعية أو الثقافية؛ وضمان الصون الفعال للمناطق الطبيعية؛ وتنشيط النظم الإيكولوجية وإصلاحها.
وقد استخدمتها المنظمة، على سبيل المثال، بصفتها أداة قيّمة لإعداد المشاريع والرصد وتصميم الاستثمارات الفعالة من حيث الكلفة. كما أثبتت الأداة أهميتها الحاسمة في دعم الدول الأعضاء في طلبات المنح التي قدمتها للشركاء في التمويل الدوليين البارزين مثل الصندوق الأخضر للمناخ ومرفق البيئة العالمية وبنك التنمية الأوروبي والبنك الدولي.
وعلى نحو مشابه، أثبتت الخارطة أنها أداة لا غنى عنها لتصميم المشاريع الإنمائية الكبرى وتحديد أولوية المناطق المستهدفة في بلدان مثل سري لانكا وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان وكوسوفو وميانمار. وعلى سبيل المثال، كانت الخارطة مفيدة في توصيف المناطق وإسناد الأولوية إليها في مشروع نفذه الصندوق الأخضر للمناخ في باكستان يهدف إلى تحويل حوض السند عن طريق الزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ.
وبما أنّ المنصة مدمجة مع أدوات رسم الخرائط في غوغل، فهي تسهّل أيضًا رسم الخرائط بصورة ديناميكية والحصول على الإحصاءات بشكل شبه آني. كما أنّ نطاقها العالمي وخيارات التخصيص التي تتيحها يجعلانها أداة متعددة الاستخدامات تفيد مبادرات الصون والمبادرات البيئية في مختلف الأقاليم الجغرافية. ونتيجة لذلك، يجري حاليًا العمل على إصدار نسخ من الخارطة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات مشاريع وبرامج أخرى، منها بوابة Strata التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة التي تحدد وتتبع مواطن الإجهاد في الروابط القائمة بين تغيّر المناخ وتدهور البيئة والسلام والأمن.
وبإمكان البلدان أن تقرر بحرية ما إذا أرادت أن تساهم وتشارك بياناتها الوطنية، وهذا ما يُظهر التزام الأداة بتعزيز التعاون الدولي ودعم المشاريع المؤثرة، سواء أكانت تقييمات عالمية للمناخ أم مبادرات دمج البيانات الإقليمية. وتحرص الخارطة على اتباع نهج تعاوني، من خلال توفير التدريب والدعم المجانيين إذا دعت الحاجة.
وإنّ المبادئ التي تسترشد بها استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة الخاصة بتغير المناخ وخطة عملها توضح أهمية الاستفادة من الحلول المبتكرة مثل خارطة Earth Map للمساهمة في تحقيق الأولوية الأساسية المتمثلة في حماية الأمن الغذائي والقضاء على الجوع من خلال وضع النظم الزراعية والغذائية في صميم حلول تغير المناخ وحماية البيئة.