روما – رفع منتدى الأغذية العالمي الستار رسميًا اليوم عن موضوعه لعام 2023 وهو: "تحويل النظم الزراعية والغذائية يسرّع العمل المناخي" وأطلق أنشطته المزمع تنفيذها خلال السنة حيث ستتمخض عنها سلسلة من الفعاليات والمنافسات والإجراءات على المستوى العالمي في الفترة الممتدة من 16 إلى 20 أكتوبر/ تشرين الأول في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في روما.
وكانت الإعلانات قد صدرت في حدث جانبي أقيم على هامش الدورة الثانية والسبعين بعد المائة لمجلس المنظمة، ودعمًا لمنتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي عقدته الأمم المتحدة في الوقت نفسه والذي حمل عنوانًا فرعيًا هو: "قيادة الشباب: تحويل النظم الزراعية والغذائية يسرّع العمل المناخي".
وقال السيد Máximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة ورئيس لجنة الشباب في المنظمة، في كلمته الافتتاحية: "في العام الماضي، كان واحد من أصل عشرة أشخاص يخلد إلى النوم وهو يتضور جوعًا، في حين كان قرابة 3.1 مليار شخص يعيشون على الأغذية الأساسية النشوية لأنهم لعجزهم عن تحمل كلفة الفواكه والخضار. ويفتقر اثنان من أصل ثلاثة أطفال إلى التغذية الكافية للنمو وتحقيق كامل إمكاناتهم. وبإمكان البلدان اتخاذ إجراءات منسقة من أجل عكس مسار هذه الاتجاهات القاتمة من خلال تحويل نظمها الزراعية والغذائية وتسخير إمكاناتها الهائلة لكي تحقق أثرًا إيجابيًا يتمثل في الحد من الفقر والجوع وأوجه عدم المساواة. وفي الوقت نفسه، بإمكان البلدان اختيار مسارات لتحويل نظمها الزراعية والغذائية تنطوي على الحد الأدنى من المقايضات مع بيئتنا والتنوع البيولوجي والمناخ". كما شدد على أنّ تحويل النظم الزراعية والغذائية هو جزء أساسي من الحل العالمي لمواجهة تغير المناخ، وأنّ الشباب هم جوهر ذلك التحويل حيث إنهم "هم من سيرثون هذه التحديات، وهم أيضًا المبتكرون والدعاة إلى التغيير".
ويؤثر تغير المناخ على التحدي العالمي المتمثل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. إذ ينجم عن النظم الزراعية والغذائية حاليًا ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، وتُعزى لها نسبة 90 في المائة من إزالة الغابات في العالم ونسبة 70 في المائة من استخدام المياه على المستوى العالمي، وهي أكبر مسببات فقدان التنوع البيولوجي البري، مما يزيد الضغوط على سلاسل القيمة الغذائية. كما أنّ الأغذية هي أكبر فئة من فئات المواد المرمية في مكبات نفايات المدن ونحن نفقد أو نهدر من الأغذية ما يكفي لإطعام 1.3 مليارات شخص جائع كل عام.
وقام العديد من المتحدثين في الحدث الجانبي المنعقد على هامش دورة مجلس المنظمة، ومنهم خبراء وقادة شباب من وكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في روما، والممثلين الشباب عن البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة بالتشديد على ضرورة اتخاذ الإجراءات الشاملة الضرورية لتحويل النظم الزراعية والغذائية وجعلها أكثر استدامة، بدءًا بمرحلة الإنتاج وانتهاء بمرحلة الاستهلاك. كما أنهم أكدوا على الدور الذي يؤديه الشباب، والذي يمكنهم المشاركة فيه بقدر أكبر بل وقيادته أيضًا، بما في ذلك اتخاذ إجراءات على غرار ما يلي، على سبيل المثال لا الحصر:
منتدى الأغذية العالمي لعام 2023
يهدف منتدى الأغذية العالمي الذي أُطلق في عام 2021، وهو شبكة عالمية مستقلة يتولّى الشباب قيادتها وأنشأتها لجنة الشباب في المنظمة وتيسر أعمالها المنظمة، إلى تمكين الشباب من تحويل النظم الزراعية والغذائية على نحو فاعل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وهو يؤدي دور شبكة من الشباب يتسع نطاقها على نحو مستمر في مجال الحوكمة العالمية للأغذية، كما أنه بمثابة مركز عالمي للمعارف ومختبر للابتكار، حيث يدعم الحلول التي يطرحها الشباب ويشجعها، وهي حلول من شأنها أن تترك أثرًا ملموسًا على أرض الواقع.
وقام المنتدى خلال السنتين الماضيتين بتحديد أفكار نيّرة ومعارف وابتكارات وسياسات وحلول قائمة على العلوم والأدلة، بموازاة إبرام شراكات جديدة وخلق فرص جديدة للاستثمار من أجل تحويل نظمنا الزراعية والغذائية بشكل إيجابي لما فيه صالح الجميع، في كل مكان.
وسيواصل المنتدى توسيع نطاق عمله في عام 2023 وسيعمل على إرساء علاقة واضحة مع موضوع العمل المناخي، في حين أنّ الأحداث العالمية المزمع انعقادها في أكتوبر/ تشرين الأول ستضم من جديد منتدى الشباب العالمي ومنتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد التابعة للمنظمة ومنتدى العلوم والابتكار التابع للمنظمة بهدف دعم إقامة حوار بين الأجيال في صفوف أصحاب المصلحة في النظم الزراعية والغذائية والتوصل إلى حلول شجاعة وقابلة للتنفيذ من أجل حفز عملية تحويل نظمنا الزراعية والغذائية بما يعزّز العمل المناخي.
وقالت السيدة أسمهان الوافي، رئيسة العلماء في المنظمة: "سيُبرز المنتدى بقدر أكبر المكانة المركزية التي تحتلها العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتحويل النظم الزراعية والغذائية. وإنّ العلوم جوهرية من أجل تمكيننا نحن البشر من إنتاج المزيد من المنتجات باستخدام قدر أقل من الموارد ومكافحة الجوع بموازاة الحفاظ على مواردنا الطبيعية. وحين نجمع منظورات متنوعة ومستندة إلى العلوم، ونقوم أيضًا بدعم الحوار والنقاش بين الأجيال والاختصاصات، سيتسنى لنا العمل معًا للتخطيط لعملية تحول إيجابية وعادلة لنظمنا الزراعية والغذائية، وتكون مستندة إلى الأدلة".
وكانت السيدة الوافي والسيد Torero ضمن المتحدثين المقرر أن يشاركوا في حدث جانبي لمنتدى الأغذية العالمي يوم 2 مايو/ أيار 2023، يستضيفه المنتدى الثامن المتعدد أصحاب المصلحة المعني بتسخير العلم والتكنولوجيا والابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويحمل عنوان "دعم العمل المناخي عن طريق تحويل النظم الزراعية والغذائية في سياق التعافي من جائحة كوفيد-19". وسيقام الحدث الجانبي بصيغة مختلطة في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، على أن يُعقد شقّ ثان منه حضوريًا في المقر الرئيسي للمنظمة في روما.
وسوف يسعى هذا الحدث إلى تسليط الضوء على أهمية إشراك الشباب في العالم في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، فضلًا عن تحديد الحلول المبتكرة ورعايتها من أجل تسريع وتيرة تحويل النظم الزراعية والغذائية في السياق العام للتعافي من جائحة كوفيد-19، بهدف دعم العمل المناخي وتحقيق أهداف خطة عام 2030. وكان من بين المتحدثين عدد من كبار القادة في المنظمة، إلى جانب الفائزين بمسابقة تحدي البحوث التحويلية التابع لمنتدى الأغذية العالمي وجوائز الأعمال التجارية الناشئة المبتكرة، برعاية منظمة Extreme Tech Challenge، فضلًا عن مجموعة العلماء الشباب التابعة لمنتدى الأغذية العالمي والأعضاء في حاضنة مختبر أغذية الشباب، في حوار أقيم بين الأجيال بشأن أهمية الاستثمار في الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.